الجمعة، 23 مايو 2025

10:25 ص

"صنع في الصين"، أسباب تمنع الولايات المتحدة من تصنيع آيفون بالكامل

الجمعة، 23 مايو 2025 03:00 ص

أسباب تمنع الولايات المتحدة من تصنيع آيفون

أسباب تمنع الولايات المتحدة من تصنيع آيفون

أمة الله عمرو

يعتبر هاتف الآيفون أنجح جهاز استهلاكي في التاريخ، إذ تم بيع نحو 2.8 مليار وحدة منذ إطلاقه عام 2007، محققًا أكثر من تريليون دولار من الإيرادات لأبل خلال 15 عامًا، ولا يزال يشكل نحو نصف إجمالي مبيعات الشركة.
 

شركة آبل تعتمد في تصنيع هواتفها على دولة الصين للتجميع النهائي

وتعتمد أبل على 187 مورّدًا في 28 دولة، وهذا وفقًا لمؤسسة البيانات الدولية "IDC"، فيتم تصنيع أقل من 5% من مكونات الآيفون حاليًا في الولايات المتحدة، بما في ذلك الغلاف الزجاجي، والليزر الذي يفعّل تقنية التعرف على الوجه "Face ID"، والرقائق الإلكترونية، مثل المعالج والمودم الخاص بتقنية الجيل الخامس "5G".
 


ودولة الصين هي المسؤولة بالكامل، عن تصنيع كم كبير باقي المكونات حتى تصل نسبة تصنيعها لـ 90%، ويتم إنتاج معظم المكونات التقنية المتقدمة في تايوان، وبعض العناصر الأساسية الأخرى في كوريا الجنوبية واليابان.

وذلك نتيجة صعوبة تواجد مكوناته بشكل كامل في الولايات المتحدة، فيتم تصنيع الزجاج الخارجي لشاشة الآيفون في أميركا، وباقي العناصر التي تحوله إلى شاشة لمسية، بدءًا من الإضاءة الخلفية وحتى الطبقة التفاعلية، تصنع في كوريا الجنوبية، ثم يتم تجميعها بالنهاية في دولة الصين، أما البراغي الصغيرة الـ 74 التي تثبّت جهاز الآيفون معًا، فتصنع في الصين والهند، ويتم تثبيتها يدويًا.
 

سلسلة الإمداد العالمية لأبل مثالًا دراسيًا كلاسيكيًا على الشبكات المعقدة

وبذلك تُعد سلسلة الإمداد العالمية لأبل مثالًا دراسيًا كلاسيكيًا على الشبكات المعقدة التي تهيمن الآن على الاقتصاد العالمي، والتي لن تُفكك بسهولة عبر فرض التعريفات الجمركية، ومن 20 عامًا، كانت دولة الصين تجذب شركات التكنولوجيا مثل أبل، نتيجة وفرة العمالة الرخيصة، وهو عامل لا يزال يمثل ميزة نسبية مقارنة بالولايات المتحدة، وأصبحت سلسلة توريد الآيفون تعتمد على خبرات فنية متخصصة لكل مكون، بحوالي 10 بلدان آسيوية، وتكون عمليات التجميع داخل الصين.



وبذلك ثبت أن ليس مرجح انتقال تجميع الآيفون إلى الولايات المتحدة، لأن سلسلة توريدها متجذر بعمق في الصين، بدعم من مهندسين لديهم مهارات كبيرة وأعداد هائلة من عمال التجميع، وتقوم أبل بشحن أكثر من 230 مليون آيفون سنويًا، مما يعادل تصنيع 438 وحدة في الدقيقة الواحدة، وتستطيع أبل تحقيق الإنتاج الضخم مع خفض التكاليف، وتحقق ربحًا يبلغ حوالي 400 دولار، أي بهامش ربح صافٍ يبلغ 36%.

 

بداية انشاء مدينة الآيفون 2010 لإنتاج اعداد هائلة من الهواتف

في عام 2010، أنفقت فوكسكون نحو 1.5 مليار دولار لبناء "مدينة الآيفون" في تشنغتشو، التي تنتج نحو 50% من أجهزة الآيفون حول العالم، وهذا المبلغ كان فقط لتأسيس المنشأة، دون تكاليف تشغيلها، ويبلغ عدد العاملين فيها 350 ألف شخص، ولا يزال يتم تجميع الغالبية العظمى من أجهزة الآيفون "حوالي 85%" في الصين، مع تصنيع البقية في الهند.



ويُعد القرب الجغرافي بين الموردين والمصنعين عاملًا حاسمًا في كفاءة إنتاج أبل، فهناك الكثير من المزايا لتجميع أنشطة سلسلة الإمداد في مكان واحد، من حيث السرعة وجودة التواصل والابتكار في تصميم المنتج والعمليات".

ورغم أن أبل قد تكون قادرة على إيجاد بدائل لبعض مكونات الآيفون، فإن بعض القطع يتم توريدها من مصادر وحيدة، ورغم أن الشركة أعلنت أنها بدأت الإنتاج الكمي في ولاية أريزونا في يناير، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه لا بديل حقيقي عن الرقائق التي تُنتج في تايوان وكوريا الجنوبية.

ولهذا السبب، تخلق فكرة نقل التجميع إلى الولايات المتحدة، اختلالات وكفاءات أقل، وذلك في حالة إذا لم يتم تصنيع كل شيء في مكان قريب، يصبح الأمر معقدًا.



ويتطلب نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة استثمارات ضخمة ومنسقة عبر سنوات القادمة، في مجالات الأتمتة، والمعدات، والبنية التحتية، والتدريب، كما أن تحفيز مصنّعي المكونات الأجانب على بناء مصانع لهم في أميركا يمثل تحديًا إضافيًا.

Short Url

showcase
showcase
search