أبوظبي وسباق السيارات، خطة صناعية بـ 100 مليار درهم
الأربعاء، 21 مايو 2025 12:57 م

الإمارات العربية المتحدة
تحليل/ ميرنا البكري
الأحداث في أبوظبي ليس مجرد استثمار في صناعة سيارات، لكن مشروع ضخم لبناء "منظومة متكاملة" تجعل الإمارة مركز إقليمي كبير ينافس الكبار في صناعة السيارات. والافت إن الخطة ليس تصنيع فقط، بل يدخل بها فيها تكنولوجيا، تعليم، شغل، وتعاون عالمي كل ذلك ضمن برنامج “اصنع في الإمارات 2025”.

الهدف الكبير، 100 مليار درهم للناتج المحلي
واحدة من أبرز أرقام الخطة هي إن البرنامج سيضخ 100 مليار درهم في اقتصاد أبوظبي، ويستقطب أكثر من 8 مليار درهم استثمارات أجنبية مباشرة، وتعتبر هذه قفزة ضخمة في أي قطاع صناعي في المنطقة، وهذا يعني خلق بيئة استثمارية جاذبة، جذب شركات عالمية وموردين كبار، ربط أبوظبي بسلاسل التوريد العالمية، وأيضًا خلق 7 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول 2045.
أبوظبي تبني منظومة متكاملة لصناعة السيارات الفاخرة
الخطة في أبوظبي ليس مجرد تجميع أو إنتاج للسيارات، بل يبدأ من مراحل أكثر تطورًا. أول حاجة، اللبدء بتصميم السيارات بمواصفات حديثة تواكب السوق العالمي. ثم التصنيع بأعلى المعايير، مع الاهتمام بخدمات ما بعد البيع لضمان تجربة متميزة للعملاء. ليس ذلك فقط، أيضًا هناك خطة لإعادة تجديد السيارات الكلاسيكية وتنظيم مزادات للسيارات الفاخرة، مما يعكس اهتمام أبوظبي بتكوين منظومة متكاملة لصناعة السيارات، ليس مجرد مصنع.
من التصميم لآخر صامولة، سلسلة قيمة متكاملة
الخطة لا تقف عند التجميع أو الإنتاج، بل تبدأ من تصميم السيارات، والتصنيع بمواصفات حديثة، وخدمات ما بعد البيع، وإعادة تجديد العربيات الكلاسيكية، ومزادات للسيارات الفاخرة، وهذا يعني إن أبوظبي تحاول بناء ecosystem متكامل ليس مصنع فقط.
اقرأ أيضًا: من الصحراء إلى المصنع، كيف تُعيد الإمارات رسم خريطة الصناعة العالمية؟
120 مليار درهم في عامين، الإمارات تقود طفرة استثمارية غير مسبوقة في القطاع الصناعي

البحث والتعليم، الجامعات في قلب الصناعة
الملفت جدًا إن مكتب الاستثمار تعاون مع كبرى الجامعات في أبوظبي لكي يطلقوا أول برنامج أكاديمي على مستوى المنطقة في تصميم وتطوير السيارات، وذلك يجمع بين: الذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، والتدريب العملي،وفرص وظيفية دولية، أي الكفاءات الإماراتية لن تعمل فقط بل تقود ايضًا.
شراكات دولية قوية، جينيسيس وW Motors في الصورة
المنتدى كان مليء بالأحداث الهامة، وكان أبرزها توقيع أكثر من 10 اتفاقيات تجارية واستثمارية، ومن أهم الاتفاقيات كانت الشراكة بين "دبليو موتورز" و"ROX Motors" و"Genesis"، بالإضافة لضم مجموعة AIH كواحدة من أكبر شركات التجميع على مستوى العالم، وذلك يعني إن أبوظبي ستبدأ ترى إنتاج ضخم للسيارات في المنطقة. والرسالة هنا واضحة: الشركات العالمية بدأت تشوف أبوظبي كمركز جديد لصناعة السيارات في المنطقة، وليس كداعم للصناعة، لكن كبيت جديد لهم.
توقعات مستقبلية، أبوظبي تبني قاعدة تنافس بها الكبار
بناءً على الخطة المعلنة، التوقعات تقول:
1.نمو مضاعف للصادرات الصناعية من أبوظبي خلال 10 سنوات.
2.زيادة كبيرة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خصوصًا من آسيا وأوروبا.
3.تحول الإمارات لمركز إقليمي في السيارات الكهربائية والفاخرة، خصوصًا مع الطرازات الجديدة والمزادات.
4.تعميق العلاقات مع المصنعين والموردين العالميين في سلاسل التوريد الخاصة بالسيارات.
ختامًا، ما تفعله أبوظبي هو أكثر من مجرد استثمار صناعي، إنه تأسيس لنموذج تنموي جديد، يجمع بين التكنولوجيا والتعليم والصناعة. الهدف هو تحويل المنطقة من مجرد مستهلك للسيارات العالمية إلى صانع ومُصدّر ومُبتكر أيضًا، والسؤال الآن:هل تستطيع أبوظبي منافسة مصانع عمالقة مثل كوريا وألمانيا والصين؟البدء قوي، والنوايا واضحة، والسوق في انتظار أن يرى من سيحقق الفوز في هذا السباق.
Short Url
تحالف صناعي مصري يسطر مرحلة جديدة في صادرات مصر إلى إفريقيا
21 مايو 2025 04:58 م
من الإسفلت إلى الاقتصاد، «دبي» تربط 10 آلاف شركة بمسارات ذكية للنمو
21 مايو 2025 03:36 م
من الصين إلى أفريقيا، السيارات الكهربائية تغير خريطة الاقتصاد العالمي
20 مايو 2025 03:39 م


أكثر الكلمات انتشاراً