الثلاثاء، 06 مايو 2025

07:49 م

من المصنع للرف، رحلة "باربي" في ظل تعريفات ترامب

الثلاثاء، 06 مايو 2025 03:23 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في الماضي، كانت باربي لعبة تشتريها الأطفال للمرح، واليوم أصبحت شبه رفاهية؛ نظرًا  لأن حرب ترامب التجارية، بدأت تضرب حتى أبسط المنتجات (الألعاب)، ومع الرسوم الجمركية العالية على الصين، فالشركات مثل "ماتيل" بدأت تفكر بصوت عالٍ، إما سنرفع الأسعار، أو ننقل مصانعنا، أو الخسارة، وهذا لا يؤثر على السوق الأمريكي فقط، لكن أيضًا على سلاسل الإمداد والصناعة العالمية.

بمناسبة مرور 65 عامًا على صناعتها.. لندن تستضيف متحفًا لدمية باربي |  Euronews
ارتفاع أسعار الدمية “باربي”

 

ترامب يلعب بالنار، والدمى تدفع الثمن

قرار فرض رسوم جمركية يصل لـ145% على السلع الصينية، كان بمثابة قنبلة في وجه صناعات كثير، وأكثرهم الألعاب، فحوالي 80% من ألعاب الأطفال في أمريكا تأتي من الصين، وهذا معناه أن أي زيادة في الرسوم، ستترجم فورًا لزيادة في الأسعار.

وهو ما حدث في شركة "ماتيل" التي أعلنت، أنها تنوي رفع الأسعار لكي تعوض التكلفة الجديدة، قائلة، "سنتصرف وسنأخذ إجراءات تسعيرية"، وهو مصطلح اقتصادي معناه إن الأسعار سترتفع.

ماتيل تغيّر الخريطة، وداعًا للصين؟

الشركة لن ترفع الأسعار فقط، بل تنوي أن تقلل اعتمادها على الصين، وهو تحول كبير، وفقًا لتصريحاتهم، فالصين كانت تمثل نصف الإنتاج، وفي 2025 ستهبط لـ40%، وبحلول 2027م ستكون أقل من 10% وهو معناه أنهم سيبعدوا أعمالهم عن الصين، ويوزعوه على دولٍ أخرى، لتفادي أي مشاكل مستقبلية، بسبب الحرب التجارية.

وقررو بالفعل نقل تصنيع 500 لعبة من الصين لبلاد أخرى، ما يخلق ضغطًا كبيرًا على شركات التصنيع، التي تعتمد على الصين، والتي تزيد المنافسة في دول بديلة، مثل فيتنام والهند.

أسعار ترتفع، والمستهلك يحسبها

وفي نصف إبريل، ارتفع سعر دمية باربي بملابس سباحة بـ42.9% في أسبوع، وهو رقم ضخم جدًا على لعبة، وفي ظل ارتفاع الأسعار بهذا الشكل، ألعاب كثير قد تتحول لشيء كمالي وليس أساسي، خصوصًا مع دخول موسم الأعياد، الذي يعتبر أكثر وقت تشتري الناس فيه ألعاب.

لكن ماتيل تحاول أن تهدئ السوق، قائلة إن نصف منتجاتها مازالت تباع تحت الـ20 دولار، ومع ذلك، حالة التذبذب وعدم اليقين في توقعات الإنفاق، جعلتهم يوقفوا أي توقعات للفترة المتبقية من 2025م، وهو مؤشر خطر جدًا للمستثمرين والمحللين.

توقعات السوق 2025م

وعلى المدى القصير:- سنرى ضغطًا كبيرًا على أرباح شركات الألعاب، كما قد نواجه زيادات متكررة في الأسعار، خصوصًا في أمريكا.

على المدى المتوسط:- الشركات ستنقل عملها من الصين لدول أخرى، وذلك قد يسبب ضغطًا على سلاسل الإمداد، لكنه سيقلل المخاطر السياسية.

على المدى الطويل:- السوق سيتوازن إذا خففت الولايات المتحدة القيود، أو حدث نوع من الاتفاق التجاري، لكن في حالة استمرار التصعيد، قد نجد حتى ألعاب الأطفال، تتحول لمنتج “نخبوي”.

ختامًا، ترامب، لن يؤثر على النفط والصلب والتكنولوجيا فقط، بل تهاجم رسومه لعب الأطفال، ومع الحرب التجارية المستمرة، الشركات أصبحت في موقف صعب، فهل ترفع الأسعار وتخسر زبونها، أو تتحمل التكلفة وتصمت؟ وفي كل الأحوال، المستهلك هو من يدفع الثمن، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل بالفعل لعبة باربي ستظل رمزًا للطفولة؟ أم تتحول لمنتج صعب المنال بسبب قرارات سياسية؟

Short Url

search