الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

01:36 ص

بعد 50 عامًا على استخدامها في حرب أكتوبر، مصر تعيد تصنيع كباري الاقتحام السريع

الإثنين، 29 ديسمبر 2025 11:51 م

كبارى العبور

كبارى العبور

صناعة كباري العبور في حرب أكتوبر 1973 لم تكن مجرد عملية شراء معدات، بل كانت ملحمة من الهندسة العكسية، الابتكار المحلي، والتعاون بين الجيش والقطاع المدني.

فلم يكن عبور القناة عبر القوارب المطاطية هو الحل العسكري الأمثل لشن هجوم على النقاط الحصينة في خط بارليف، بل كان لابد من اعتماد استراتيجية عسكرية جديدة لم تعهدها الجيوش النظامية من قبل، عن طريق تسريع حركة الجيش من خلال تقدم الدبابات والمدرعات أمام الجنود وليس العكس، مما يعطي القوات ميزة التحرك السريع والآمن.

وكان عبور ممر مائي مثل قناة السويس عملية مستحيلة للقوات المدرعة والميكانيكية، وتمثل الحل في إنشاء كباري لعبور الآليات والمعدات في أقصر فترة، وكانت الكباري المتعارف عليها حينها أما سوفيتية مثل PMP، والتي كانت الأحدث في ذلك الوقت، وتتميز بسرعة تركيبها (تُفتح تلقائيًا عند إنزالها في الماء)، وحصلت مصر على عدد محدود منها.

أو النوع الثاني، الكباري البريطانية (بيلي)، وهي كباري معدنية قديمة، تم تطويرها وتعديلها لتتحمل أوزان الدبابات الحديثة.

أما النوع الثالث، فهي الكباري الروسية الثقيلة (TMM) وهي كباري ميكانيكية تُحمل على مركبات.

"التصنيع المحلي" والابتكار الهندسي

بسبب نقص عدد الكباري الحديثة، قام سلاح المهندسين المصري بقيادة اللواء جمال محمود علي، والعميد (الشهيد لاحقاً) أحمد حمدي بخطوات عبقرية، منها تصنيع الوصلات.

حيث ابتكر المهندسون المصريون "وصلات" معدنية خاصة، سمحت بتركيب أجزاء من الكباري السوفيتية مع أجزاء من الكباري البريطانية أو المحلية، وهو ما لم يكن مصممًا له أصلاً.

كذلك الكباري الهيكلية (الخداعية)، حيث صنعت ورش سلاح المهندسين كباري وهمية من الخشب والقماش تشبه الكباري الحقيقية من الجو، لجذب نيران الطيران الإسرائيلي بعيدًا عن الكباري الأصلية.

وشاركت شركات القطاع العام المصري (مثل شركات المقاولات والترسانة البحرية) في تصنيع أجزاء من العوامات (البراطيم) والناقلات البرمائية محليًا لسد العجز.

 حل معضلة الساتر الترابي (خط بارليف)

لكي تصل الكباري إلى حافة الماء، كان لا بد من فتح ثغرات في الساتر الترابي العالي، وهنا برز ابتكار اللواء باقي زكي يوسف، والذي استخدام مضخات مياه قوية (تم شراؤها من ألمانيا وإنجلترا على أنها معدات زراعية أو لإطفاء الحرائق للتمويه).

هذه المضخات قامت بتجريف الرمال وإعادتها للقناة، مما فتح ممرات للكباري في ساعات قليلة، وهو ما وصفه الخبراء العسكريون بـ"المستحيل".

مصر تعيد تصنيع المعجزة الهندسية من جديد 

اليوم، وبعد مرور ما يزيد عن الخمسون عامًا على حرب أكتوبر، تعيد مصر اكتشاف نفسها، بالإعلان عن تصنيع كباري الاقتحام السريع، خلال جولة مفاجئة لوزير الإنتاج الحربي، المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، لشركة أبو زعبل للصناعات الهندسية “مصنع 100 الحربي”، في جولة لمتابعة مدى الالتزام بمواعيد بدء العمل وتنفيذ خطة الإنتاج اليومية.

وفي الحروب الحديثة، تعد الحركة السريعة أمرًا بالغ الأهمية، وقد تحدد القدرة على المناورة عبر التضاريس الوعرة نجاح المهمة. 

صُممت كباري الاقتحام سريعة الإنشاء، ليتم نشرها بسرعة في ظروف القتال، مما يضمن قدرة القوات على الحفاظ على زخمها دون تأخير بسبب العوائق الجغرافية، كما أنها ضرورية في عمليات الإغاثة الإنسانية، وفي حالات الكوارث، حيث قد تكون هناك حاجة إلى معابر مؤقتة لإيصال المساعدات أو إجلاء المدنيين.

وأعلنت وزارة الإنتاج الحربي، إنتاج كباري الاقتحام سريعة الانتشار، إذ تم تصميم هذه الجسور لدعم القوات المسلحة المصرية في تجاوز العوائق الطبيعية والبشرية خلال العمليات القتالية، يبرز هذا الإعلان قدرة مصر المتنامية على إنتاج معدات هندسية عسكرية متطورة محليًا، مما يعزز صناعتها الدفاعية ويُقلل اعتمادها على الواردات الأجنبية.

الغرض من كباري الاقتحام

كباري الاقتحام، يتمثل الغرض الأساسي من انتاجها، هو عمل جسور هجومية، لتمكين الوحدات المدرعة والمشاة والمركبات الثقيلة من عبور الأنهار والقنوات، وغيرها من العوائق، بسرعة، أثناء العمليات الهجومية أو الدفاعية.

تكمن أهمية هذه الجسور في قدرتها على توفير مرونة استراتيجية، فمن خلال السماح للدبابات والمدفعية وقوافل الإمداد بعبور العوائق المائية، تضمن جسور الهجوم قدرة الوحدات العسكرية على مواصلة الضغط الهجومي والاستجابة السريعة للتهديدات. كما أنها تعزز قدرة الجيش على المناورات المفاجئة، مما يمكن القوات من تجاوز المواقع المحصنة أو شن هجمات غير متوقعة من اتجاهات مختلفة.

دور كباري الاقتحام أثناء مهمة الدفاع

وفي سيناريوهات الدفاع، يمكن استخدام جسور الهجوم لتعزيز المواقع عبر الأنهار أو القنوات، مما يضمن وصول التعزيزات والإمدادات إلى وحدات الخطوط الأمامية دون تأخير.

إلى جانب دورها التكتيكي، يحمل إنتاج جسور الهجوم أهمية استراتيجية ووطنية بالغة، فتصنيع هذه المعدات محليًا يظهر تقدم مصر في مجال الاكتفاء الذاتي العسكري، ويقلل اعتمادها على الموردين الخارجيين، ويُبرز قدرات صناعتها الدفاعية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search