السبت، 10 مايو 2025

07:12 م

باكستان تحت النار، كيف تضرب الحرب صادرات إسلام أباد؟ هذه الصناعات تشهد مشكلات كبرى

السبت، 10 مايو 2025 04:18 م

اقتصاد باكستان

اقتصاد باكستان

تحليل/ كريم قنديل

في وقت تعلو فيه أصوات المدافع وتتصاعد سحب التوتر من كشمير إلى العواصم العالمية، تجد باكستان نفسها في مرمى نيران لا تقتصر على السلاح، بل تمتد إلى عُمق اقتصادها المنهك. 

الحرب بين الهند وباكستان

فالحرب أو حتى التلويح بها لا تُخاض فقط في الميدان، بل على جبهات المال والتجارة، حيث تمثل الصادرات الباكستانية إحدى أكثر الجبهات هشاشة وسرعة في الانهيار.

أقرأ أيضًا: 

"كشمير"، علبة هدايا تحتوي على لغم!

ففي عام 2024، بلغت صادرات باكستان نحو 20 مليار دولار، تمثل شريان حياة لاقتصاد يواجه أزمة ديون خانقة، وتضخمًا يلتهم القدرة الشرائية، وبطالة تقضم الاستقرار الاجتماعي، لكن وسط هذا المشهد القاتم، تبرز تفاصيل أكثر دقة تكشف عن مدى التهديد الذي يشكله التصعيد العسكري مع الهند على مستقبل البلاد الاقتصادي.

صادرات تعتمد على الخيط والإبرة

تتصدر المنتجات النسيجية والملابس الجاهزة المشهد التصديري في باكستان بقيمة 6 مليارات دولار، يليها قطاع الملابس والإكسسوارات بـ5 مليارات دولار، وجاءت الحبوب في المرتبة الثالة ب4 مليار مليار دولار، ثم القطن ب3 مليار دولار، وجاء النحاس ومصنوعاته في المرتبة الخامسة ب 842 مليون دولار.

إن أكثر من نصف صادرات باكستان تعتمد على صناعات تعتمد بدورها على استقرار الكهرباء، وتدفقات الاستثمار، وأسعار المواد الخام التي تهتز بسهولة مع كل خبر عاجل عن توتر أمني.

في ظل التصعيد الحالي، تشهد سلاسل الإمداد اضطرابات متوقعة، مع مخاوف من فرض قيود على الحدود، وتأثر حركة الشحن، بل واحتمالية فرض رسوم تأمين أعلى على الصادرات الباكستانية نتيجة المخاطر الجيوسياسية، ما قد يُفقدها تنافسيتها في الأسواق العالمية.

أقرأ أيضًا:

اقتصاد على صفيح ساخن، كيف تدفع الهند وباكستان ثمن تصعيد الحرب؟

«طلقة واحدة»، صراع مشتعل بين الهند وباكستان يجر الكوكب لانهيار اقتصادي شامل

باكستان: وافقنا على شروط قرض بمليار دولار مع بنكين من الشرق الأوسط
اقتصاد باكستان

كبار الدول المستوردة نحو ثقة هشة

تعتمد باكستان بشكل كبير على عدد كبير من الدول، ولكن أعلى شركاء تجاريين لها يتمثلوا في الولايات المتحدة بفاتورة استيراد تمثل 6 مليارات دولار، يليها الصين بقيمة 2 مليار دولار، ثم الإمارات وألمانيا وهولندا كل منها بنحو 2 مليار دولار، هذه الدول، رغم علاقتها الطويلة بباكستان، لا تنتظر طويلًا قبل أن تُعيد حساباتها عند أول علامة اضطراب.

المستوردون في الغرب والخليج لا يشترون فقط سلعة، بل يشترون ثقة وتعامل طويل الأمد، وهذه الثقة تتبخر سريعًا حين تبدأ العناوين تتحدث عن احتمال الحرب، وتهديدات الهند بالرد، وبيانات الجيش الباكستاني حول الجاهزية القصوى.

ما زاد الطين بلة، قيام الهند بقصف المساجد تحت مسمى بؤر إرهابية، ولكن العالم لن يعتمد هذه الحجة وخاصةً باكستان، والتي ردت سريعًا من خلال سلاح الطيران الخاص بها، كما أسقطت القوات الدفاعية لباكستان العديد من الطائرات الهندية، وأرسلت العديد من المسيرات داخل الغلاف الجوي الهندي لمراقبة الوضع.

 مما يدل على هشاشة الدفاع الجوي الهندي قبل أن تفتح الحرب مصرعيها، فماذا سيحدث إذا حمىَ الوطيس؟، وهل تستطيع الهند ردع باكستان؟

أقرأ أيضًا:

حرب السلاح تدخل على مائدة الطعام، «الأرز البسمتي» في قلب نزاع الهند وباكستان

سياسية باكستانية لـ "إيجي إن": مستعدون للرد على الهند بـ القنبلة النووية الإسلامية

الهند وباكستان

الصراع يخنق فرص الإنقاذ

الأخطر، أن استمرار التوتر لا يُهدد فقط عائدات التصدير، بل يُقوض كل خطط الإنقاذ الاقتصادي التي تعمل عليها باكستان بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كيف يمكن لباكستان أن تفي بشروط الإصلاح والتقشف، وهي تخسر يوميًا ملايين الدولارات في صادرات متعثرة، وأسواق قلقة، ومستثمرين يتجهون نحو الخروج بدلًا من الدخول؟

حرب رصاص لكن مفعولها أشد

ما يحدث بين الهند وباكستان اليوم ليس مجرد توتر حدودي، بل مواجهة تمتد إلى غرف البورصات، وحسابات التجار، وخطط المانحين الدوليين. في هذه الحرب غير المعلنة، تخسر باكستان ما هو أثمن من الأرض، ثقة الأسواق.

وفي اقتصاد هش، تقوم صادراته على قطاعات خفيفة ومتقلبة، فإن أي زلزال سياسي ولو كان إعلاميًا يتحول بسرعة إلى كارثة نقدية وتجارية يصعب ترميمها.

أقرأ أيضًا:

معركة القروض، صندوق النقد يتحول لساحة صراع بين الهند وباكستان

الأزمة بين الهند وباكستان وتأثيرها المحتمل على الشرق الأوسط (فيديو)


 

Short Url

search