الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

12:02 ص

عودة الخطوط الملاحية الكبرى لقناة السويس.. دلالات اقتصادية تعكس تعافي سلاسل الإمداد

الإثنين، 29 ديسمبر 2025 10:08 م

قناة السويس -أرشيفية

قناة السويس -أرشيفية

قالت الدكتورة شيماء وجيه الخبيرة الاقتصادية وأستاذ الاقتصاد بالأكاديمية البحرية وأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، إن قناة السويس تشكل أحد الأعمدة الرئيسية للتجارة العالمية، ليس فقط باعتبارها ممرًا ملاحيا، بل كعنصر حاسم في كفاءة سلاسل الإمداد العالمية وتكلفة النقل الدولي، موضحة أن عودة السفن العملاقة التابعة للخطوط الملاحية الكبرى للعبور من القناة تحمل دلالات اقتصادية تتجاوز حركة الملاحة وتمتد إلى مؤشرات الثقة في استقرار الممرات البحرية، وقدرتها على استيعاب التحولات الجيوسياسية والاقتصادية.

استعادة الثقة من قبل شركات الشحن الكبري 

وأضافت خلال تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن عودة سفن الحاويات العملاقة للعبور من قناة السويس تمثل في جوهرها استعادة تدريجية للثقة لدى كبريات شركات الشحن العالمية، فقرارات هذه الخطوط لا تبني على اعتبارات فنية فقط، بل على تقييم شامل لعوامل المخاطر، وتكلفة البدائل، واستقرار مسارات التجارة. 

وأشارت إلى أن استئناف العبور يعكس اقتناعا متزايدا بأن كفة الكفاءة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت تتفوق مجددًا على المسارات البديلة الأطول والأعلى تكلفة.

النقل البحري

الأثر الاقتصادي على سوق النقل البحري

أوضحت أن عودة الخطوط الملاحية الكبرى تؤدي إلى إعادة ضبط سوق النقل البحري، من حيث زمن الرحلات، وتكلفة الوقود، وكفاءة إدارة الأساطيل. فمرور السفن العملاقة عبر القناة يعيد للسوق توازنا افتقده خلال فترات الاضطراب، ويخفف من الضغوط التضخمية المرتبطة بارتفاع تكاليف الشحن، وهو ما ينعكس في النهاية على أسعار السلع وتكلفة التجارة الدولية.

قناة السويس كمحفز غير مباشر للنمو

وأكدت أن أهمية هذا التطور لا تقتصر على إيرادات العبور فقط، بل تمتد إلى الأثر غير المباشر على الاقتصاد المصري. فانتظام حركة الملاحة يعزز من مكانة القناة كمركز لوجستي عالمي، ويدعم الأنشطة المرتبطة بها من خدمات بحرية، وتموين، وصيانة، وتأمين، بما يخلق قيمة مضافة تتجاوز الرسوم المباشرة، ويعزز من قدرة الاقتصاد على توليد موارد مستدامة من النقد الأجنبي.

النقل البحري

الجهود التسويقية وإدارة الممرات البحرية

وكشفت أن هذا يعكس التحول نجاح المقاربة التسويقية والإدارية لهيئة قناة السويس، والتي انتقلت من رد الفعل إلى المبادرة، عبر التواصل المباشر مع الخطوط الملاحية، وتقديم حلول مرنة تتماشى مع المتغيرات العالمية ويؤكد ذلك علي أن إدارة الممرات البحرية في العصر الحديث لم تعد تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل إدارة العلاقات، وتحليل المخاطر، وبناء الشراكات الاستراتيجية.

انعكاسات على سلاسل الإمداد العالمية

ولفتت إلى أن عودة السفن العملاقة عبر قناة السويس تسهم في تحسين كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، من خلال تقليص زمن الشحن، وتقليل الاعتماد على مسارات أطول وأكثر تكلفة ويكتسب هذا البعد أهمية خاصة في ظل سعي الاقتصاد العالمي إلى إعادة ضبط سلاسل التوريد، وتقليل الاختناقات التي أثرت على التجارة الدولية خلال الفترات الماضية.

قراءة مستقبلية لحركة الملاحة عبر قناة السويس

وأظهرت أن المؤشرات الاقتصادية تشير إلى أن استعادة معدلات الملاحة الطبيعية ستكون تدريجية، لكنها مدعومة بعوامل هيكلية، في مقدمتها الموقع الجغرافي الفريد للقناة، وقدرتها على استيعاب السفن العملاقة، والتكلفة الاقتصادية التنافسية مقارنة بالبدائل. ومع عودة الخطوط الكبرى، يزداد احتمال أن تتبعها خطوط أخرى، في إطار منطق اقتصادي بحت يقوم على تعظيم الكفاءة وتقليل التكلفة.

اختتمت: "عودة الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من قناة السويس تمثل نقطة تحول اقتصادية مهمة، ليس فقط على مستوى حركة الملاحة، بل على مستوى استعادة الثقة في أحد أهم شرايين التجارة العالمية ، فهي خطوة تعكس قدرة القناة على التكيف مع المتغيرات الدولية، وتعزز من دورها كمحرك رئيسي للتجارة والنمو، في وقت يحتاج فيه الاقتصاد العالمي إلى مسارات مستقرة وفعالة لدعم التعافي واستدامة النمو".

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search