«عمرو الوزّان»، قاضي قلعة تل الحدادين بطنطا، راتبه وجبة و50 جنيه مصروف إيد

الجمعة، 09 مايو 2025 07:10 م

وزّان تل الحدادين مع محرر "إيجي إن"

أحمد كامل

داخل غرفة لا تتعدى متر في متر بها لمبة إضاءة ومروحة صغيرة وغلاية مياه بجواره صندوق صغير به شاي وسكر لزوم "تعمير الطاسة"، يقف عمرو "الوزّان" كما يلقبه صنايعية تل الحدادين في طنطا بمحافظة الغربية، نظرا لعمله على جهاز البسكول وهو ميزان السيارة، حيث يقف كبيرهم وصغيرهم انتظارا لقراره المصيري بالنسبة لهم….

تعريفة الحمولة

و تتلخص مهمة "عمرو الوزّان" في وزن حمولة السيارة قبل وبعد تحميل الحديد من ورش تل الحدادين؛ للفصل في وزن البضاعة المحملة من الورش على الشاحنات، مقابل 20 جنيه للسيارة الربع نقل و 10 جنيه للتروسيكل و 30 جنيه للنص نقل.

ومن الشباك الصغير يستقبل عمرو الوزان أصحاب البضاعة المحملة؛ ليتأكدوا من خلال جهاز البسكول الذي يتولى عمرو الإشراف عليه وزن بضاعة الحديد ليحددوا بذلك ثمنها.

وجبة فطار و 50 جنيه مصروف إيد لقاضي تل الحدادين

ويحكي عمرو الوزّان عن مهمته التي يتقاضى عليها 3000 جنيه شهريا، و 50 جنيه "مصروف إيد" فضلا عن وجبة الفطار كل يوم، طامحا يوما ما للعمل في الخارج على نفس الجهاز، إذ يقول:"أعمل هنا منذ 6 سنوات وأذاكر دروسي في مكاني، وحاليا أنا في الفرقة الثالثة بكلية تجارة وأوفر مصاريف الجامعة من هذا العمل".

تفتيش دقيق للسيارة

أما عن صلب مهمته يقول عمرو:"إنني قاضي تل الحدادين أعمل يوميا من التساعة صباحا وحتى السادسة مساءً، وأحكم بالميزان وأكشف محاولات الغش في البيع مثل وضع بضاعة خفيفة في قلب الحديد الثقيل بنفس سعر الأخير، حيث أفتش في السيارة وأدون وزنها قبل وبعد الحمولة وأكون شاهد على أي عملية غش".

وعن سبب امتهانه لهذه العمل، يسرد عمرو:" أعمل وزّان، ليس للمال فهو كما أخبرتك بسيط جدا، لكنني ازداد خبرة التعامل مع الصنايعية والتجار والسائقين، خاصة وأن الانخراط في السوق بشكل عام وتل الحدادين بشكل خاص يمنحني علوم حياتية في البيع والشراء ما لا أتعلمه في الجامعة.

أبرز اكتشافات محاولات الغش

وعن أبرز المشكل التي واجهت عمرو في طوال السنوات، يشير إلى تلاعب المشتري بحمولة السيارة بعد شراء البضاعة من تل الحدادين، فبعد وزنها قبل التحميل حيث سجلت وزن تلك السيارة، ثم بعد التحميل تفاجأت بصياح منه مدعيا انه تم النصب عليه من قبل البائع في 150 كيلو دفعة واحدة، ما دفعني لاستدعاء صاحب الورشة والاستسفار منه واضطررنا في النهاية لعقد جلسة أحكم أنا فيها ومعي كبار أصحاب الورش ومكثنا في تل الحدادين حتى العاشرة مساءًا.

" rel="nofollow" target="_blank" >

ويستكمل:"استطعت حينها كشف غش المشتري باستدعاء ميكانيكي للكشف عن السيارة التي الذي اتضح في النهاية أن بها حامل أسفل الصاج يتحمل 150 كيلو بعيدا عن الأنظار وهو ما أجبرنا على مراجعة الكاميرات والتي اكتشفنا حينها أنه كان يضع مواسير حديد تحت الصاج قبل وزن السيارة فارغة ليثقلها، ثم وزنها بالحمولة الجديدة وكأنها مخصوم منها الـ 150 كيلو".

واستطرد قائلا:"كان الغرض هو توفير نحو 2500 جنيه وعلمنا بعد ذلك أنه صاحب سوابق في عدد من مناطق بيع الحديد في ربوع مصر، وكان الحكم عليه بسحب البضاعة منه ودفع الـ 2500 جنيه تعويضا لمحاولته تشويه سمعة البائع".

العمل في شركات أجنبية من أمنيات عمرو الوزان

ويطمح عمرو في السفر إلى الخارج بعد انتهاء الدراسة وتأدية الخدمة العسكرية، مستغلا خبراته العملية والعملية في تطوير نفسه بشركات أجنبية يزداد فيها خبرة ومالا كما يتمنى، داعيا أبناء جيله بعدم الاعتماد على النفس والاجتهاد والصبر والتعلم والانخراط في الأسواق بكافة أشكالها والتمرس والتخصص في مجال واحد منعا للتشتيت وتضييع الوقت دون فائدة، فضلا عن التدرب في مراكز علمية وشركات محلية حتى ولو براتب قليل مؤقتا.

Short Url

أخبار متعلقة