الأحد، 21 ديسمبر 2025

05:59 م

كأس الأمم الإفريقية، القيمة التسويقية للمنتخبات تتجاوز الـ2.83 مليار يورو والمغرب تتصدر

الأحد، 21 ديسمبر 2025 02:44 م

كأس الأمم الإفريقية

كأس الأمم الإفريقية

خلف المنافسة داخل المستطيل الأخضر، تُشكل كأس أمم إفريقيا، اليوم، نموذجًا متكاملًا لصناعة رياضية تتجاوز حدود اللعبة، حيث شهدت كأس أمم إفريقيا تطورًا كبيرًا منذ انطلاقها عام 1957، بدأت بثلاثة منتخبات فقط، قبل أن تتوسع تدريجيًا لتصل إلى 16 منتخبًا عام 1998، ثم 24 منتخبًا منذ نسخة 2019، وهو النظام المعتمد حتى نسخة 2025.

المنتخبات الأكثر تتويجًا بكأس الأمم الإفريقية

على مدار تاريخ البطولة، تُوج باللقب 15 منتخبًا، تتصدرهم مصر بـ7 ألقاب، تليها الكاميرون بـ5 ألقاب، ثم غانا بـ4 ألقاب، بينما فازت نيجيريا وكوت ديفوار بالبطولة 3 مرات لكل منهما.

اقتصاديًا، ارتفعت الجوائز المالية للبطولة بشكل ملحوظ، إذ بلغ إجمالي الجوائز في نسخة 2023 نحو 32 مليون دولار، حصل منها البطل على 7 ملايين دولار، والوصيف على 4 ملايين دولار، مقارنة بـ500 ألف دولار فقط للبطل عام 2000. 

أما في نسخة 2025، والمقامة في المغرب، فقد أعلن الكاف رسميًا زيادة جائزة البطل لـ10 ملايين دولار بدلا من 7 ملايين دولار، لكن لم يتم الإعلان عن حجم الزيادة للوصيف والمراكز الأخرى.

وبلغت إيرادات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في موسم 2023–2024 نحو 166.42 مليون دولار، مع تحقيق أرباح صافية بلغت 9.48 مليون دولار لأول مرة منذ سنوات.

على مستوى الاستثمارات، أنفقت كوت ديفوار، أكثر من مليار دولار لاستضافة نسخة 2023، بينما استثمر المغرب قرابة 2 مليار دولار في البنية التحتية والملاعب، استعدادًا لنسخة 2025، التي ستقام على 9 ملاعب رئيسية. 

وبلغت القيمة السوقية الإجمالية للمنتخبات المشاركة في نسخة 2023 نحو 2.69 مليار يورو، وارتفعت في نسخة 2025 إلى 2.83 مليار يورو، مع تصدر المغرب قائمة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية بحوالي 438.65 مليون يورو.

تعكس هذه الأرقام تحول كأس أمم إفريقيا إلى بطولة ذات ثقل اقتصادي وتجاري متزايد، تجاوزت بعدها الرياضي لتصبح أحد أبرز الأصول في اقتصاد كرة القدم الإفريقية.

المنتخبات الأكثر تتويجًا بكأس الأمم الإفريقية

التطور التاريخي لبطولة كأس أمم إفريقيا

شهدت بطولة كأس أمم إفريقيا منذ تأسيسها عام 1957 مسارًا تطوريًا، لا يعكس فقط نمو كرة القدم في القارة السمراء، بل أيضًا التحولات الاقتصادية والسياسية التي مرت بها إفريقيا على مدار ما يقرب من سبعة عقود، فمن بطولة متواضعة شاركت فيها ثلاثة منتخبات فقط، تحولت كأس الأمم الإفريقية إلى أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم النامي، ورافد اقتصادي مهم للدول المستضيفة والاتحادات الكروية.

في نسختها الأولى بالسودان، لم تكن البطولة تمتلك أي ثقل اقتصادي يُذكر، إذ اقتصرت المكاسب على البعد الرمزي والسياسي، خاصة في ظل مناخ التحرر من الاستعمار وبروز الهوية الإفريقية.

لكن مع مرور الوقت، بدأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) يدرك القيمة الاقتصادية للبطولة، سواء من حيث حقوق البث، أو الرعاية، أو التسويق الرياضي، وتوسع عدد المنتخبات تدريجيًا حتى وصل إلى 16 منتخبًا عام 1998، وهو ما ساهم في زيادة عدد المباريات، وبالتالي رفع العوائد الإعلانية وحقوق النقل التلفزيوني.

اقتصاديًا، شكلت زيادة عدد المشاركين نقطة تحول رئيسية، إذ أصبحت البطولة فرصة للدول المستضيفة لتحريك قطاعات السياحة، والنقل، والفنادق، والبنية التحتية. 

فعلى سبيل المثال، استضافة بطولة تضم 16 منتخبًا تعني استقبال آلاف المشجعين، واستثمارات حكومية في الملاعب والطرق، وهو ما يُنظر إليه كإنفاق رأسمالي طويل الأجل، رغم الجدل حول جدواه في بعض الدول ذات الموارد المحدودة.

تطوّر شكل كأس أمم إفريقيا

يعكس تطوّر كأس أمم إفريقيا عبر كؤوسه الثلاثة، مسارًا أعمق من مجرد تغيير في التصميم؛ إنه سجل اقتصادي سياسي لتحول كرة القدم الإفريقية من نشاط رمزي محدود الإمكانات إلى صناعة رياضية ذات وزن تجاري وثقافي متزايد على الساحة العالمية، فالكأس، بوصفه منتجًا بصريًا ورمزًا قاريًا، لعب دورًا محوريًا في بناء قيمة البطولة وتسويقها عبر الأجيال.

في المرحلة الأولى (1957–1978)، كان كأس عبد العزيز عبد الله سالم تعبيرًا عن زمن التأسيس وبدايات الدولة الوطنية الإفريقية، واقتصاديًا، لم تكن البطولة تمثل مصدر دخل يُذكر، بل كانت أداة قوة ناعمة تستخدمها الدول حديثة الاستقلال لإثبات الوجود. 

قاعدة “اربح لتحتفظ” كانت منطقية في سياق محدود الموارد، لكنها حملت في طياتها مخاطرة كبيرة، تجسدت لاحقًا في ضياع الكأس بعد احتفاظ غانا به، وهنا يظهر غياب مفهوم “الأصل التجاري” أو “العلامة المستدامة”، حيث كانت القيمة معنوية أكثر منها اقتصادية.

أما كأس الوحدة الإفريقية (1980–2000)، فجاء متزامنًا مع اتساع رقعة البطولة وتزايد بثها تلفزيونيًا، في هذه المرحلة، بدأت كأس أمم إفريقيا تدخل دائرة الاقتصاد الرياضي، مع ارتفاع الاهتمام الجماهيري وظهور رعايات إقليمية. 

التصميم الأكثر حضورًا للكأس عكس وعيًا متناميًا بأهمية الصورة في عصر الإعلام، بينما ساهمت هيمنة منتخبات مثل الكاميرون ونيجيريا ومصر في رفع القيمة السوقية للبطولة. 

ومع ذلك، ظل نظام الاحتفاظ الدائم بالكأس قائمًا، ما يعني خسارة أصل رمزي مع كل ثلاثة ألقاب، وهو نموذج غير مستدام تجاريًا.

كأس الأمم الإفريقية

التحول الجذري جاء مع بطولة 2002

التحول الجذري جاء مع الكأس الحالية منذ 2002، حين تبنى (الكاف) منطق الاقتصاد الحديث للرياضة، والذي تضمن الاحتفاظ بالكأس كملكية دائمة للاتحاد، ومنح الفائزين نسخًا رسمية، هذا القرار لم يكن إداريًا فقط، بل استثمارًا في الهوية البصرية والعلامة التجارية. 

وجود أيقونة ثابتة يسهل تسويق البطولة، توحيد الرعايات، وتعظيم عوائد البث، خاصة في عصر البث عالي الجودة والمنصات الرقمية، كما أن تشديد بروتوكولات الحراسة يعكس إدراك الكأس كأصل مادي ذي قيمة مالية وتراثية.

اقتصاديًا وسياسيًا، أصبح الكأس أداة قوة ناعمة للدول الفائزة؛ فالتتويج ينعكس على السياحة، وصورة الدولة، والشرعية الرمزية للحكومات، ومشاهد الاحتفالات الرسمية والاستقبالات الرئاسية تؤكد أن كأس أمم إفريقيا تجاوز حدود الملعب ليصبح منتجًا ثقافيًا اقتصاديًا متكاملًا.

في المحصلة، فإن تطور كأس أمم إفريقيا يوازي نضج كرة القدم الإفريقية نفسها: من رمز بسيط للتضامن القاري إلى علامة رياضية عالمية، حيث لم يعد الكأس مجرد معدن لامع، بل أصلًا استراتيجيًا في اقتصاد كرة القدم الإفريقية المتنامي.

نسخة مصر 2019.. نقطة تحول تاريخية

التحول الأكبر جاء مع نسخة 2019 في مصر، حين ارتفع عدد المنتخبات إلى 24، وهذا القرار لم يكن رياضيًا فقط، بل اقتصاديًا بامتياز، وزيادة عدد المنتخبات رفعت عدد المباريات، ووسّعت قاعدة الجمهور، وعززت القيمة السوقية للبطولة لدى الرعاة العالميين. 

كما منح ذلك فرصًا تسويقية أوسع للشركات الإفريقية، وساعد (كاف) على التفاوض على عقود بث أكبر، خصوصًا مع تنامي الاهتمام العالمي باللاعبين الأفارقة المحترفين في أوروبا.

ومن ناحية أخرى، لم تخلوا هذه الطفرة من تحديات اقتصادية، إذ واجهت بعض الدول صعوبة في تحمّل تكاليف الاستضافة، ما دفع الاتحاد الإفريقي إلى إعادة التفكير في معايير التنظيم والاعتماد بشكل أكبر على الشراكات التجارية والدعم المؤسسي. 

ومع ذلك، تظل كأس أمم إفريقيا نموذجًا لكيف يمكن للرياضة أن تتحول من حدث تنافسي محدود إلى صناعة اقتصادية متكاملة، تسهم في تعزيز صورة القارة عالميًا وتوفير فرص استثمارية متنامية، رغم التفاوت الكبير بين دولها.

واليوم، تنطلق النسخة الـ35 من بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، والرابعة التي تُقام بمشاركة 24 منتخبًا، التي تستضيفها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري حتى 18 يناير المقبل، بمشاركة المنتخب المصري، أحد أبرز المرشحين تاريخيًا، ومع اقتراب ضربة البداية، تعود الأضواء إلى سجل الأبطال الذين نجحوا في التتويج باللقب القاري عبر تاريخ المسابقة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search