جوجل تفشل في تطبيق حظر وسائل التواصل في أستراليا

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 01:20 ص

شركة جوجل

محمد السيد

حذّرت شركة جوجل السلطات الأسترالية من التحديات الكبيرة التي ستواجه تنفيذ القانون الجديد الذي يحظر على الأطفال دون سن 16 عاماً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن تطبيق هذه الخطوة «سيكون بالغ الصعوبة» رغم نواياها الحسنة لحماية الصغار على الإنترنت، وجاءت تصريحات الشركة قبل نحو شهرين من دخول القانون حيز التنفيذ، في 10 ديسمبر المقبل، وهو الإجراء الذي يُعد من أكثر القيود صرامة على مستوى العالم فيما يتعلق باستخدام الأطفال لمواقع التواصل.

تواجه الشركات المشغّلة للمنصات غرامات مالية ضخمة

وبموجب القانون الأسترالي الجديد، سيُمنع من تقل أعمارهم عن 16 عاماً من إنشاء أو الاحتفاظ بحسابات على منصات مثل فيسبوك، وX (تويتر سابقاً)، وسناب شات، وإنستجرام، وتيك توك، ويوتيوب المملوكة لجوجل، وفي حال مخالفة هذه القواعد، قد تواجه الشركات المشغّلة لهذه المنصات غرامات مالية ضخمة تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي، أي ما يعادل نحو 28 مليون يورو، وتهدف الحكومة من خلال هذا التشريع إلى حماية الشباب من الضغوط النفسية والمخاطر الاجتماعية التي قد يتعرضون لها أثناء استخدام الشبكات الاجتماعية.

القانون يهدف إلى حماية الأطفال

وخلال جلسة استماع أمام لجنة مجلس الشيوخ الأسترالي، أوضحت راشيل لورد، مديرة السياسات العامة في جوجل ويوتيوب بأستراليا، أن القانون رغم أنه يهدف إلى حماية الأطفال، إلا أنه قد يؤدي إلى «نتائج عكسية»، وأشارت إلى أن حرمان الأطفال من تسجيل الدخول إلى حساباتهم الخاصة قد يُفقدهم أدوات الأمان والإشراف الأبوي التي توفرها المنصات، مثل أنظمة المراقبة والتحكم في المحتوى المخصص للفئة العمرية الصغيرة.

القيود المفروضة على الأطفال في المنصات تُعتبر وسائل حماية فعالة

وأضافت لورد أن القيود المفروضة على الأطفال في منصات مثل يوتيوب تُعتبر في حد ذاتها وسائل حماية فعالة، إذ يتم تعطيل التشغيل التلقائي للفيديوهات والإعلانات المخصصة، كما تُحدّ من ظهور المحتوى الضار أو غير المناسب مثل مقاطع مقارنة الجسم أو الترويج لمعايير لياقة بدنية غير واقعية، وأوضحت أن فقدان الأطفال إمكانية الوصول إلى حساباتهم يعني فقدان هذه الطبقات الوقائية التي تم تصميمها لحمايتهم أصلاً.

فعالية التشريع في تحقيق هدفه الأساسي

وأشارت المسؤولة في جوجل إلى أن الحسابات التي تُدار من قبل أولياء الأمور، والتي تسمح للأسر بالتحكم في ما يشاهده الأطفال على الإنترنت، قد تصبح غير متاحة بموجب القانون الجديد، وهو ما يثير مخاوف بشأن فعالية التشريع في تحقيق هدفه الأساسي، يُذكر أن أستراليا كانت قد أقرت هذا الحظر لأول مرة عام 2024، مع استثناء يوتيوب حينها، قبل أن يتم إدراجه لاحقاً هذا العام بناءً على توصية هيئة تنظيم الإنترنت في البلاد، ورغم التقارير التي تحدثت عن احتمال طعن جوجل في القانون، امتنعت الشركة عن تأكيد نيتها اتخاذ أي إجراءات قانونية في الوقت الحالي، مكتفية بالتأكيد على ضرورة إيجاد توازن بين الحماية والتنظيم لضمان تجربة آمنة وفعالة للأطفال عبر الإنترنت.