بين السياسة والبيانات، الإمارات تصنع ثروتها الجديدة
الخميس، 05 يونيو 2025 10:50 ص

الإمارات العربية المتحدة
تحليل/ ميرنا البكري
أصبحت الإمارات تلعب في مستوى آخر في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحاول بكل قوتها تسبق باقي دول المنطقة بل وبعض الدول العالمية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن خلال "فالكون عربي"، الإمارات تقول للعالم: "نحن هنا، وننافس بجد".

فالكون عربي، الذكاء الاصطناعي يحكي عربي
النسخة الجديدة من نموذج "فالكون عربي" ليس مجرد روبوت يكتب عربي، بل طفرة في إن الذكاء الاصطناعي يبدأ يفهم ليس اللغة الفصحى، لكن أيضًا اللهجات الإقليمية. أي النموذج لن يخاطب النخبة، مما يكلم المواطن العادي أيضًا، من الخليج للمحيط.
ومن يميز "فالكون" إنه تم تدريبه على بيانات ضخمة ومتنوعه، ومعهد الابتكار التكنولوجي يقول إنه يقدم أداء يقارب نماذج أكبر منه بعشر مرات. وهو إنجاز تقني ضخم في عالم النماذج اللغوية.
نموذج صغير، لكنه ذو كفاءة
الإمارات أيضًا أطلقت نسخة أخرى أصغر تُعرف بـ "فالكون H1"، والذي بحسب المعهد، تتفوق على نماذج في نفس حجمها من عمالقة مثل "ميتا" و"علي بابا". وذلك معناه إن الإمارات لا تركز على الحجم فقط، لكن على الكفاءة والفعالية.
شركات الشرق الأوسط تحسبها بالمليم
مع التكاليف الجنونية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي من الصفر، الكثير من الشركات في الشرق الأوسط بدأت تعيد التفكير: هل نطور نماذج من البداية؟ أم نستخدم نماذج جاهزة ونعدل عليها؟
"فالكون" يقدم بديل إقليمي واقتصادي، يجعل الشركات تختصر الطريق بتكنولوجيا عربية. لكن التحدي هنا: هل تستطيع النماذج الصمود أمام المنافسين الكبار في السوق العالمي؟
اقرأ أيضًا:
الإمارات تطلق مشروع Stargate بالتعاون مع OpenAI وNvidia
الذكاء الاصطناعي، بوابة النفوذ الأمريكي الجديد في السعودية والإمارات
نجاح ليس دائم، فالكون طار ووقع؟
رغم إن "فالكون" تصدر التصنيف العالمي لمنصة "Hugging Face" في 2023، إلا إن الوضع تغير. النموذج خرج من قائمة أفضل 500 نموذج الشهر الماضي، وعدد مستخدميه قليل مقارنةً بنماذج "ميتا" و"ديب سيك".
أي هناك مشكلة في استمرارية الأداء والتحديثات، مما يطرح سؤال: هل الإمارات تستطيع أن تحافظ على مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي؟ أم مجرد ضوء خافت في سباق عالمي شرس؟

الإمارات تبني البنية التحتية للمستقبل
الأمر الذي يجعل الإمارات مختلفة عن غيرها، إنها لا تطور نماذج فقط، لكنها تبني الأساس الذي يشغل هذه النماذج بكفاءة. وشركة "G42" أعلنت عن مركز بيانات ضخم في أبوظبي بطاقة 5 جيجاواط، وهذه طاقة عملاقة.
وذلك معناه إن البلد تنوي تستضيف وتفعل نماذج على أعلى مستوى، وتكون مركز إقليمي وربما عالمي لخدمات الذكاء الاصطناعي السحابية.
تحالفات دولية، وشبكة نفوذ تكبر
من خلال شركة "MGX"، الإمارات لا تعمل محليًا فقط، لكنها تتحرك عالميًا. من التعاون مع "إنفيديا" حتى دعم "OpenAI" و"إكس إيه آي"، فالإمارات تبني شبكة علاقات وتعاون استراتيجي يجعلها في قلب صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية، والهدف ليس نقل التكنولوجيا، لكن أيضًا امتلاك حصة من صناعة المستقبل.
توقعات اقتصادية، القادم أعظم؟
استثمارات ضخمة ستتدفق: هذه البنية التحتية الضخمة ستشجع شركات عالمية لتعمل من الإمارات أو تتعاون معها.
مراكز بيانات أي (ذهب رقمي): مع تزايد الطلب على الطاقة الحوسبية، قد تصبح مراكز البيانات مصدر دخل مستقر واستراتيجي، ونموذج فالكون يحتاج دعم مجتمعي لكي يستمر، ولابد أن يصل للمطورين والشركات الصغيرة في العالم العربي.
ختامًا، الإمارات لا تواكب الثورة التكنولوجية فقط، بل تحاول تقودها، أو على الأقل تحجز لنفسها مكان دائم فيها. من تطوير النماذج الذكية لبناء مراكز البيانات العملاقة، ومن تحالفات عالمية لدعم مطورين صغار، كل ذلك يقول إن الإمارات تراهن على الذكاء الاصطناعي كأداة للنفوذ الاقتصادي والسياسي في السنوات المقبلة.
السؤال الأهم: هل باقي دول المنطقة ستشارك في هذا السباق ؟ أم ستشاهد من بعيد؟
Short Url
أسعار حليب الأطفال تسجل ارتفاعًا تاريخيًا في بريطانيا
07 يونيو 2025 11:41 ص
تقرير دولي يكشف، ترتيب أغنى وأفقر اقتصادات العالم لعام 2025
07 يونيو 2025 10:32 ص
مصادر: الصين تمنح تراخيص تصدير نادرة لموردي أكبر 3 شركات سيارات أمريكية
07 يونيو 2025 10:27 ص


أكثر الكلمات انتشاراً