الإثنين، 12 مايو 2025

04:22 م

لعبة النهاية؟، متجر عمره 80 عامًا يترنح تحت ضربات واشنطن الجمركية

الإثنين، 12 مايو 2025 01:13 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في لوس أنجلوس هناك شارع صغير يحمل ذكريات الحرب العالمية يوجد به متجر ألعاب يسمى "كيب توي لاند" يعمل منذ 80 عام،  ظل صامدًا في مواجهة الأزمات، من الكساد الاقتصادي حتى جائحة كورونا، لكن هذه المرة الأزمة القادمة شكلها أخطر، تأتي من واشنطن وليس من السوق، والسبب هو قرار بفرض رسوم جمركية 145% على الواردات الصينية، والتي تمثل 80% من ألعاب الأطفال في السوق الأمريكي.

اقرأ أيضًا: 

من المصنع للرف، رحلة "باربي" في ظل تعريفات ترامب

LA port supply chain problems? Kips Toyland isn't worried - Los Angeles  Times
متجر “كيب توي لاند”

رسوم جمركية أم صاروخ في قلب الصناعة؟

 التعريفة الجمركية التي فرضها ترامب ضمن الحرب التجارية ضد الصين، جعلت الموردين يبعثوا رسائل تحذير: “اربطوا الأحزمة.. اللعب ستشتعل”،وبالفعل، هذا يعني إن أسعار لعب الأطفال سترتفع، والمستهلك هو من يتحمل الفاتورة.

اقرأ أيضًا: 

الرسوم التجارية تطيح بالألعاب، مايكروسوفت ترفع أسعار Xbox بمقدار 100 دولار

الأرقام تتكلم، خسارة بالمليارات

وفقًا لـ بيانات وزارة التجارة الأمريكية، استوردت الولايات المتحدة ألعاب بـ 13.4 مليار دولار من الصين في 2024، فـ 80% من السوق الأمريكي يعتمد على الصناعة الصينية بسبب خبرتها الضخمة وتكلفتها القليلة، ولا يوجد بنية تحتية بديلة في أمريكا تستطيع تغطية الفرق في المدى القصير.

كيب توي لاند، قصة متجر حاصرته القرارات

وفقًا لـ CNN الاقتصادية، يقول دون كيبر (مالك المتجر) الذي ورثه عن والده، بصوت حزين:"معظم الألعاب الموجودة لدينا تأتي من الصين، الأسعار سترتفع، والمستهلك يشتري أقل"، والمشكلة الأكبر؟ شركات صغيرة مثل متجره لن تستطيع تخزين كميات مسبقاً، أو تتحمل رفع مفاجئ في الأسعار.

LA's Oldest Toy Store Kip's Toyland Still in Play After 75 Years - Los  Angeles Business Journal
تسوق المستهلكين داخل المتجر

تحول في عادات الشراءن اللعب المستعملة بدلًا من الجديدة

وفقًا لحديث دار بين كيبر وبعض الأمهات التي تأتي إلى المتجر باستمرار، بدأو في تغيير سلوكهم، حيث اتجهت بعض الأمهات لشراء ألعاب مستعملة من فيسبوك ماركت، وبعض الأمهات فضلت أن تشترك في عضوية حديقة الحيوانات المحلية أو حديقة الأسماك بدلًا من شراء الألعاب، وهذا يعني إن تجربة التسوق التي كانت ممتعة في متجر "كيب" قد تختفي مع الوقت.

محلل اقتصادي يحذر، النقل ليس مستحيل لكنه مكلف

يقول محلل الألعاب “كريس” في حوار مع CNN، إن نقل مصانع الألعاب من الصين لأمريكا ليس مستحيل، لكنه يتطلب 5 سنوات على الأقل، وستكون التكلفة أعلى بكثير بسبب أجور العمالة والتنظيمات، وهذا يعني ارتفاع أسعار الألعاب أيضًا، سواء تم تصنيعها في الصين أو في الولايات المتحدة.

توقعات اقتصادية، موجة غلاء على الأبواب

إذا استمرت التعريفات، من الممكن أن ترتفع الاسعار بنسبة 30-50% لبعض المنتجات، وموسم الأعياد (الذي يكون به أعلى مبيعات) سيصبح في خطر، وبعض الشركات الصغيرة تتجه لقفل أو تغيير نشاطها.

تداعيات أوسع، ليس مجرد ألعاب

ارتفاع أسعار الألعاب، قد يُحدث هزة في سلاسل التوريد، ويمثل ضغطًا على الأسر الأمريكية وسيدفعهم إلى الشراء من السوق الثانوية (المستعمل)، وبالتالي التأثير سلبًا على الوظائف في قطاع التجزئة الصغير.

ختامًا، القصة ليس عن متجر صغير في لوس أنجلوس أو عن لعبة أطفال غالية، القصة أكبر من ذلك. تعتبر هذه الأحداث  مجرد جزء من مشكلة اقتصادية ضخمة تؤثر على ملايين العائلات والشركات الصغيرة في أمريكا. "كيب توي لاند" كان دائمًا رمز للصمود في وجه الأزمات، لكن هذه المرة، الأزمة لن تأتي من السوق أو من المنافسة، بل من قرارات سياسية قد تغير مجرى الأمور بشكل كبير. وهو ما يعني إن الوضع في المستقبل سيكون أصعب، ليس في شراء الألعاب فقط، بل في الحياة اليومية بشكل عام. المستهلك سيضطر أن يتأقلم مع هذه التغييرات، لكن الحياة تستمر، حتى لو بمستوى أقل من المتعة التي كانت توفرها ألعاب "كيب".

Short Url

showcase
showcase
search