من اتفاق باريس إلى مقصلة الميزانية، ترامب يعلن الحرب على الطاقة الخضراء
الثلاثاء، 06 مايو 2025 02:15 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
منذ عودة ترامب للبيت الأبيض، ظهرت نيته الحقيقية وهي عدم تزويد إنتاج الطاقة الخضراء، ولا يوجد خطة لتحسين المناخ، بالعكس: "الاحتباس الحراري كذبة". وفي أول 100 يوم، انسحب ترامب من عدة اتفاقيات، كما قلص ميزانيات، ودعم النفط والغاز على حساب أي أمل في طاقة نظيفة.
ترامب ينسحب مرة أخرى من اتفاقية باريس، والرسالة واضحة
اتفاقية باريس ليس مجرد ورقة، بل تعهد عالمي بخفض الانبعاثات، لكن ترامب قرر يسحب أمريكا منها مرة أخرى، كأنه يقول “أنا ليس معكم”. وهو ما جعل العالم يعيد حساباته، لأن أمريكا واحدة من أكبر الملوثين في العالم، وانسحابها من الاتفاقية قد يضعف باقي الأطراف.
موازنة 2026، مقص ترامب يضرب الطاقة الخضراء
الميزانية التي أعدها فريق ترامب خفضت التمويل لقضايا المناخ والطاقة النظيفة بشكل حاد، حيث تم خصم 15 مليار دولار من مخصصات الطاقة المتجددة، وخفض 6 مليار دولار من مشروعات شحن العربيات الكهربائية.
أي بشكل مباشر، يقول للطاقة الجديدة: "ليس عملي، تحملوا بمفردكم".
رسوم جمركية تضرب في صلب الطاقة المتجددة
فرض ترامب رسوم 25% على الحديد والصلب، وهو ما جعل صناعة طاقة الرياح تحديدًا في مأزق كبير، لأن التوربينات تحتاج كميات ضخمة من الحديد، وبالتالي التكاليف زادت، حيث ارتفعت تكلفة التصنيع المحلي، والاستيراد أصبح مكلف للغاية، والمستهلكسيتحمل فرق السعر في النهاية.
كما إن أوروبا كانت تصدر مكونات الرياح لأمريكا، لكن الآن هذا السوق ينغلق، وهذا معناه إن المصانع الأوروبية تخسر سوق مهم، كما إنها تواجه منافسة شرسة من دول أخرى، أي موازنة ترامب كانت ضربة مزدوجة للغرب بأكمله.

المناخ على الهامش، وأمن الطاقة يرجع للواجهة
الخبراء يروا إن العالم بدأ يرجع اهتمامه لأمن الطاقة أكثر من المناخ، خصوصًا بعد الأزمات مثل حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الغاز، الناس أصبحت تفكر في الفاتورة أكثر من الكوكب.
على المدى المتوسط، بعض القطاعات مثل الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والسيارات الكهربائية مازالت لديها فرص للنمو، خاصة في دول أخرى تمشي في طريق التحول الأخضر مثل الصين والهند وألمانيا.
توقعات اقتصادية من قلب العاصفة
1.الاستثمار في الطاقة الخضراء بأمريكا سينخفض على الأقل خلال العاميين المقبلين.
2.أسعار منتجات الطاقة المتجددة سترتفع بسبب ارتفاع تكلفة المواد.
3.الطلب على الطاقة التقليدية سيزداد على المدى القصير.
4.شركات أوروبية تبحث عن أسواق بديلة لأمريكا، وذلك قد يعزز دور آسيا وأفريقيا كمراكز إنتاج بديلة.
ختامًا، قرارات ترامب تقول صراحة إن أولويته ليس المناخ، بل الاقتصاد التقليدي. لكن السؤال الحقيقي الآن: هل الاقتصاد سينجح إذا المناخ انهار؟ الخسارة لن تكون في جمارك أو تمويلات، الخسارة الأكبر ستكون في كوكب غير صالح ان يعيش عليه الإنسان.
Short Url
من المصنع للرف، رحلة "باربي" في ظل تعريفات ترامب
06 مايو 2025 03:23 م
من بكين إلى الساحل المصري، التنين الصيني نحو حلم مصر الصناعي
05 مايو 2025 08:28 م
ترامب وماسك يُقلّصان الحكومة بـ15 ألف استقالة دفعة واحدة
05 مايو 2025 03:50 م


أكثر الكلمات انتشاراً