خريطة الاقتصاد العالمي 2026، الانتقال من نمو «الفقاعات» إلي استدامة الإنتاج

الإثنين، 29 ديسمبر 2025 12:19 م

صورة تعبيرية للاقتصاد العالمي عام 2026

توقع خبراء الاقتصاد أن يشهد العالم في عام 2026 مرحلة تباطؤ منظم للنمو الاقتصادي بعد تجاوز آثار جائحة كورونا وموجات التضخم، مع تحول نوعي من الاعتماد على السيولة الرخيصة إلى الاستثمار الفعلي في الصناعة والبنية التحتية.

وقالت مؤسسات مالية كبرى مثل Fidelity وCiti وHSBC إن النمو العالمي قد يصل بين 2.7% و3.3%، مع تركيز أكبر على الاستثمار في المصانع والمشاريع الحقيقية بدلاً من الاعتماد على التقييمات المرتفعة للأسهم، والتي تثير قلق الأسواق.

وتوقع بنك (Citi) نمواً عالمياً بنسبة 2.7%، بينما ترفع وكالة (S&P Global) سقف التوقعات إلي ما بين 3.2% و3.3%، مع تحول جذري في طبيعة النمو ليصبح مدفوعاً بالاستثمار الحقيقي في المصانع والبنية التحتية بدلاً من السيولة الرخيصة.

توازن هيكلي بعيداً عن صخب التكنولوجيا

رغم استمرار الولايات المتحدة كعمود فقري للنظام المالي، إلا أنه يشهد تحولاً هيكلياً؛ حيث لم يعد النمو حكراً على عمالقة التكنولوجيا.

وترى (Fidelity) أن قطاعات الصناعة والتمويل والشركات الصغيرة بدأت تأخذ زمام المبادرة، مدعومة بتخفيضات ضريبية وبناء مصانع جديدة في الولايات الداخلية. ومع ذلك، تظل "التقييمات المرتفعة" للأسهم نقطة قلق، حيث يحذر (Citi) من أن الأسعار الحالية قد تحد من فرص الصعود المستقبلي وتجعل السوق أكثر حساسية للصدمات.

سوق السندات جرس الإنذار الحقيقي

تتجه الأنظار في 2026 نحو سوق السندات الحكومية باعتباره المؤشر الأدق للمخاطر، وتحذر التقارير من أن وصول عائد السندات لأجل 10 سنوات إلي مستوى 5% قد يؤدي إلي إعادة تسعير قاسية للأصول، نظراً لمستويات الدين التاريخية للولايات المتحدة.

هذا الارتفاع يترجم فوراً إلى تكلفة تمويل باهظة تضغط على الميزانيات الفيدرالية وتفرض تشديداً مالياً غير مباشر، مما يجعل استقرار الدين السيادي حجر الأساس للاستقرار المالي العالمي.

صراع العملات والذكاء الاصطناعي

يشهد عام 2026 تبايناً في التوقعات بشأن الدولار؛ فبينما ترى (Fidelity) اتجاهاً نحو "عالم متعدد الأقطاب" مع لجوء البنوك المركزية للذهب، يراهن (Citi) على قوة الدولار مقابل اليورو المتعثر.

وبالتوازي، يواجه قطاع الذكاء الاصطناعي اختباراً حاسماً لتحويل الاستثمارات المليارية في مراكز البيانات والرقائق إلى أرباح فعلية، وسط انقسام بين رؤية (Fidelity) التي تستبعد وجود "فقاعة"، وتشكيك (S&P) في سرعة تحقيق العوائد الاقتصادية الملموسة.

انتقال الثقل الاقتصادي نحو الأسواق الناشئة

تجمع التوقعات على أن مركز الثقل الاقتصادي يتحرك بوضوح نحو آسيا والأسواق الناشئة، وتبرز الهند كقائد لهذا التحول بنمو متوقع يصل إلي 7%، مدفوعة بقاعدة سكانية شابة وتوسع صناعي كبير.

وفي المقابل، تواجه الصين مرحلة انتقالية صعبة نحو نموذج استهلاكي بنمو يقدر بـ 4.5%، بينما تظل أوروبا "الحلقة الأضعف" بسبب شيخوخة السكان وضغوط الطاقة، رغم وجود فرص انتقائية في بريطانيا واقتصادات شمال أوروبا المتخصصة.

عام الانتقال الاستراتيجي

يُجمع الخبراء على أن عام 2026 هو عام "الاستقلال الاستراتيجي" في الطاقة والتكنولوجيا؛ حيث يقود (HSBC) رؤية مفادها أن العالم يدخل دورة طويلة من الاستثمار الرأسمالي لإعادة توطين الصناعات.

ورغم استبعاد الأزمات الكبرى، يظل المشهد رهناً بمخاطر جيوسياسية وتوترات تجارية قد تعيد خلط الأوراق، مما يجعل التنويع والصبر الاستراتيجي هما مفتاح النجاح في هذا العام الانتقالي بامتياز.

تريليونات فوق الموج، كيف أصبحت السياحة البحرية الدرع الواقي للاقتصاد العالمي؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.