الإثنين، 09 يونيو 2025

11:35 م

الصين تهيمن والغرب يحاول فك التبعية، المعادن النادرة نفط القرن 21

الإثنين، 09 يونيو 2025 08:40 م

المعادن النادرة

المعادن النادرة

تحليل / ميرنا البكري

في زمن البطاريات والسيارات الكهربائية والمغناطيسات التي تدخل في كل شيء، من الطائرات الحربية لـ الهواتف، أصبحت المعادن الأرضية النادرة هي “نفط المستقبل”. واليوم، الصين ليست متحكمة في إنتاجها فقط، بل تتحكم في سوق التكرير، والتصدير، وأيضًا تمارس سياسة "المعدن مقابل الولاء". 

في المقابل، الغرب بدء في الاستيقاظ مؤخرًا. فهل مازال هناك وقت؟ وهل فعلاً يستطيع التخلص من الاعتماد الصيني؟ سنوضح ذلك في هذا التحليل.

قصة المعادن النادرة.. ولماذا تستخدمها الصين بالحرب التجارية ضد أمريكا؟ -  مجلة عالم التكنولوجيا
المعادن النادرة

الصين تهيمن، بالأرقام والحقائق

69 % من إنتاج المناجم للمعادن النادرة في 2024 كانت من الصين.

90 % من سلسلة التكرير والمعالجة في العالم تتم داخل الصين.

أكثر من نصف احتياطي العالم من المعادن النادرة تحت الأرض الصينية.

في السيارات الكهربائية، يتم استخدام 550 جرامًا من المعادن النادرة في كل سيارة، مقارنة بـ 140 جرامًا فقط في سيارات البنزين.

ليس في السيارات، أيضًا:

1.الطائرة F-35 الحربية بها أكثر من 900 رطل معادن نادرة.

2.كل بطارية سيارة كهربائية بها تقريبا 2 كيلو تنجستن.

3.والصين تنتج وحدها 80% من تنجستن العالم.

باختصار، إذا كنت تريد أن تبني تكنولوجيا، لابد أن تمر على بكين.

الصين تشهر سلاح المعادن النادرة في وجه ترمب | اقتصاد الشرق مع بلومبرغ

 

 الغرب يحاول فك التبعية، لكن الموضوع ليس سهلًا

رغم إن أمريكا وأوروبا بدءوا الاستثمار في إعادة التدوير، مثل وزارة الدفاع الأمريكية التي مولت شركة لإعادة تدوير مصابيح الفلورسنت لاستخراج الأكاسيد، لكن: إعادة التدوير ليست سحرًا، والعملية تستغرق وقتًا، ومكلفة، وليست مجدية اقتصاديًا، والطلب ما زال عاليًا، وخاصة في الصناعات الدفاعية، والبدائل صعب أن نجدها بسهولة، كما أن إنشاء منجم جديد يأخذ من 7 لـ 10 سنوات لكي يبدأ إنتاجه الفعلي، وصناعات مثل تويوتا تحاول أن تقلل اعتمادها على المعادن، وهو ما يأخذ وقتًا وخبرة وتطوير تكنولوجي معقد. 

اقرأ أيضًا: 

أزمة المعادن النادرة، الصين تُبطئ التصدير وتُربك الأسواق العالمية (فيديو)

تراجع بنسبة 57% و39%، الانخفاض يضرب صادرات المعادن النادرة في الصين

 الصين تضرب بالسياسة قبل السلاح

الصين لن تنتج، بل أيضًا تتحكم في التصدير:

1.فرضت قيود تصدير على 7 معادن نادرة في إبريل 2025، مثل التربيوم والسيريوم.

2.في 2023، فرضت قيود على الجاليوم والجرمانيوم المستخدمين في الرقائق.

4.في 2024، وسعت الضوابط لتشمل الأنتيمون والتنجستن.

أي لا تتحكم في السوق، بل أيضًا تقنن خروج المعادن للعالم الخارجي حسب رؤيتها وبموافقة حكومية منها.

 

السيارات الكهربائية، الحصان الذي يراهن عليه الكل

السيارات الكهربائية هي خط المواجهة الأول، لأنها أكثر قطاع يستهلك معادن نادرة، وخاصة النيوديميوم والبراسيوديميوم والديسبروسيوم والتربيوم، الأربعة الأساسيين في المغناطيسات الدائمة.

الأزمة أوسع من السيارات، بل أزمة أمن قومي

المعادن النادرة تدخل في أنظمة الدفاع، كالطائرات، الصواريخ، أنظمة التوجيه، الطاقة المتجددة، الشرائح الإلكترونية، والأقمار الصناعية، أي المعركة على المعادن النادرة أصبحت معركة جيوسياسية، وليس مجرد صراع اقتصادي.

 هل إعادة التدوير هي الحل؟ 

رغم إن الغرب يحاول إعادة تدوير أول جيل من السيارات الكهربائية، لكن هذه الصناعة تأخذ سنوات كي تعود المعادن للسوق، وليس كل المعادن يمكن تفكيكها أو استرجعها بنفس الجودة، وفي بعض الحالات، المعادن مثل التنجستن تحتاج 7 سنوات قبل إعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى.

النتائج والتوقعات

على المدى القصير

1.الغرب سيعاني في تأمين المعادن النادرة.

2.سيحدث اضطرابًا في سلاسل التوريد خاصة مع التصعيد التجاري مع الصين.

3.ارتفاع أسعار المنتجات المرتبطة بالمغناطيسات الدائمة والبطاريات.

على المدى المتوسط

1.استثمارات أكثر في إعادة التدوير وتكنولوجيا بديلة.

2.صعود دول أخرى كمصادر بديلة (مثل أستراليا، وكندا، ودول أفريقية).

3.توجه لخلق تحالفات تعدين بين أمريكا وأوروبا والدول النامية.

على المدى الطويل

قد نواجه نوع جديد من السيارات والتقنيات المعتمدة على بدائل للمعادن النادرة.

والصين تظل لاعب أساسي، لكنها لن تكون محتكرة مثل الآن.

ختامًا، ما يحدث الآن ليس مجرد شد وجذب تجاري، بل معركة على من يتحكم في مستقبل الطاقة والتكنولوجيا والدفاع. والغرب يحاول يلحق، لكن الصين سبقته بسنوات عديدة، وإذا لم يستطع الغرب أن يبني سلسلة توريد قوية ومستقلة، سيصبح دائمًا في خانة "التابع" وليس "القائد". ومع صعود الذكاء الاصطناعي، والسيارات الذاتية، والطاقة النظيفة، وكل جرام معدن نادر سوف يكون أثمن من الذهب.

Short Url

showcase
showcase
search