الجمعة، 30 مايو 2025

12:09 م

«إمستيل»، رائدة الثورة الصناعية والاقتصاد الدائري في الإمارات

الخميس، 29 مايو 2025 02:04 م

الابتكار الصناعي في الإمارات

الابتكار الصناعي في الإمارات

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت العالم يتجه في نحو التحول الأخضر وتقليل الانبعاثات، الإمارات قررت إنها تكون في مقدمة الصف،
وليس بكلام وشعارات، بل بفعل واقعي على الأرض، حيث أطلقت مجموعة إمستيل أول مشروع صناعي في المنطقة لإنتاج الأسمنت منخفض الكربون، بالتعاون مع شركة ماجسورت الفنلندية، وذلك بالتوازي مع مشروعها الضخم لإنتاج الحديد الأخضر باستخدام الهيدروجين النظيف مع شركة مصدر.

هذه الخطوة ليس مجرد مصنع جديد فحسب، بل نقلة نوعية في شكل الصناعة في الإمارات، تحولها من صناعة تقليدية لصناعة تنظر للمستقبل، مستقبل نظيف ومستدام وذكي.

قاموس «First».. ما هو الاقتصاد الدائري ؟
الاقتصاد الدائري

من خبث الحديد إلى أسمنت مستدام، ابتكار إمستيل في خدمة البنية التحتية

في مشروع جديد هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إمستيل تستخدم نفايات صناعة الحديد (خبث الحديد) في إنتاج الكلنكر(المادة الأساسية في تصنيع الأسمنت).

فبدلًا ما تكون النفايات مصدر تلوث، الشركة حولتها لمورد اقتصادي، وذلك الذي يسموه  "اقتصاد دائري".النتيجة؟ أسمنت منخفض الانبعاثات الكربونية، بجودة عالية، يستطيع يخدم مشاريع الإمارات الضخمة في البنية التحتية، والتي تحتاج كميات هائلة من مواد البناء، لكن في نفس الوقت تراعي الاستدامة وأهداف المناخ.

من التصنيع إلى الابتكار، إمستيل ترسم مستقبل الصناعة المستدامة

الموضوع ليس مجرد تقليل انبعاثات، بل أيضًا نموذج جديد في التفكير الصناعي، فكل "بقايا إنتاج" تتحول لمادة خام جديدة، وكل مشروع يدعم الذي قبله، وكل خطوة محسوبة بيئيًا واقتصاديًا، وهو ما يجعل إمستيل ليس مجرد شركة تنتج حديد وأسمنت، بل "مركز ابتكار صناعي" يفكر في القيمة من أول طن خام حتى آخر ذرة نفايات.

تكامل الحديد الأخضر والأسمنت، نموذج متكامل

هذا المشروع لم يكن يحدث دون الحديد الأخضر الذي تنتجه إمستيل باستخدام الهيدروجين النظيف بدلًا من الفحم؛ نظرًا لأن النفايات التي تخرج من إنتاج الحديد الأخضر هي نفسها التي يستخدموها في صناعة الأسمنت النظيف.
يعني بدلًا ما يكون في انبعاثات من كل اتجاه، أصبحنا نقفل الدورة: فنفايات الحديد نصنع منها خام الأسمنت، وبالتالي تقليل الانبعاثات من النطاق الأول والثاني والثالث وتقليل التكلفة في نفس الوقت.

اقرأ أيضًا: 

من الاستيراد إلى الإنتاج، الإمارات تعيد تشكيل اقتصادها عبر الصناعة (فيديو)

من الصحراء إلى المصنع، كيف تُعيد الإمارات رسم خريطة الصناعة العالمية؟

الاقتصاد الأخضر في الإمارات جهود تحتذى لمواجهة التغير المناخي
التحول الأخضر في الإمارات

الإمارات تبني اقتصاد جديد، حديده نظيف وأسمنته أخضر

هذا ليس مشروع واحد، أو اثنين، بل رؤية صناعية متكاملة تقودها إمستيل بدعم من القابضة ADQ، لكي تصل الإمارات لمكانة جديدة كليًا، مركز صناعي عالمي منخفض الكربون، وقادر على تصدير مواد بناء صديقة للبيئة
وملتزم بتحقيق أهداف “الحياد الكربوني 2050”، وأيضًا يخدم أهداف "مشروع 300 مليار" لتوسيع القطاع الصناعي الوطني، هذا معناه إن ما يُبنى اليوم ليس مصانع فقط، بل قواعد اقتصاد أخضر للمستقبل.

توقعات وتحليلات، القادم أقوى

وبالتحليل الاقتصادي لهذه الخطوة، نستطيع نتوقع الآتي:

فتح أسواق تصدير جديدة

الطلب على منتجات قليلة الكربون يتزايد في أوروبا وآسيا، والإمارات الآن معها منتج منافس ومطلوب عالميًا، خصوصًا مع توجه الاتحاد الأوروبي لفرض "ضريبة كربون حدودية" على الواردات غير النظيفة.

توفير فرص عمل صناعية نوعية

التحول للتقنيات النظيفة سيخلق وظائف في مجالات جديدة مثل: تحليل دورة الكربون، تقنيات الهيدروجين الأخضر، وهندسة المواد المستدامة.

زيادة الاستثمار الأجنبي

عند وجود بيئة صناعية مستدامة، المستثمرين العالميين يروا ذلك كعامل جذب، خصوصًا في ظل التزام الإمارات بخفض الانبعاثات بشكل واضح.

ريادة إقليمية حقيقية

إذا نجحت الإمارات في تسويق نموذج إمستيل،  ستصبح مرجعية في العالم العربي للصناعة الخضراء، وقد نرى دول أخرى تقلد نفس النموذج الصناعي الدائري.

ختامًا، ما قامت به إمستيل خطوة ضخمة في مسار طويل، لكن خطوة تقول إن الصناعة ليس من الضروري أن تظل ملوثة للبيئة، ولا تعمل بالنُظم القديمة.بالعكس، الصناعة تستطيع تكون ذكية، مستدامة، مربحة، وقيادية في نفس الوقت، وإمستيل الآن تمهد الطريق لصناعة إماراتية جديدة، حديدها نظيف، أسمنتها أخضر، ومستقبلها أوضح من أي وقت مضى.

Short Url

search