من الهواية إلى صناعة بمليارات الدولارات، الغوص الترفيهي يصنع اقتصاد أزرق ويدعم السياحة البيئية
الخميس، 31 يوليو 2025 11:45 م

الغوص الترفيهي
الغوص الترفيهي، مصطلح عندما تسمع أو تقرأ عنه، قد يتبادر إلى ذهنك أنه مجرد نشاط سياحي مرتبط فقط باكتشاف الشعاب المرجانية والكائنات البحرية، ولكن في الوقت الحالي لم يعد كذلك، وتجاوز هذا الحد وأصبح صناعة متكاملة تمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الأزرق على مستوى العالم.
الأثر الاقتصادي للغوص الترفيهي
وأوضحت أول دراسة شاملة عن الأثر الاقتصادي للغوص الترفيهي، يضخ هذا النشاط ما بين 8.5 مليار و20.4 مليار سنويًا في الاقتصاد العالمي، كما أنه يوفر ما يصل إلى 124 ألف وظيفة في ما يقرب 170 دولة حول العالم.
الغوص الترفيهي استثمار اقتصادي لجني الأرباح
ويعد هذا النشاط وما يٌجنيه من أرقام أداة هامة وقوية ثبت أن حماية البحار ليست فقط واجب أخلاقي، وإنما يمكن استغلالها واستثمارها لتحقيق الأرباح، ونشاط اقتصادي عالمي مؤثر.

سياحة الغوص تجني 725 مليون دولار سنويًا
وفي عام 2021، أجربت دراسة أوضحت أن مساهمة سياحة الغوص في المكسيك قدرت بما يقرب 725 مليون دولار سنويًا، وهو ما يساوي عائد قطاع الصيد كاملًا.
ومنها دعمت ناشيونال جيوجرافيك، مشروع أطلس أكواتيكا، الذي أطلقه عالم الأحياء البحرية أوكتافيو أبورتو أوروبزا، من معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو.
ولمعرفة ما إذا كان لنشاط الغوص قوة اقتصادية وتأثير كبير يمتد إلى العالم، جمع فريق الدراسة بيانات مجموعة من المراكز المتخصصة في الغوص، حوالي أكثر من 11 ألف و500 مشغل عبر تطبيق جوجل مابس Google Maps، وسجلات قدمتها منظمة PADI، بالإضافة إلى إجراء دراسة آخرى إلكترونية ذات الطابع الاستقصائي تضمنت 425 نشاط تجاري من 81 دولة.
ونحج اقتصادي من جامعة سايمون فريزر، أندريس سيسنيروس مونتيميور، في تحويل هذه الأرقام التي تم الحصول عليها من الدراسة إلى تقديرات للإنفاق، وتشمل المصروفات على تأجير المعدات والدورات والغواصات وغيرها من المصروفات التي تتم بشكل غير مباشر على الفنادق والنقل والمطاعم، ما بين 9 و14 مليون غواص ترفيهي من جميع أنحاء العالم.

حجم الآثر الاقتصاي لنشاط الغوص
وكانت المفاجأة الكبرى، عندما توصل الباحثون إلى أن الآثر الاقتصادي لهذا النشاط، بلغ حجمه بشكل مباشر على الغوص يتراوح بين 900 مليون و3.2 مليار دولار سنويًا، أما الإنفاق غير المباشر فقد يتراوح بين 8.5 مليار و20.4 مليار دولار سنويًا.
وقال منسق مشروع أطلس أكواتيكا، وزميل ما بعد الدكتوراة في سكريبس، إن نشاط الغوص من الأنشطة الفريدى من نوعها، لأنه يجبر الشخص على قضاء وقت محدد تحت الماء، كما يمكن أن يبحر ويركب الأمواج فوق المحيط، وبسبب ذلك لاحظ الغواصيين غياب الأسماك.
وهذه الهواية تعتمد على صحة النظام البيئي، وهو ما يجعل الغواصين يسعون دائمًا لحماية البيئة، كما أشارت عدة أبحاث أن الغواصيين مستعدون لدفع مبالغ أكثر من أجل اتاحة فرصة لمشاهدة الحياة البحرية وهو ما يتماشى مع دراسة أوضحت أن 70% من جميع الأنشطة في هذا المجال تتم داخل محميات بحرية.
وأكدت الدراسات المتخصصة في هذا المجال، أن زيادة انتشار فكرة المحميات البحرية، قادرة على تعزيز العائدات من السياحة البيئية، عن طريق تكثيف الجهود لجذب المزيد من الزوار المحبين للشعاب المرجانية الصحية والمراعي البحرية وغيرها، وعلى استعداد لدفع رسوم أعلى مقابل ذلك.

كما أظهرت الدراسة أن نشاط الغوص قادر على تحقيق أرباح عالية، مع الحفاظ على البيئة، على عكس الضرر التي تسببه الصناعة الاستخراجية الأخرى مثل الصيد أو التعدين.
وأوصى الباحثون، القائمون على الدراسة، بأهمية توحيد مجموعة من البروتوكولات لمراقبة البيئة المتعلقة بقطاع الغوص، مع السماح للمشغلين بالحصولى على مقاعد رسمية للمشاركة في اتخاذ القرارت ذات الصلة، ضمن الهيئات المسؤولة عن إدارة البحار.
سياحة الغوص نموذج للسياحة المستدامة
وتعد سياحة الغوص نموذج هام من النماذج التي تنتمي إلى ما يعرف بـ "الاقتصاد الأزرق"، حيث أنها قادرة على تعزيز المجتمعات الساحلية والعمل على ازدهارها عن طريق الاهتمام بالمواراد البحرية والحفاظ عليها بدلًا من استنزافها.
وأكدت المؤلفة الرئيسية للدراسة، آنا شوهباور، أن نشاط الغوص الترفيهي يمكن أن يكون من الأنشطة المجدية للاقتصاد الوطني، ويحقق الاستدامة البيئية، بشرط إدارته بشكل جيد، موضحة أنه على عكس بعض أنماط السياحة الجماعية التي تشكل ضرر كبير على البيئة والمجتمعات المحلية.

مستقبل نشاط الغوص الترفيهي
وعلى الرغم من ذلك، هناك العديد من الفجوات في هذه الدراسة، وهو ما أقر به الباحثون، حيث تفتقر القدرة على رصد المشغلين غير المرخصين، وكذلك ما خلفته جائحة كوفيد 19 على أرقام السفر، إلا أن الرقم الحقيقي للإسهام الاقتصادي يمكن أن يكون أكبر بكثير من التقديرات.
الغوص الترفيهي.. صناعة عالمية تحقق الأرباح الاقتصادية
وأثبتت هذه الأرقام وما خلصت إليه الدراسات أن نشاط الغوص الترفيهي لم يعد مجرد نشاط سياحي فقط، بل أصبح صناعة عالمية قادرة على تحقيق الأرباح الاقتصادية بجانب الحفاظ على البيئة في نفس الوقت.
كما أن الغوص الترفيهي قادر على المساهمة بمليارات الدولارات بشكل سنوي، بالإضافة إلى توفير آلاف من الوظائف، وهو ما يبرز أهميته كنموذج ناجح من نماذج الاقتصاد الأزرق المستدام، واستمرار نجاحه يتطلب إدارة ذكية وتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص وغيرهم من المعنيين بالقطاع من الغواصين وغيرهم.
اقرأ أيضًا:
سفينة دعم الغوص (DSV)، منحة يابانية لدعم أسطول الإنقاذ بهيئة قناة السويس
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
فرصة ذهبية بأرباح كبيرة، دراسة لمشروع تصنيع ملابس الأطفال في مصر
01 أغسطس 2025 07:01 م
سلاسل التوريد الدائرية.. اقتصاد يحد من إهدار موارده
01 أغسطس 2025 05:56 م
اتجاهات الاقتصاد المصري في 2025، قراءة في مؤشرات النمو، التضخم، والاستثمار القطاعي
01 أغسطس 2025 03:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً