الخميس، 08 مايو 2025

02:41 م

معركة القروض، صندوق النقد يتحول لساحة صراع بين الهند وباكستان

الخميس، 08 مايو 2025 11:30 ص

الهند وباكستان

الهند وباكستان

تحليل/ ميرنا البكري

دخلت التوترات العسكرية بين الهند وباكستان، في أخطر مراحلها من أكثر من 20 سنة، وهذا ليس تهديدًا للأمن فقط، بل يفرض كذلك ضغوطًا ضخمةً على الاقتصاد، وخصوصًا على باكستان، التي وضعها المالي على الحافة، فأي حرب أو تصعيدٍ عسكري يكلف الكثير، وهذا معناه أن باكستان ستضطر أن تصرف مليارات على الجيش والتعبئة، في وقت تسد فيه بالكاد ديونها.

فيديو - اندلاع القتال بين باكستان والهند - المشهد
الحرب بين الهند وباكستان

 

هل تستطيع باكستان أن تمول الحرب بالديون؟ الجواب صعب

الحقيقة أن الاقتصاد الباكستاني، ليس في وضع يسمح له بتحمل نفقات حرب، حيث تعتمد باكستان حاليًا على قروضٍ من صندوق النقد الدولي، الذي أنقذها بخطة بلغت 7 مليارات دولار، حيث كانت على وشك الإفلاس في 2023م، 

لكن الآن، باكستان تريد قرضًا جديدًات بـ1.3 مليار دولار، مخصص للتعامل مع تغير المناخ، فالهند تدخل بكل قوتها لكي توقف هذا القرض، أي حتى القروض التي كانت تعتمد عليها باكستان، أصبحت في مهب الريح.

 

الهند تضغط سياسيًا داخل صندوق النقد

ورفضت الهند القرض الجديد، كما عينت مديرًا جديدًا في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، هدفه دفع اتجاه رفض دعم باكستان، والسبب؟ دعم باكستان للإرهاب وسوء استخدام التمويل، وهذا يعني أن الهند تحاول أن تستخدم نفوذها المالي والدبلوماسي، لتخنق باكستان اقتصاديًا، وليس مجاراتها عسكريًا.

 

باكستان تطمئن المقرضين، لكن الخطر أكبر

ورغم كل الضغوط، فباكستان تحاول أن تقول للعالم إنها تحسن اقتصادها، حيث هبط التضخم من 40% في مايو 2023م، لأقل من 10% ببداية 2025م، فيما خفض البنك المركزي سعر الفائدة من 22% لـ11%، لإي أعقاب تحسن في أسعار الغذاء، وانخفاض في أسعار الطاقة.

لكن بالرغم من ذلك، فإن أي تصعيد عسكري، سيهدد هذه الإنجازات، والحرب ببساطة قد تمسح كل التقدم الاقتصادي في الفترة الماضية.

بعد التهديد والوعيد.. الهند وباكستان تتبادلان إطلاق النار والأمم المتحدة  تدعوهما لضبط النفس
الجنود في الهند

 

التوترات العسكرية قد ترجع باكستان للمربع صفر

وإذا استمر التصعيد، فهذا معناه التراجع في النمو الاقتصادي، والصعوبة في السيطرة على العجز المالي، وأيضًا الصعوبة في الحصول على قروض جديدة، أو حتى استلام باقي دفعات القرض الحالي، كما سيؤدي كذلك إلى الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي الضعيفة والتي تبلغ (15 مليار دولار مقارنة بـ688 مليار عند الهند).

 

معاهدة نهر السند، ورقة ضغط خطيرة بيد الهند

وفي سيناريو أخطر، فإن الهند قد تستخدم سلاح المياه، لوقف معاهدة نهر السند، بما يؤثر مباشرة على الزراعة في باكستان، وبالتالي على الأمن الغذائي، ويجعل الأسعار تشتعل مرة أخرى، حيث يرجع التضخم لأرقام مرعبة.

ختامًا، باكستان تقف حاليًا على شفا جرف هار، فالحرب مع الهند لا تستنزفها عسكرياً فقط، بل اقتصاديًا  في ظل محاولات للتعافي من الأزمة، والمشكلة الأكبر أنه حتى القروض التي كانت تعتبر شريان حياة، أصبحت مهددة بسبب النفوذ الهندي في المؤسسات المالية الدولية، أي أن باكستان لن تحارب على الجبهة العسكرية فقط، بل أيضًا تحارب على جبهة القروض والمساعدات.

Short Url

showcase
showcase
search