الجمعة، 26 ديسمبر 2025

07:41 ص

عصر "الروبوت الونيس"، هل تُغني دردشة الذكاء الاصطناعي عن التواصل البشري؟

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 04:00 ص

شركة مايكروسوفت

شركة مايكروسوفت

أعلنت شركة مايكروسوفت أن روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لم تعد تقتصر على تنفيذ الأوامر أو تسهيل إنجاز المهام اليومية، بل بدأت تلعب دورًا مختلفًا يتمثل في كونها مساحة يلجأ إليها عدد متزايد من المستخدمين لتخفيف الضغوط النفسية والتعامل مع التوترات الحياتية، هذا التحول يعكس تغيرًا عميقًا في طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا، حيث أصبحت المحادثة مع الآلة وسيلة للهدوء والتفريغ العاطفي.

الحديث بحرية دون خوف من الأحكام الاجتماعية

وأوضح مصطفى سليمان، أحد القيادات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، خلال ظهوره في بودكاست “Breakdown”، أن ما يُعرف بالرفقاء الافتراضيين يشهد انتشارًا ملحوظًا، خاصة في مواقف إنسانية حساسة مثل الانفصال العاطفي أو الخلافات الأسرية، واعتبر سليمان أن هذه الروبوتات تحولت إلى مساحات آمنة للتعبير، تتيح للمستخدمين الحديث بحرية دون خوف من الأحكام الاجتماعية.

وأكد سليمان أن هذا الاستخدام لا يندرج تحت إطار العلاج النفسي، لكنه يؤدي وظيفة إنسانية مهمة، إذ تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي على مبادئ مثل الحياد، والاستماع العاكس، والتواصل غير العنيف، وهذه الخصائص تجعلها قادرة على احتواء المستخدمين ومنحهم شعورًا بالاهتمام، حتى في غياب تفاعل بشري مباشر.

ورغم أن لجوء الأفراد إلى روبوتات الدردشة طلبًا للدعم النفسي قد يبدو للبعض انعكاسًا لقلق معاصر بشأن هيمنة التكنولوجيا على الحياة اليومية، يرى سليمان أن الظاهرة تحمل جوانب إيجابية، وإتاحة مساحة لتفريغ المشاعر السلبية قد تسهم في تقليل التوتر وتعزيز الهدوء في العلاقات الواقعية، بدلًا من تصعيد الضغوط المكبوتة.

وأشار إلى أن أحد أهم أدوار هذه الروبوتات يتمثل في منح المستخدم فرصة نادرة للتحدث بلا أقنعة اجتماعية، وهو ما يعزز الإحساس بأن هناك من يستمع ويفهم، في وقت قد يعجز فيه الأصدقاء أو العائلة عن تقديم الدعم الكافي، وهذا الشعور، وإن كان نابعًا من تفاعل مع آلة، قد يكون ذا أثر نفسي ملموس لدى كثيرين.

التحول الجذري في علاقة البشر بالذكاء الاصطناعي

ولفت سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إلى أن بعض المستخدمين باتوا يتعاملون مع روبوتات الدردشة، وعلى رأسها “تشات جي بي تي”، بوصفها بديلًا للمعالج النفسي، وهو ما يعكس التحول الجذري في علاقة البشر بالذكاء الاصطناعي ودوره في الحياة اليومية.

وتتصاعد المخاوف بشأن مخاطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي كبديل عن الدعم الإنساني الحقيقي، والتنفيس العاطفي عبر الروبوتات قد يمنح راحة مؤقتة، لكنه قد يخلق علاقة وهمية تفتقر إلى العمق الإنساني، وتضعف قدرة الأفراد على بناء روابط اجتماعية صحية، وتثير مشاركة المشاعر والتفاصيل الشخصية مع أنظمة رقمية تساؤلات حول الخصوصية وأمن البيانات، فضلًا عن أن هذه النماذج تفتقر إلى الوعي الأخلاقي والقدرة على التعامل مع الأزمات النفسية الحادة، ما يجعل التدخل البشري ضرورة لا غنى عنها في الحالات الخطرة.

اقرأ أيضًا:

مايكروسوفت تخطط لاستخدام «Rust» بحلول 2030 لتعزيز أمان البرمجيات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search