الإثنين، 19 مايو 2025

04:47 م

120 مليار درهم في عامين، الإمارات تقود طفرة استثمارية غير مسبوقة في القطاع الصناعي

الإثنين، 19 مايو 2025 12:37 م

الصناعة في الإمارات

الصناعة في الإمارات

كتب/ كريم قنديل

في زمن لم تعد فيه الموارد الطبيعية وحدها تكفي لصناعة مستقبل اقتصادي مزدهر، تتقدم البنية التحتية الصناعية إلى صدارة المشهد، كأداة استراتيجية لإعادة تشكيل الخريطة الجيو اقتصادية للعالم.

التكنولوجيا الصناعية

فالعالم اليوم لا يمر بأزمة رسوم جمركية فقط، بل يعيش لحظة فارقة يعاد فيها تشكيل سلاسل الإمداد، وتتصاعد فيها أهمية الذكاء الاصطناعي، بما يحمله من وعود هائلة وقدرة على إعادة تعريف مفاهيم التصنيع والإنتاج.

لكن، ما بين الدول الباحثة عن تموضع جديد في سوق عالمي مضطرب، تبرز تجربة الإمارات كحالة استثنائية تستحق التوقف عندها، ليس فقط لما أنجزته، بل للكيفية التي أنجزت بها.

اقرأ أيضًا:

الذكاء الاصطناعي، بوابة النفوذ الأمريكي الجديد في السعودية والإمارات

من الصحراء إلى المصنع، كيف تُعيد الإمارات رسم خريطة الصناعة العالمية؟

من الموقع إلى المنصة

في السابق، كان يُنظر إلى الموقع الجغرافي واليد العاملة الرخيصة كعاملين حاسمين في جذب الاستثمارات الصناعية، إلا أن تلك المعادلة أصبحت جزءًا من الماضي، اليوم تحتل عناصر جديدة واجهة الاهتمام، بنية تحتية ذكية، مصادر طاقة متنوعة، بيئة تنظيمية مرنة، وسرعة في تأسيس الأعمال.

أدركت الإمارات هذا التحول مبكرًا، لم تكتفي بدورها كمركز مالي أو لوجستي إقليمي، بل تحركت بخطة استراتيجية لتحويل نفسها إلى منصة صناعية عالمية، تستند إلى بنية تحتية متقدمة وشبكات طاقة متعددة، من الشمسية إلى النووية.

دور التكنولوجيا في تنمية الصناعة - مجلة عالم التكنولوجيا
تكنولوجيا الصناعة

الاستراتيجية التي غيرت المعادلة

إطلاق استراتيجية «مشروع 300 مليار» في 2021 لم يكن إعلان نوايا، بل خارطة طريق تنفيذية بأدوات واضحة، خلال أقل من عامين، قفزت العقود المبرمة إلى أكثر من 120 مليار درهم، وتوسعت المنتجات المحلية إلى 1400 منتج، مع توطين صناعي تجاوز 31 مليار درهم.

لكن ما يجعل هذه الاستراتيجية فارقة ليس فقط حجم الاستثمار، بل نوعيته، من حيث شراكات طويلة الأجل، وتوطين التكنولوجيا، وربط واضح بين الابتكار والطلب الصناعي المحلي والإقليمي.

اقرأ أيضًا:

استثمار تاريخي، الإمارات تضخ 440 مليار دولار في قطاع الطاقة الأمريكي

ترامب: الإمارات تبدأ في استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا

البنية التحتية كأصل إنتاجي

تمتلك الإمارات اليوم ما يزيد عن 40 منطقة حرة متعددة التخصصات، و12 ميناء تجاريًا يدير أكثر من 80 مليون طن من البضائع سنويًا، منها 61% موجهة لدول مجلس التعاون، هذه البنية ليست مجرد طرق وموانئ، بل نظام بيئي متكامل يشمل البيانات، والطاقة، والتشغيل الذكي، وهو ما يصنع الفارق الحقيقي في القدرة التنافسية.

ففي عصر الذكاء الاصطناعي، لم تعد خطوط الإنتاج تقف عند المهارة البشرية، بل تمتد إلى روبوتات ذكية، وخوارزميات تتخذ قرارات في الزمن الحقيقي، وكل ذلك يحتاج إلى بنية تحتية تقنية تتجاوز المفهوم التقليدي للصناعة.

الصناعة الألمانية: أهم الأرقام والحقائق
القطاع الصناعي

رسالة للإقليم وللعالم

حين تصدر الإمارات 41% من إجمالي الصادرات السلعية للشرق الأوسط في عام واحد، وتحقق تجارة خارجية تتجاوز 5 تريليونات درهم بفائض يقارب نصف تريليون، فإنها لا تعلن فقط عن نجاح نموذجها، بل ترسل إشارة إلى الدول الأخرى،  فالبنية التحتية لم تعد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية.

من خلال تلك الجهودات، نرى أن التجربة الإماراتية تضعنا أمام معادلة جديدة في عالم الصناعة: لم يعد السؤال هو ماذا ننتج؟ بل أين ننتج؟ وكيف؟ وبأي بنية؟ والإجابة، حتى الآن، تبدو جليّة في الخليج العربي.

Short Url

showcase
showcase
search