الخميس، 08 مايو 2025

02:47 م

بين نيران الحروب وسؤال الـ HR "شايف نفسك فين كمان خمس سنين"

الخميس، 08 مايو 2025 11:25 ص

الحروب

الحروب

كريم قنديل

في زمن تتسارع فيه الأحداث كأننا داخل فيلم نهاية العالم، تجلس في مقابلة عمل، يحاول الموظف المسؤول عن الموارد البشرية، أن يسألك بسلاسة، “شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟”، لحظة صمت تمرّ عليك كأنها دهر، قبل أن تجيب في سريرتك، "وهل سيبقى للكوكب وجود بعد خمس دقائق ".

الحرب على غزة

يعيش العالم اليوم في حالة غليان غير مسبوقة، صراعات، حروب، احتلالات، أزمات اقتصادية، كوارث بيئية، وكل ذلك يُلقى على أكتاف المواطن العادي، ثم يُطلب منه بكل هدوء أن يضع خطة خمسية.. فلنأخذ جولة سريعة على خريطة هذا الجنون.

فلسطين والاحتلال الإسرائيلي

في قلب الشرق الأوسط، تنزف فلسطين كل يوم تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يكتفي بالاستيطان وسرقة الأرض، بل يمارس كل أشكال الإبادة بدم بارد أمام شاشات العالم.

المدنيون في غزة والضفة يعيشون تحت القصف اليومي، لا كهرباء، لا ماء، لا دواء، ومؤخرًا تمكنت المجاعة منهم، ثم يخرج علينا من يبرّر الاحتلال بأنه يدافع عن نفسه، في ظل هذا الظلم المتراكم منذ أكثر من 75 عامًا، تُولد أجيال لا تعرف من الطفولة إلا أصوات الطائرات.

سوريا.. الوطن الممزق

أرض الشام التي تحوّلت إلى لوحة تعيسة تحمل كل أنواع المآسي، جزء تحت سلطة الدولة، آخر كان تحت الميليشيات، وثالث تحت الاحتلال الصهيوني.

الاحتلال الإسرائيلي يقصف من حين لآخر ما يسميه أهدافًا إيرانية، بينما المدنيون هم الذين يدفعون الثمن، والشعب السوري، ما بين لاجئ ومعتقل ومفقود، ما زال ينتظر بصيص أمل وسط الخراب.

انهيار لبنان

لبنان.. على حافة الانفجار

دولة بلا رئيس، اقتصاد منهار، والجنوب دائمًا على أهبة الحرب، الطائرات الإسرائيلية تحلّق فوق الرؤوس كأنها جزء من الطقس اليومي، بينما المخاوف من مواجهة شاملة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي باتت قريبة لدرجة لا تطمئن.

اليمن.. الموت القادم من السماء

قنابل من أمريكا، دعم من قوى إقليمية، وأطراف تتناحر، وشعب يموت جوعًا، اليمن لم يعد ساحة صراع فقط، بل ساحة تجارب لأسلحة وتحالفات، والاحتلال الإسرائيلي حاضر هناك أيضًا، هذه المرة من خلال الدعم اللوجستي لبعض القوى المشاركة في الحرب.

السودان.. بلد الذهب المحترق

منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تحول السودان إلى ساحة مفتوحة للدمار، الأنباء تتحدث عن دعم من الإمارات والاحتلال الإسرائيلي لأحد الأطراف، والمحصلة، تهجير، اغتصاب، ونهب، بينما المجتمع الدولي يكتفي بالتصريحات.

أمريكا ضد إيران

إيران ضد أمريكا والاحتلال الإسرائيلي

بالعودة إلى الملف النووي الإيراني الذي صار أشبه بمسرحية متكررة، تهديدات متبادلة، اغتيالات غامضة، وانفجارات مشبوهة، ومئات العقوبات الاقتصادية.

كل ذلك بينما إسرائيل تحشد العالم لشن ضربة عسكرية لإجهاض المشروع النووي، وربما لفتح بوابة جحيم جديدة في المنطقة.

أوكرانيا وروسيا.. الحرب التي أعادت شبح الحرب العالمية

بدأت الحرب في فبراير 2022، لكنها لم تعد مجرد صراع بين دولتين، أصبحت ساحة مواجهة غير مباشرة بين روسيا من جهة، وأمريكا وحلف الناتو من جهة أخرى، الضحايا بالآلاف، الاقتصاد العالمي في ركود، وأوروبا على حافة الانهيار الطاقي، والأخطر لا أحد يعرف إلى متى ستستمر، ولا ما هو الثمن الحقيقي لها.

الهند في مواجهة باكستان.. جارتان نوويتان على خط تماس دائم

عقود من النزاع، اشتباكات على الحدود، وكل دولة تمتلك سلاحًا نوويًا يمكنه محو الأخرى خلال دقائق، أي شرارة يمكن أن تشعل حربًا لا تبقي ولا تذر، وهذا الذي حدث بعد قيام الهند برشقة صاروخية على باكستان متحججة بأنها تستهدف بؤر ارهابية.

كوريا الشمالية تعلن
كوريا الشمالية تطلق صاروخًا

كوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية... جنون الزر النووي

أطلقت كوريا الشمالية، صاروخًا بالستيًا باتجاه بحر الشرق الذي يُعرف أيضا باسم بحر اليابان، وفق ما أفاد الجيش الكوري الجنوبي، فيرد الغرب بتهديد، فترد الصين بتأييد، فتتوتر الأجواء، كل هذا في دورة عبثية يمكن أن تنتهي بكارثة نووية عالمية.

الصين وأمريكا وتايوان.. لعبة الأعصاب الكبرى

تايوان هي الشوكة في حلق الصين، والدُمية في يد واشنطن، أمريكا تسلّح، والصين تحذّر، والعالم ينتظر من يشد الزناد أولًا، نحن لا نتحدث هنا عن مجرد حرب بل حرب اقتصادية تجارية سلاحها الرسوم الجمركية، وزعيمها الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب، إلى جانب حرب سيبرانية، عسكرية قد تُقسم العالم إلى معسكرين كما في الحرب الباردة.

لماذا نحن هنا؟

وسط هذا الجنون الكوني، تطل علينا الحياة اليومية بتفاصيلها الصغيرة، مواعيد العمل، وأسئلة مقابلات العمل، وأغربها على الإطلاق، سؤال الـHR، "شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟".

الحقيقة، أغلبنا لا يعرف إن كان سيستيقظ غدًا على خبر حرب عالمية ثالثة، أو كارثة مناخية، أو انهيار اقتصادي شامل، لكن رغم كل شيء، الإنسان سيظل يبحث عن الأمل... وعن وظيفة، وعن إجابة تحفظ ماء وجهه في مقابلة العمل.

Short Url

showcase
showcase
search