كيف صنعت مناهج التعليم الفني القديمة فجوة مهارية تهدد سوق العمل؟

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 11:04 ص

التعليم الفني

تعاني منظومة التعليم الفني في مصر من فجوة متزايدة بين ما يتعلمه الطلاب داخل الفصول وما يحتاجه سوق الصناعة الحديث، في ظل تسارع التطور التكنولوجي عالميًا، وأكثر من 60% من خريجي التعليم الفني لا يمتلكون المهارات العملية المطلوبة للعمل فور التخرج، رغم أن هذا النوع من التعليم يمثل نحو 55% من إجمالي طلاب المرحلة الثانوية في مصر، ما يكشف حجم التحدي الذي يواجه سوق العمل.

المناهج تعتمد تقنيات ومفاهيم صناعية لم تعد مستخدمة

المشكلة الأساسية تكمن في المناهج الدراسية التي ما زالت تعتمد على تقنيات ومفاهيم صناعية لم تعد مستخدمة على نطاق واسع، بينما تتجه المصانع إلى الأتمتة، والتحكم الرقمي، وإنترنت الأشياء، ولا تزال بعض التخصصات تُدرَّس على معدات تقليدية، في وقت تعتمد فيه المصانع الكبرى مثل السويدي للكابلات والعربية للتصنيع على خطوط إنتاج ذكية تتطلب مهارات برمجية وتحليل بيانات أساسية.

عزوف المصانع عن توظيف خريجين جدد

انعكست هذه الفجوة بشكل مباشر على نسب البطالة بين خريجي التعليم الفني، ومعدلات البطالة بينهم تتجاوز 18% في بعض التخصصات الصناعية، مقارنة بنحو 9% بين خريجي التعليم العالي، هذه الأرقام تضع التعليم الفني في مأزق حقيقي، خاصة مع عزوف عدد من المصانع عن توظيف خريجين جدد دون إعادة تدريب مكلفة قد تستغرق من 6 إلى 12 شهرًا.

تحديث المناهج وربطها المباشر باحتياجات المصانع لم يعد خيارًا

واستمرار الفجوة المهارية يهدد خطط الدولة للتوسع الصناعي وجذب الاستثمارات، خصوصًا في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والصناعات الهندسية، وتحديث المناهج وربطها المباشر باحتياجات المصانع لم يعد خيارًا، بل ضرورة اقتصادية، إذا أرادت مصر تحويل التعليم الفني من عبء اجتماعي إلى رافعة إنتاجية حقيقية.