إيطاليا تنزف صناعيًا، والمصانع على وشك الانهيار بسبب فواتير الكهرباء
الثلاثاء، 27 مايو 2025 03:29 م

إيطاليا
تحليل/ ميرنا البكري
في وقت العالم كله يحاول النهوض بصناعته، ويخفض تكاليف الإنتاج، إيطاليا تقف أمام عقبة ثقيلة، وأسعار الكهرباء لديهم مشتعلة، والمصانع لن تتحمل أكثر من ذلك، ورئيس رابطة "كونفيندوستريا"، التي تمثل صوت الصناعة الإيطالية، قالها بصراحة: “سنخرج منةالسوق، ونشاهد ألمانيا وفرنسا وهم يكسبوا ونحن ننزف”، سنحلل هذا المشهد اقتصاديًا.

الكهرباء أغلى من قدرتنا على المنافسة
رئيس الرابطة، إيمانويل أورسيني، قال:
تكلفة الطاقة على الشركات الإيطالية أعلى 35% من المتوسط الأوروبي.
في بعض المقارنات، تصل لفارق 80% عن دول صناعية منافسة مثل ألمانيا وفرنسا،
أي المصنع الذي في ميلانو ينفق ضعف الذي يدفعه مصنع شبهه في فرانكفورت (مدينة في ألمانيا)، ويحاول بيع في نفس السوق الأوروبية. والنتيجة؟ المنافسة غير عادلة، والمصانع الإيطالية تخسر زبونها وسعرها.
الصناعة الإيطالية تموت بالبطيء
إيطاليا ليس دولة خدمات فقط، والصناعة هناك تمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر ملايين الوظائف.
لكن الآن، بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، الشركات أصبحت أمام 3 خيارات: تقلل الإنتاج، تنقل مصانعها لبلاد بها طاقة أرخص، أو تقفل تمامًا.
وهذا معناه نزيف اقتصادي حقيقي، وقد يقلب على بطالة جماعية، وتراجع في الإيرادات الحكومية، وفقدان للميزة التنافسية على المدى الطويل.
الطاقة الخضراء، عبء أم فرصة؟
إيطاليا، مثل باقي أوروبا، تمشي في سكة التحول للطاقة النظيفة، لكن التحول قادم بتكلفة عالية: والبنية التحتية مازالت ضعيفة، والمشروعات بطيئة بسبب البيروقراطية، والتكلفة يدفعها المصنع والمستهلك.
يعني بدلًا ما تكون الطاقة الخضراء ميزة، أصبحت عبء مؤقت، وذلك محتاج تدخل سياسي سريع لكي لا يضرب القطاع الصناعي في مقتل.
اقرأ أيضًا:
منها إيطاليا وسويسرا، 7 دول حول العالم ستدفع لك مقابل الهجرة إليها

التوقعات، الحكومة ستتحرك أم لا؟
السيناريوهات المتوقعة:
1. استجابة جزئية: الحكومة قد تقدم إعفاءات أو مساعدات مؤقتة، خاصة في القطاعات المتضررة.
2. خطة طاقة جديدة: وارد جداً نسمع عن "استراتيجية وطنية للطاقة" خلال أسابيع، تشمل دعم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.
3. ضغط سياسي أكبر: إذا تأخرت الحكومة، "كونفيندوستريا" قد تلجأ للشارع أو للبرلمان.
نتائج محتملة للأزمة
1.زيادة البطالة في القطاع الصناعي.
2.ضعف في الناتج المحلي الإجمالي بسبب تراجع الإنتاج.
3.نقل المصانع إلى أوروبا الشرقية أو خارج الاتحاد الأوروبي.
4.انخفاض جاذبية الاستثمار في إيطاليا إذا استمر الوضع كما هو.
ختامًا، ما يحدث في إيطاليا الأن هو تحذير لكل أوروبا. وإذا لم تستطيع الدول الصناعية أن توفر طاقة بسعر تنافسي، ستفقد عمودها الفقري. فالصناعة ليس مصانع وحديد وأسمنت، بل استثمار، توظيف، تكنولوجيا، وتصدير.
وتأخرت الحكومة الإيطالية أكثر، ستجد نفسها تعالج أزمة انهيار صناعي بدلًا ما تطور استراتيجية للنمو. السؤال الآن: هل الحكومة ستسمع؟ أم ستظل تاركة المصانع تدفع الفاتورة وحدها؟
Short Url
من الذكاء الاصطناعي لـ التغير المناخي، فرص مصر في مواجهة التحديات العالمية
28 مايو 2025 12:33 م
من البطالة لـ الدين العام، العجز الفيدرالي يقود أمريكا إلى أزمة اقتصادية مدمرة
28 مايو 2025 10:28 ص
الين الضعيف والتجارة المتراجعة، ما الذي أضاع على اليابان صدارة الدائنين؟
27 مايو 2025 11:43 ص


أكثر الكلمات انتشاراً