ريادة الأعمال ليست رفاهية، دروس حقيقية من رجل خاض السوق 40 عام
الإثنين، 09 يونيو 2025 05:40 ص

ريادة الأعمال
تحليل/ ميرنا البكري
في الزمن الذي يحلم فيه كل فرد بأن يصبح "بيزنس أونر" وتكون لديه الرفاهية الكاملة، فالقليل جدًا من يفهم إن ريادة الأعمال ليس طريق مفروش بالورود، بل رحلة مليئة ابختبارات نفسية ومهارات وتحديات تهد الجبال.
"مارك تيلبوري"، رجل أعمال بريطاني ناجح مضى على وجوده في السوق أكثر من 40 عامًا، قرر يشارك أهم 7 دروس قاسية تعلمها بنفسه، والذي من الممكن أن تغير مصير أي رائد أعمال إذا أدركها مبكرًا.
ومن خلال هذا التحليل، سنبسط هذه الدروس، ونربطها بالواقع المصري والعربي، لكي تبدأ مشروعك وأنت مدرك لقوانين اللعبة.

العمل لـ جني الأموال؟ غلطة البدايات
مارك يقول: “عملت 80 ساعة في الأسبوع وكنت أقوم بكل شيء بنفسي. وفي الآخر اكتشفت إني أضيع وقتي لإني كنت أبحث عن الأموال فقط.
في مصر والمنطقة، الكثير من الشباب يبدأ مشاريع لجمع المال، وتكمن المشكلة في إهمالهم لتطوير ذاتهم، أو اكتساب بعض المهارات التي تدوم طويلًا.
وبالتحليل الاقتصادي، المشاريع التي تقوم على شغف ومهارة حقيقية عند صاحبها تستمر فترة أطول، وتجذب استثمار أسرع، وتحقق نمو مستدام
فمن الضروري أن تطور مهاراتك في البداية، وابحث عن قيمة حقيقية تضيفها، قبل التفكير في الأرباح.
شكل الحياة ليس هو الحقيقة، لابد أن يكون لك وعي مالي
ثاني درس كان عن "شراء نمط الحياة"، مارك قالها صراحةً: "الذين يستعرضوا في دبي بسيارات فاخرة، أغلبهم غرقانين في ديون".
وهذه مشكلة شائعة في ثقافة ريادة الأعمال لدينا، ناس تحاول "أن تظهر" قبل ما "تثبت".
واقتصاديًا، الإنفاق الاستهلاكي المبالغ فيه يهدد سيولة الشركات الناشئة ويؤخر الاستدامة، فمن الضروري أن تستثمر في الأصول وليس المظاهر، وفر سيولة تدعم نموك وليس مظهرك.
لا تفعل كل شيء بمفردك
الدرس الثالث: " لا أحد ينجح بمفرده"، وفعلاً أكثر الشركات نجاحًا هي التي بتبني فرق قوية. وفي مصر، ريادة الأعمال مازالت مرتبطة بثقافة "أنا من أفهم"، وذلك قد يتسبب في انهيارها بعد أول مطب.
التحليل يؤكد إن الشراكات الفعالة وتوزيع المهام يجعلوا البزنس يكبر أسرع ويصل لجودة أعلى، فلابد أن: توظّف، تدرّب، تفَوّض، واعمل مع أفراد أذكى منك.
الكثير من الآراء، تشتيت قاتل
الدرس الرابع : "كثرة المدخلات يربكك"، لأنك عندما تسمع من كل الناس، تضيع على نفسك القرار الصحيح.
ففي مصر، التي يتواجد بها آراء كثيرة وتدخلات من كل الاتجاهات، لابد أن يكون لديك رؤية ثابتة مع فرز النصائح.
من الناحية الاقتصادية، أصحاب المشاريع الذين يركزوا على تنفيذ خطة واضحة يصبحوا أسرع في الوصول للسوق، وأقل عرضة للفشل، والتوصية اسمع لناس قليلة ولكنها على دراية ووعي، واتبع خطة معينة ولا تأخذ بكل رأي.
اقرأ أيضًا:
من الصفر إلى المليون، مارك تيلبوري يكشف «عجلة الثراء على الإنترنت»
رجل أعمال بريطاني يحدد 6 خطوات تسبق بها الآخرين لبناء ثروة، اعرف التفاصيل

الأنا الزائدة، عائق وليس دافع
مارك وضّح: "الغرور يمنعك ترى فرص قد تغير حياتك"، وفعلاً.. في عالم ريادة الأعمال، المرونة والتواضع هي عملة النجاح، وكثير من رواد الأعمال يتعاملوا مع النقد كأنه تهديد وليس فرصة للتعلم.
وتحليلنا يقول، التواضع يزود فرص التعلم والنمو والتحسين المستمر، فمن الضروري أن تسمع النقد، واعمل تطوير على نفسك، ولا ترى نفسك إنك وصلت.
لا تلوم، تحمل مسؤولية قراراتك
اللوم المستمر لا يحل المشاكل، بالعكس يضيع وقت وطاقة، ورواد الأعمال الذين يفكروا "أنا اخطأت، ولكن كيف أصلح؟" هؤلاء الذين يتخطوا الأزمات.
من منظور اقتصادي، تحمل المسؤولية يزود كفاءة الإدارة ويجعل البزنس مرن في مواجهة المخاطر، فكل ما تقع، راجع أفعالك، وخذ خطوة تصحح بها.
لا تصبح ثابت، غامر واخرج من منطقة الراحة
آخر درس هو: "الخروج من منطقة الراحة هو الذي جعلني اتخذ أحسن قرار في حياتي".وهذه الحقيقة: السوق يتغير كل يوم، وإذا بقيت في مكانك.. ستبقى فيه مدى الحياة".
ريادة الأعمال في مصر والمنطقة تتطلب شجاعة التجربة وتجريب كل ما هو جديد، خاصة في ظل تحولات الاقتصاد الرقمي، فمن الضروري أن تجرّب، غامر، اختبر أفكار جديدة، ولا تحبس نفسك في comfort zone وهمية.
ختامًا، الدروس السبعة الذي قدمهم مارك تيلبوري ليس نصايح نظرية، بل عصارة سنوات من التجربة، ومن يفهم اللعبة من الأول سيوفر على نفسه سنوات من الخطأ.
وإذا تنوي بناء مشروع ناجح، تذكر:
ابني مهاراتك، راجع نيتك، اعمل مع فريق، قلل الضوضاء، تواضع، تحمل مسؤولية، واخرج من منطقة الراحة.
Short Url
من البداية للإنتاج، دراسة شاملة لإنشاء مشتل لنباتات الزينة
09 يونيو 2025 11:40 ص
دراسة شاملة لإنشاء مشروع مشتل حديث لإنتاج البذور ومصدات الرياح
09 يونيو 2025 10:12 ص
سياسة بيئية جديدة، أوروبا تقلص الضريبة وتركز على الكبار الملووثين فقط
09 يونيو 2025 03:10 ص


أكثر الكلمات انتشاراً