الجمعة، 02 مايو 2025

02:00 ص

من الدم إلى العطلة الرسمية، القصة الكاملة لتحوّل الأول من مايو إلى عيد العمال العالمي

الخميس، 01 مايو 2025 11:31 م

عيد العمال 2025

عيد العمال 2025

شهيرة أحمد

في الأول من مايو من كل عام، يخرج الملايين حول العالم للاحتفاء بعيد العمال، الذي لا يقتصر على كونه عطلة رسمية في أكثر من 100 دولة، بل يحمل في طياته قصة نضال طويلة، بدأت في شوارع شيكاغو الدامية، ولا تزال مستمرة في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية تواجه الطبقة العاملة عالميًا.

الشرارة الأولى.. من شيكاغو إلى العالم

بدأت القصة في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في خضم الثورة الصناعية، حيث كانت ظروف العمل في المصانع قاسية، وساعات العمل الطويلة تنهك العمال، أغلبهم من المهاجرين الأوروبيين.

في عام 1886، دعا اتحاد نقابات العمال الأمريكيين إلى إضراب عام في الأول من مايو للمطالبة بتحديد ساعات العمل اليومية بـ8 ساعات، واستجاب أكثر من 300 ألف عامل إلى الدعوة، لتتحول المطالب العمالية إلى حركة احتجاجية واسعة.

وفي الثالث من مايو، قُتل عدد من المضربين برصاص الشرطة في مدينة شيكاغو، وتفاقم الموقف في اليوم التالي عندما انفجرت قنبلة وسط تجمع عمالي في ساحة "هيماركيت"، ما أدى إلى مقتل 7 من رجال الشرطة وعدد من العمال، وتبعتها محاكمات مثيرة للجدل انتهت بإعدام أربعة من القادة النقابيين.

من باريس إلى العالم.. إحياء الذاكرة وتوحيد النضال

عام 1889، كتب رئيس اتحاد النقابات الأمريكي إلى مؤتمر الأممية الثانية في باريس، داعيًا إلى جعل الأول من مايو يومًا عالميًا لتوحيد نضال العمال. 

استجابت الأممية الثانية، وبدأت في عام 1890 أول مظاهرات عيد العمال في عدد من الدول، ليصبح الأول من مايو تقليدًا عالميًا يُحتفل به سنويًا تكريمًا لضحايا ساحة هيماركيت، ورمزًا للكفاح من أجل العدالة الاجتماعية.

عيد العمال.. يوم عالمي لتكريم الكادحين ومواصلة النضال

يُعد الأول من مايو عطلة رسمية في 107 دول حول العالم، ما يجعله أحد أكثر الأعياد المدنية انتشارًا، حيث يشمل أكثر من 67% من سكان الكرة الأرضية، ويرمز هذا اليوم إلى تقدير نضال الطبقة العاملة ودورها المحوري في دفع عجلة الإنتاج والتنمية.

بعد الحرب العالمية الثانية، اتخذ عيد العمال طابعًا سياسيًا أوضح، خاصة في الدول الاشتراكية مثل الاتحاد السوفيتي السابق، وكوبا، والصين، حيث تحول إلى مناسبة وطنية كبرى. 

وشهدت الساحات العامة، كالساحة الحمراء في موسكو، عروضًا جماهيرية ومواكب ضخمة، جمعت بين الاحتفال بالعمال واستعراض القوة السياسية والعسكرية.

ورأى القادة الشيوعيون في هذا العيد فرصة لتحفيز الطبقات العاملة في أوروبا وأمريكا على توحيد الصفوف ضد النظام الرأسمالي. واتبعت جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية النهج ذاته، حين أعلنت في عام 1945 الأول من مايو عطلة رسمية، مصحوبة بمهرجانات ومسيرات تعكس الاحتفاء بالعمل والإنتاج.

وعلى مدار العقود، ظلت الاحتفالات والمسيرات العمالية حاضرة في مختلف أنحاء العالم، حيث تنظم النقابات فعاليات للمطالبة بتحسين ظروف العمل ورفع الأجور. 

وتكتسب هذه المطالب أهمية متزايدة اليوم، مع تزايد معدلات البطالة واتساع رقعة "فقر العاملين"، رغم النمو الاقتصادي في بعض الدول.

تحديات الحاضر.. أجور لا تواكب التضخم وفقر متصاعد

رغم المكاسب التي تحققت على مدار قرن ونصف، لا تزال حقوق العمال تواجه تحديات كبيرة. فقد أشار تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2024 إلى انخفاض الأجور في معظم دول مجموعة العشرين، حيث لم تتمكن الزيادات من مواكبة معدلات التضخم المرتفعة.

ووفقًا للتقرير، ارتفع عدد العمال الذين يعيشون في فقر مدقع، أي الذين يحصلون على أقل من 2.15 دولار يوميًا، بنحو مليون شخص العام الماضي.

Short Url

search