الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

12:18 ص

قبل مباراة المنتخب المصري، كأس الأمم الإفريقية من هواية رمزية لعرش اقتصاد القارة

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 08:52 م

كأس أمم إفريقيا

كأس أمم إفريقيا

خلف المنافسة داخل المستطيل الأخضر، تُشكل كأس أمم إفريقيا، اليوم، نموذجًا متكاملًا لصناعة رياضية تتجاوز حدود اللعبة، حيث شهدت البطولة الأكبر في إفريقيا، تطورًا كبيرًا منذ انطلاقها عام 1957، بدأت بثلاثة منتخبات فقط، قبل أن تتوسع تدريجيًا لتصل إلى 16 منتخبًا عام 1998، ثم 24 منتخبًا منذ نسخة 2019، وهو النظام المعتمد حتى نسخة 2025.

المنتخبات الأكثر تتويجًا بكأس الأمم الإفريقية

على مدار تاريخ البطولة، تُوج باللقب 15 منتخبًا، تتصدرهم مصر بـ7 ألقاب، تليها الكاميرون بـ5 ألقاب، ثم غانا بـ4 ألقاب، بينما فازت نيجيريا وكوت ديفوار بالبطولة 3 مرات لكل منهما.

اقتصاديًا، ارتفعت الجوائز المالية للبطولة بشكل ملحوظ، إذ بلغ إجمالي الجوائز في نسخة 2023 نحو 32 مليون دولار، حصل منها البطل على 7 ملايين دولار، والوصيف على 4 ملايين دولار، مقارنة بـ500 ألف دولار فقط للبطل عام 2000.

أما في نسخة 2025، والمقامة حاليًا في المغرب، فقد أعلن “كاف” رسميًا زيادة جائزة البطل لـ10 ملايين دولار بدلا من 7 ملايين دولار، وتثبيت قيمة جوائز المراكز الأخرى، مع إقامة البطولة كل 4 سنوات بدلا من سنتين.

من ناحية أخرى، بلغت إيرادات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) في موسم 2023–2024 نحو 166.42 مليون دولار، مع تحقيق أرباح صافية بلغت 9.48 مليون دولار لأول مرة منذ سنوات.

على مستوى الاستثمارات، أنفقت كوت ديفوار، أكثر من مليار دولار لاستضافة نسخة 2023، بينما استثمر المغرب قرابة 2 مليار دولار في البنية التحتية والملاعب، استعدادًا لنسخة 2025، التي ستقام على 9 ملاعب رئيسية. 

وبلغت القيمة السوقية الإجمالية للمنتخبات المشاركة في نسخة 2023 نحو 2.69 مليار يورو، وارتفعت في نسخة 2025 إلى 2.83 مليار يورو، مع تصدر المغرب قائمة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية بحوالي 438.65 مليون يورو.

تعكس هذه الأرقام تحول كأس أمم إفريقيا إلى بطولة ذات ثقل اقتصادي وتجاري متزايد، تجاوزت بعدها الرياضي لتصبح أحد أبرز الأصول في اقتصاد كرة القدم الإفريقية.

التطور التاريخي لبطولة كأس أمم إفريقيا

شهدت بطولة كأس أمم إفريقيا منذ تأسيسها عام 1957 مسارًا تطوريًا، لا يعكس فقط نمو كرة القدم في القارة السمراء، بل أيضًا التحولات الاقتصادية والسياسية التي مرت بها إفريقيا على مدار ما يقرب من سبعة عقود، فمن بطولة متواضعة شاركت فيها ثلاثة منتخبات فقط، تحولت كأس الأمم الإفريقية إلى أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم النامي، ورافد اقتصادي مهم للدول المستضيفة والاتحادات الكروية.

في نسختها الأولى بالسودان، لم تكن البطولة تمتلك أي ثقل اقتصادي يُذكر، إذ اقتصرت المكاسب على البعد الرمزي والسياسي، خاصة في ظل مناخ التحرر من الاستعمار وبروز الهوية الإفريقية.

لكن مع مرور الوقت، بدأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) يدرك القيمة الاقتصادية للبطولة، سواء من حيث حقوق البث، أو الرعاية، أو التسويق الرياضي، وتوسع عدد المنتخبات تدريجيًا حتى وصل إلى 16 منتخبًا عام 1998، وهو ما ساهم في زيادة عدد المباريات، وبالتالي رفع العوائد الإعلانية وحقوق النقل التلفزيوني.

اقتصاديًا، شكلت زيادة عدد المشاركين نقطة تحول رئيسية، إذ أصبحت البطولة فرصة للدول المستضيفة لتحريك قطاعات السياحة، والنقل، والفنادق، والبنية التحتية. 

فعلى سبيل المثال، استضافة بطولة تضم 16 منتخبًا تعني استقبال آلاف المشجعين، واستثمارات حكومية في الملاعب والطرق، وهو ما يُنظر إليه كإنفاق رأسمالي طويل الأجل، رغم الجدل حول جدواه في بعض الدول ذات الموارد المحدودة.

تطوّر شكل كأس أمم إفريقيا

يعكس تطوّر كأس أمم إفريقيا عبر كؤوسه الثلاثة، مسارًا أعمق من مجرد تغيير في التصميم؛ إنه سجل اقتصادي سياسي لتحول كرة القدم الإفريقية من نشاط رمزي محدود الإمكانات إلى صناعة رياضية ذات وزن تجاري وثقافي متزايد على الساحة العالمية، فالكأس، بوصفه منتجًا بصريًا ورمزًا قاريًا، لعب دورًا محوريًا في بناء قيمة البطولة وتسويقها عبر الأجيال.

في المرحلة الأولى (1957–1978)، كان كأس عبد العزيز عبد الله سالم، تعبيرًا عن زمن التأسيس وبدايات الدولة الوطنية الإفريقية، واقتصاديًا، لم تكن البطولة تمثل مصدر دخل يُذكر، بل كانت أداة قوة ناعمة تستخدمها الدول حديثة الاستقلال لإثبات الوجود. 

مثلا، قاعدة “اربح لتحتفظ” كانت منطقية في سياق محدود الموارد، لكنها حملت في طياتها مخاطرة كبيرة، تجسدت لاحقًا في ضياع الكأس بعد احتفاظ غانا به، وهنا يظهر غياب مفهوم “الأصل التجاري” أو “العلامة المستدامة”، حيث كانت القيمة معنوية أكثر منها اقتصادية.

أما كأس الوحدة الإفريقية (1980–2000)، فجاء متزامنًا مع اتساع رقعة البطولة وتزايد بثها تلفزيونيًا، في هذه المرحلة، بدأت كأس أمم إفريقيا تدخل دائرة الاقتصاد الرياضي، مع ارتفاع الاهتمام الجماهيري وظهور رعايات إقليمية. 

التصميم الأكثر حضورًا للكأس عكس وعيًا متناميًا بأهمية الصورة في عصر الإعلام، بينما ساهمت هيمنة منتخبات مثل الكاميرون ونيجيريا ومصر في رفع القيمة السوقية للبطولة. 

ومع ذلك، ظل نظام الاحتفاظ الدائم بالكأس قائمًا، ما يعني خسارة أصل رمزي مع كل ثلاثة ألقاب، وهو نموذج غير مستدام تجاريًا.

التحول الجذري جاء مع الكأس الحالية في 2002

التحول الجذري جاء مع الكأس الحالية منذ 2002، حين تبنى “كاف” منطق الاقتصاد الحديث للرياضة، الاحتفاظ بالكأس كملكية دائمة للاتحاد، ومنح الفائزين نسخًا رسمية، هذا القرار لم يكن إداريًا فقط، بل استثمارًا في الهوية البصرية والعلامة التجارية. 

وجود أيقونة ثابتة يسّهل تسويق البطولة، توحيد الرعايات، وتعظيم عوائد البث، خاصة في عصر البث عالي الجودة والمنصات الرقمية، كما أن تشديد بروتوكولات الحراسة يعكس إدراك الكأس كأصل مادي ذي قيمة مالية وتراثية.

اقتصاديًا وسياسيًا، أصبح الكأس أداة قوة ناعمة للدول الفائزة؛ فالتتويج ينعكس على السياحة، وصورة الدولة، والشرعية الرمزية للحكومات، ومشاهد الاحتفالات الرسمية، والاستقبالات الرئاسية تؤكد أن كأس أمم إفريقيا تجاوز حدود الملعب ليصبح منتجًا ثقافيًا اقتصاديًا متكاملًا.

في المحصلة، فإن تطور كأس أمم إفريقيا يوازي نضج كرة القدم الإفريقية نفسها، من رمز بسيط للتضامن القاري إلى علامة رياضية عالمية، حيث لم يعد الكأس مجرد معدن لامع، بل أصلًا استراتيجيًا في اقتصاد كرة القدم الإفريقية المتنامي.

نسخة مصر 2019.. نقطة تحول تاريخية

التحول الأكبر جاء مع نسخة 2019 في مصر، حين ارتفع عدد المنتخبات إلى 24، وهذا القرار لم يكن رياضيًا فقط، بل اقتصاديًا بامتياز، وزيادة عدد المنتخبات رفعت عدد المباريات، ووسّعت قاعدة الجمهور، وعززت القيمة السوقية للبطولة لدى الرعاة العالميين. 

كما منح ذلك فرصًا تسويقية أوسع للشركات الإفريقية، وساعد (كاف) على التفاوض على عقود بث أكبر، خصوصًا مع تنامي الاهتمام العالمي باللاعبين الأفارقة المحترفين في أوروبا.

ومن ناحية أخرى، لم تخلوا هذه الطفرة من تحديات اقتصادية، إذ واجهت بعض الدول صعوبة في تحمّل تكاليف الاستضافة، ما دفع الاتحاد الإفريقي إلى إعادة التفكير في معايير التنظيم والاعتماد بشكل أكبر على الشراكات التجارية والدعم المؤسسي. 

ومع ذلك، تظل كأس أمم إفريقيا نموذجًا لكيف يمكن للرياضة أن تتحول من حدث تنافسي محدود إلى صناعة اقتصادية متكاملة، تسهم في تعزيز صورة القارة عالميًا وتوفير فرص استثمارية متنامية، رغم التفاوت الكبير بين دولها.

واليوم، تنطلق النسخة الـ35 من بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، والرابعة التي تُقام بمشاركة 24 منتخبًا، التي تستضيفها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري حتى 18 يناير المقبل، بمشاركة المنتخب المصري، أحد أبرز المرشحين تاريخيًا، ومع اقتراب ضربة البداية، تعود الأضواء إلى سجل الأبطال الذين نجحوا في التتويج باللقب القاري عبر تاريخ المسابقة.

تطور البطولة من الناحية الفنية

المنتخبات المتوجة بلقب كأس أمم إفريقيا

  1. مصر - 7 مرات
  2. الكاميرون - 5 مرات
  3. غانا - 4 مرات
  4. نيجيريا - 3 مرات
  5. كوت ديفوار - 3 مرات
  6. الجزائر - مرتان
  7. الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) - مرتان
  8. زامبيا - مرة واحدة
  9. السودان - مرة واحدة
  10. تونس - مرة واحدة
  11. السنغال - مرة واحدة
  12. جنوب أفريقيا - مرة واحدة
  13. إثيوبيا - مرة واحدة
  14. المغرب - مرة واحدة
  15. الكونغو - مرة واحدة

على مدار تاريخ كأس الأمم الأفريقية، تُوج باللقب 15 منتخبًا، يتصدرهم منتخب مصر صاحب الرقم القياسي بـ7 ألقاب، يليه منتخب الكاميرون بـ5 ألقاب، ثم غانا بـ4 ألقاب

وحقق كل من نيجيريا وكوت ديفوار البطولة 3 مرات، بينما توجت الجزائر والكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) باللقب مرتين لكل منهما. 

أما المنتخبات التي فازت بالبطولة مرة واحدة فقط فهي: زامبيا، السودان، تونس، السنغال، جنوب إفريقيا، إثيوبيا، المغرب، والكونغو، في حين اكتفت منتخبات مالي وبوركينا فاسو وغينيا وليبيا وأوغندا بالوصول إلى الوصافة دون تحقيق اللقب.

القيمة السوقية للمنتخابات المشاركة بكأس أمم إفريقيا 2025

تتجه أنظار عشاق الكرة الإفريقية إلى المغرب، الذي يستضيف النسخة الـ35 من بطولة كأس أمم إفريقيا خلال الفترة الممتدة من 21 ديسمبر الجاري إلى 18 يناير المقبل، بمشاركة 24 منتخبًا موزعين على ست مجموعات، يتنافسون جميعًا على الظفر باللقب القاري، وتعكس هذه النسخة مستوى تنافسيًا مرتفعًا، مدعومًا بقيم سوقية غير مسبوقة للاعبين المشاركين في البطولة.

وتشهد البطولة حضورًا عربيًا لافتًا بمشاركة ستة منتخبات هي: المغرب، مصر، الجزائر، تونس، السودان وجزر القمر، بينما يظل منتخب مصر صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالبطولة برصيد 7 ألقاب، ووفقًا لبيانات موقع (ترانسفير ماركت) المتخصص، بلغت القيمة السوقية الإجمالية لجميع المنتخبات المشاركة نحو 2.83 مليار يورو، في دلالة واضحة على الارتفاع الكبير في القيمة الفنية والتجارية للبطولة.

ويتصدر المنتخب المغربي قائمة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية بإجمالي 438.65  مليون يورو، مستفيدًا من تواجد عدد كبير من لاعبيه في أقوى الدوريات الأوروبية، يليه المنتخب السنغالي بقيمة 420.40  مليون يورو، ثم كوت ديفوار ثالثًا بـ 339.03  مليون يورو، ونيجيريا رابعًا بـ 286.80  مليون يورو، والكاميرون خامسًا بـ 254.40  مليون يورو.

 كما حل المنتخب الجزائري سادسًا بقيمة 224.80  مليون يورو، فيما ضمت قائمة العشرة الأوائل منتخبات مالي (148.35 مليون يورو)، ومصر (136.40 مليون يورو)، جمهورية الكونغو الديمقراطية (133.40 مليون يورو)، وبوركينا فاسو (119.40 مليون يورو).

2.83 مليار يورو حجم القيمة السوقية للمنتخبات المشاركة بكأس أمم إفريقيا

تبلغ القيمة السوقية الإجمالية للمنتخبات المشاركة في البطولة نحو 2.83 مليار يورو، وفقًا لموقع ترانسفير ماركت.

  • يتربع المنتخب المغربي على صدارة المنتخبات الأعلى قيمة سوقية بإجمالي 438.65 مليون يورو.
  • يأتي منتخب السنغال في المركز الثاني بقيمة 420.40  مليون يورو.
  • يحتل منتخب كوت ديفوار المركز الثالث بقيمة 339.03  مليون يورو.
  • يحل منتخب نيجيريا رابعًا بقيمة سوقية تبلغ 286.80  مليون يورو.
  • يأتي منتخب الكاميرون خامسًا بإجمالي 254.40  مليون يورو.
  • يحتل منتخب الجزائر المركز السادس ضمن قائمة الأعلى قيمة سوقية بـ 224.80  مليون يورو.
  • تضم قائمة العشرة الأوائل أيضًا منتخبات:
    • مالي 148.35  مليون يورو
    • مصر 136.40  مليون يورو
    • جمهورية الكونغو الديمقراطية 133.40 مليون يورو
    • بوركينا فاسو 119.40 مليون يورو
  • يُعد منتخب بوتسوانا الأقل قيمة سوقية بين المنتخبات المشاركة، إذ تبلغ قيمته نحو 1.95 مليون يورو فقط.

أعلى 10 لاعبين مشاركين في البطولة من حيث القيمة السوقية 2025

تعكس الصورة ترتيبًا لأبرز اللاعبين الأفارقة من حيث القيمة السوقية، حيث يتصدر المغربي أشرف حكيمي القائمة بقيمة تبلغ 80 مليون يورو، وهو ما يعكس مكانته كأحد أفضل الأظهرة في العالم، مدعومًا بثبات مستواه مع باريس سان جيرمان وخبرته في البطولات الكبرى. 

في المركزين الثاني والثالث يأتي كل من برايان مبيومو وفيكتور أوسيمين بقيمة 75 مليون يورو لكل منهما، لكن الدلالة هنا تختلف؛ فمبيومو يستفيد من تصاعد دوره الهجومي في مانشستر يونايتد، بينما تعكس قيمة أوسيمين استمرارية الطلب العالمي على المهاجمين القادرين على صناعة الفارق تهديفيًا.

في المستوى التالي، يظهر اللاعب المصري عمر مرموش بقيمة سوقية تبلغ 65 مليون يورو، ما يعكس القفزة الكبيرة في تقييمه بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي ونجاحه في فرض نفسه ضمن منظومة تنافسية عالية. 

يليه كارلوس باليبا عند 60 مليون يورو، وهو مثال واضح على كيف يمكن للاعب شاب في مركز محوري كوسط الملعب الدفاعي أن يحظى بتقييم مرتفع، حتى دون أضواء إعلامية كبيرة، طالما ارتبط اسمه بالثبات التكتيكي والقدرة البدنية.

أما الشريحة التي تتراوح قيمتها بين 45 و50 مليون يورو، فتضم أسماء مثل أماد ديالو (50 مليون)، وإليمان ندايي، ونيكولاس جاكسون، ويان ديوماندي، وعثمان ديوماندي عند 45 مليون يورو لكل منهم. 

هذه القيم تعكس رهانات مستقبلية أكثر منها مكافأة على إنجازات مكتملة؛ فمعظم هؤلاء لاعبين صغار السن، تُسعَّر قيمتهم بناءً على التطور المتوقع، لا فقط على الأداء الحالي. 

وبشكل عام، توضح الصورة أن السوق الأوروبية باتت تقيّم اللاعب الإفريقي ليس فقط كموهبة خام، بل كأصل استثماري كامل قادر على تحقيق عائد فني ومالي في آن واحد.

أعلى 5 حراس مرمى مشاركين في البطولة من حيث القيمة السوقية 2025

تعكس قائمة أغلى حراس المرمى المشاركين في كأس أمم إفريقيا 2025 تحوّلًا لافتًا في نظرة السوق الكروية للحارس الإفريقي، الذي لم يعد مجرد عنصر دفاعي، بل أصلًا فنيًا واقتصاديًا متكاملًا. 

تصدُّر السنغالي ييفان ديوف بقيمة سوقية تبلغ 9 ملايين يورو يوضح الطلب المتزايد على الحراس القادرين على الجمع بين الثبات الفني واللعب بالقدم، بينما يعكس وجود أسماء مثل ماتيو إيبولو ويحيى فوفانا بقيمة 5 ملايين يورو لكل منهما اتساع قاعدة الحراس الأفارقة الشباب الذين دخلوا مبكرًا في حسابات الأندية الأوروبية. 

اللافت أيضًا، هو استمرار إدوارد ميندي ضمن القائمة رغم تراجع قيمته مقارنة بذروة تألقه، ما يؤكد أن الخبرة والبطولات القارية لا تزال عاملًا مؤثرًا في تقييم الحراس، وإن لم تعد العامل الحاسم الوحيد.

ومع انطلاق البطولة بعد أيام قليلة في المغرب، تتحول هذه القيم السوقية إلى اختبار عملي داخل الملعب، حيث تلعب بطولة بحجم كأس أمم إفريقيا دورًا مباشرًا في إعادة تسعير الحراس صعودًا أو هبوطًا. 

حارس مثل ياسين بونو، رغم قيمته السوقية الأقل نسبيًا (3.5 ملايين يورو)، يمتلك أفضلية اللعب على أرضه ووسط جماهيره، ما قد يمنحه فرصة ذهبية لتعويض الفجوة السوقية بأداء حاسم في الأدوار الإقصائية. 

تاريخيًا، كانت البطولات القارية منصة لإعادة اكتشاف الحراس وفتح أبواب الانتقال إلى أندية أكبر، ما يجعل نسخة 2025 ساحة استثمارية حقيقية، ليس فقط للفرق المتنافسة، بل أيضًا لكشافين وأسواق انتقالات تراقب كل تصدٍ حاسم وكل مباراة بشباك نظيفة.

التطور في قيمة الجوائز المالية عبر تاريخ البطولة

عرفت بطولة كأس أمم إفريقيا تطورًا كبيرًا في قيمة الجوائز المالية، في تجسيد واضح للنمو التجاري والجماهيري الذي شهدته كرة القدم الإفريقية خلال السنوات الأخيرة. 

فبعد انطلاقة متواضعة بإمكانات محدودة، تحولت البطولة تدريجيًا إلى واحدة من أبرز المسابقات القارية من حيث العائدات والتنظيم، مدعومة بارتفاع الاهتمام الإعلامي واتساع قاعدة المتابعين داخل القارة وخارجها.

في مطلع الألفية الجديدة، وتحديدًا عام 2000، كانت الجوائز المالية لا تزال محدودة، إذ لم تتجاوز مكافأة البطل 500 ألف دولار، بينما حصل الوصيف على 250 ألف دولار فقط. 

ومع تطور حقوق البث التلفزيوني وزيادة الحضور الإعلامي، شهدت الجوائز ارتفاعًا ملحوظًا في نسخة 2010، حيث نال البطل مليون دولار مقابل 750 ألف دولار للوصيف، في مؤشر أولي على التحول الاقتصادي للبطولة.

وجاءت القفزة الأكبر في نسخة 2019، مع رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخبًا، ما أدى إلى زيادة القيمة التسويقية للمسابقة، لترتفع جائزة البطل إلى 4.5 ملايين دولار والوصيف إلى 2.5 مليون دولار.

أما نسخة 2023، فقد سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا، بمنح البطل 7 ملايين دولار بزيادة تقارب 40%، وحصول الوصيف على 4 ملايين دولار، إلى جانب مكافآت معتبرة لبقية المنتخبات المتقدمة بإجمالي جوائز مالية 32 مليون دولار. 

ثم بطولة الأمم 2025 بقيمة جوائز مالية للمنتخبات المشاركة تصل لـ35 مليون دولار، وبمنح 10 ملايين دولار للبطل، والوصيف على 4 ملايين دولار.

وعليه، يعكس هذا المسار التصاعدي تحول كأس أمم إفريقيا إلى منصة رياضية واقتصادية متكاملة تعزز مكانة الكرة الإفريقية على المستوى الدولي.

32 راعيًا لكأس الأمم الأفريقية 2019 لأول مرة فى تاريخ البطولة

بلغ عدد رعاة بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم والتى انطلقت فعالياتها في مصر، 32 راعيًا لأول مرة فى تاريخ البطولة، وتوزع الرعاة على 24 شركة ترعى البطولة محليًا وإقليميًا، بالإضافة إلى 8 شركات تابعة للشريك التسويقى للاتحاد الإفريقى “كاف”.

بينما بلغ إجمالي عدد رعاة بطولة كأس أمم إفريقيا 2021 حوالي 12 راعيًا رسميًا، وظهر في تلك النسخة راعٍ رئيسي واحد مع ثمانية رعاة رسميين، إضافة إلى ثلاثة رعاة وطنيين مشاركين في دعم البطولة التي أقيمت في الكاميرون، وفق بيانات متعلقة بالرعايات الخاصة بالحدث.

لكن بلغ عدد الرعاة الرسميين لبطولة كأس أمم إفريقيا 2023 (TotalEnergies CAF Africa Cup of Nations Côte d’Ivoire 2023) حوالي 17 راعيًا رسميًا للبطولة، بعد زيادة العدد بنحو 60% عن نسخة 2021، حسب تقرير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بشأن الرعاية والإيرادات.

أما في نسخة 2025، فأعلن “كاف” رسميًا، بعد توقيعه شراكة رسمية مع العلامة التجارية «لافاش كي ري» التابعة لمجموعة بل، أن «لافاش كي ري» ستكون راعيًا رسميًا لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، إلى جانب الإعلان عن عدد من شركاء ورعاة رسميين للبطولة، من بينهم: 

  • TotalEnergies  الراعي الرئيسي للبطولة والراعي العام لأحداث كاف الكبرى.
  • TECNO  الشريك العالمي الرسمي في فئة الهواتف الذكية.
  • Suzuki Motor Corporation  الشريك العالمي الرسمي.
  • Apsonic  الراعي الرسمي (تجديد الشراكة).
  • Danone  الشريك الرسمي في قطاع التغذية.
  • Africa Global Logistics (AGL)  الشريك اللوجستي الرسمي. 
  • Royal Air Maroc  الشريك العالمي الرسمي بينما يدعم البطولة نقل الفرق والجماهير.
  • Unilever  من خلال علامتي ريكسونا وكليركشركاء رسميين في فئة معينة.

إيرادات “كاف” تصل لـ166.42 مليون دولار أمريكي في 2023 - 2024

سجل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” أرباحًا صافية بلغت 9.48 مليون دولار أمريكي خلال البطولة السابقة 2023–2024، في سابقة هي الأولى منذ عدة سنوات، ما يعكس تحولًا ماليًا لافتًا بعد فترة طويلة من العجز والتحديات.

ويعود هذا الإنجاز إلى الارتفاع القوي في العائدات التجارية، مدفوعًا بتنامي الشعبية العالمية لكرة القدم الإفريقية، وانضمام رعاة جدد، إلى جانب تطبيق سياسات صارمة للحوكمة والرقابة المالية، وجاء هذا التحول ثمرة لخطة استراتيجية أطلقها رئيس “كاف” الدكتور باتريس موتسيبي قبل أربع سنوات، في وقت كان فيه الاتحاد يواجه أزمات مالية ونزاعات قانونية معقدة.

وهدفت الخطة إلى إعادة هيكلة “كاف” تجاريًا، وتحقيق الاكتفاء المالي الذاتي، ورفع القدرة التنافسية لكرة القدم الإفريقية عالميًا، وخلال الجمعية العامة العادية الـ47 في كينشاسا، أعلن “كاف” عن زيادة كبيرة في الاستثمارات الموجهة للمسابقات، ومبالغ الجوائز، والدعم المالي للاتحادات الأعضاء واتحادات المناطق، إلى جانب توسيع برامج التطوير.

وارتفعت إيرادات “كاف” الإجمالية إلى 166.42 مليون دولار أمريكي، تم توجيهها وفق أولويات تخدم نمو اللعبة، حيث خُصص 81 مليون دولار لمبالغ الجوائز، و19 مليون دولار لتنظيم البطولات، و35 مليون دولار لتطوير كرة القدم، و21  مليون دولار للحوكمة والإدارة. 

كما عزز “كاف” مكانته العالمية عبر شراكات ورعايات كبرى، ليرتفع عدد الرعاة والشركاء إلى 16 خلال موسم 2024–2025، وهو ما انعكس مباشرة على قيمة الجوائز، إذ حصل بطل كأس أمم إفريقيا توتال إنيرجيز – كوت ديفوار 2023 على 7 ملايين دولار بزيادة 40%، بينما بلغ إجمالي الجوائز 32 مليون دولار أمريكي.

إيردات البث الفضائي للبطولة.. مصر نموذجًا

حصلت مصر على مبلغ 16.6 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 280 مليون جنيه مصري، من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” بعد انتهاء بطولة أمم إفريقيا 2019 التي استضافتها البلاد بين 21 يونيو و19 يوليو، بمشاركة 24 فريقًا لأول مرة في تاريخ البطولة. 

وتنص اللائحة المالية للكاف على حصول الدولة المنظمة على 20% من عائد البث الفضائي للبطولة، حيث أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي وقتها، أحمد أحمد، أن أرباح البث وصلت إلى 83 مليون دولار خلال البطولة، مسجلة ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالنسخ السابقة، إذ بلغت 49 مليونًا عام 2015 و67 مليونًا في الجابون 2017.

ارتفعت الإيرادات بشكل ملحوظ بعد مناقصة البث، مشيرًا إلى أن “كاف” لديه الآن حوالي 20 مليون دولار في الخزينة، رغم وجود ديون سابقة تجاوزت 20 مليونًا. 

ومن المتوقع أن تحقق المغرب أيضًا أرباحًا إضافية من بيع تذاكر مباريات البطولة، كما حدث في نسخة مصر 2019، ما يعكس المكاسب المالية الكبيرة التي يمكن أن تحققها الدول المستضيفة لكأس أمم إفريقيا.

المكاسب المالية لمنتخب مصر للمشاركة بالبطولة 2025

إلى جانب البعد الرياضي، تبرز المكاسب المالية كعامل مؤثر في مسيرة المنتخبات خلال البطولة، فقد واصل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”  نهجه التصاعدي في الجوائز المالية، ليصل إجمالي جوائز كأس الأمم الإفريقية إلى 32  مليون دولار، وهو الرقم الذي سيستمر في نسخة 2025. 

وكان منتخب مصر قد ضمن بالفعل 350 ألف دولار بعد تصدره مجموعته في التصفيات، إضافة إلى مكافآت المشاركة، حيث يحصل صاحب المركز الرابع في دور المجموعات على 500  ألف دولار، والثالث على 700  ألف دولار، بينما يضمن المتأهل إلى دور الـ16، سواءً كان صاحب المركز الأول أو الثاني، 800 ألف دولار.

وتتواصل الزيادة المالية مع تقدم الأدوار، إذ يمنح التأهل إلى ربع النهائي 1.3 مليون دولار، ونصف النهائي 2.5 مليون دولار، فيما يحصل الوصيف على 4  ملايين دولار، والبطل على 10 ملايين دولار. 

وبحال نجاح منتخب مصر في التتويج باللقب، فإن إجمالي العائدات سيصل إلى نحو 14.95 مليون دولار أمريكي، أي ما يزيد عن 712 مليون جنيه مصري، لتصبح البطولة فرصة تاريخية تجمع بين المجد القاري والعائد الاقتصادي الكبير.

جدول مقارن بين كأس أمم إفريقيا 2023 وكأس أمم إفريقيا 2025

العنصر

كأس أمم إفريقيا 2025

كأس أمم إفريقيا 2023

البطل

البطولة بدأت، والنسخة تستضيفها المغرب وتضم 24 منتخبًا.

كوت ديفوار (ساحل العاج) فاز باللقب بعد الفوز على نيجيريا 2–1 في النهائي.

الوصيف

لم يلعب النهائي بعد.

نيجيريا.

الجوائز المالية (إجمالي)

35 مليون دولار إجمالي الجوائز للنسخة الحالية أيضًا (قيمتها معلنة من كاف).

32 مليون دولار إجمالي جوائز البطولة.

جائزة البطل

10 ملايين دولار أيضًا للبطل

7 ملايين دولار للمنتخب الفائز.

الجوائز الأخرى

الوصيف يحصل على 4 ملايين دولار، نصف النهائي 2.5 مليون دولار، ربع النهائي 1.3 مليون دولار (حسب هيكلة الجوائز في 2025).

الوصيف يحصل على 4 ملايين دولار، نصف النهائي 2.5 مليون، ربع النهائي 1.3 مليون دولار (حسب هيكلة الجوائز في 2023).

الاستثمارات الرياضية

المغرب استثمر في البنية التحتية لاستضافة البطولة أكثر من 21 مليار درهم مغربي، أي نحو 2 مليار دولار تقريبًا في الملاعب والتجهيزات.

أكثر من 1 مليار دولار أنفقتها الدولة الإيفوارية في تجهيز البنية التحتية لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2023.

القيمة السوقية للمنتخبات المشاركة

تقدر القيمة السوقية الإجمالية لمنتخبات أمم إفريقيا 2025 بنحو 2.83 مليار يورو.

القيمة السوقية لجميع المنتخبات المشاركة بكأس أمم إفريقيا 2023 بلغت 2.69 مليار يورو.

أعلى قيمة سوقية لمنتخب

أعلى قيمة سوقية في 2025 لمنتخب المغرب 436.65 مليون يورو، يليه السنغال وكوت ديفوار، ثم نيجيريا.

منتخب نيجيريا كان الأغلى من حيث القيمة السوقية بقيمة 349.75 مليون يورو.

شروط “كاف” لاستضافة بطولة كأس أمم إفريقيا

قبل أن تكسب المغرب سباق الاستضافة لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، دخلت المغرب والجزائر في سباق لاستضافة البطولة، بعد أن أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” سحب تنظيم البطولة من غينيا، لعدم جاهزية البنى التحتية هناك.

وعليه، شجّع رئيس “كاف”، باتريس موتسيبي، الدولتين، على تقديم ملفات قوية للاستضافة، مشددًا على ضرورة الالتزام بشروط الاتحاد لضمان استمرار البطولة بنظام 24 منتخبًا، وتحويلها إلى حدث عالمي يوازي أهم البطولات القارية والدولية.

وتضمن دفتر شروط “كاف” 2018، مجموعة معايير صارمة للملاعب، حيث يجب أن تتوفر الدولة المنظمة على 6 ملاعب على الأقل للاستضافة المنفردة، و8 ملاعب في حالة التنظيم المشترك، مع توزيع السعات على الشكل التالي: ملعبان بسعة 15 ألف متفرج على الأقل، وملعبان بسعة 20 ألف متفرج، وملعبان بسعة لا تقل عن 40 ألف متفرج.

ويشترط “كاف” أن تكون الملاعب مجهزة بعشب طبيعي، ومرافق طبية، وإضاءة متطورة، وغرف تدريب للحكام، إلى جانب قربها من فنادق إقامة الفرق، وتوفير ملعبين للتدريب لكل مجموعة مشاركة.

كما اشترط “كاف” توفر بنى تحتية متكاملة تشمل شبكة مواصلات لتسهيل تنقل الفرق والجماهير، وفنادق فاخرة للمنتخبات والحكام وكبار الشخصيات، مع تقديم خطة إقامة قبل انطلاق البطولة بثلاث ليالٍ على الأقل.

ويجب أيضًا وضع خطة أمنية شاملة للمطارات والملاعب وأماكن إقامة الفرق، بالإضافة إلى توفير خدمات صحية عاجلة ومستشفيات وعيادات وسيارات إسعاف في مواقع المباريات والتدريبات، لضمان سلامة اللاعبين والمشجعين ووسائل الإعلام خلال البطولة.

اقرأ أيضًا:

14.95 مليون دولار في انتظار بطل كأس الأمم الإفريقية، هل يفعلها المنتخب المصري؟

تحمل الدولة المستضيفة لكافة التكاليف

وفقًا للوائح الاتحاد الإفريقى “كاف” يتحمل البلد المضيف كافة التكاليف، الخاصة بإقامة الفرق المشاركة بالبطولة والانتقالات الداخلية للمنتخبات، والانتقالات الخاصة بالحكام، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الإفريقى واللجنة التنفيذية والسكرتير العام.

وفى المقابل، يحق للبلد المضيف، بث مباريات البطولة بالكامل، مقابل 1500 دولار لكل لقاءً يتم نقله، وهو ما يعنى إمكانية تحقيق عائد مادى على مستوى الإعلانات التلفزيونية.

والبند الثانى، يٌمنح البلد المضيف 20% من كل العوائد التى يحصل عليها الاتحاد الإفريقى من وراء البطولة، سواء التذاكر، والبث التلفزيونى، والإعلانات داخل الملعب، وكل ما يحققه الاتحاد الإفريقى من عائد.

وبالنظر لعوائد البطولات السابقة، فقد حصلت الجابون على 12.4 مليون دولار، من وراء استضافة نسخة 2017، فيما حصلت غينيا الاستوائية على 7 ملايين دولار فى نسخة 2015.

ويحصل الاتحاد الإفريقى على كافة الحقوق من وراء إقامة البطولة بما فى ذلك، البث، وتذاكر المباريات، والرعاية وكل ما يمكن أن يستجد من حقوق.

اقرأ أيضًا:

من 3 لـ24 منتخبًا، التطور التاريخي لكأس الأمم الإفريقية في 68 عامًا

استعداد المغرب للبطولة

وعليه، استعدت المغرب لاستضافة النسخة الـ35 من بطولة كأس الأمم الإفريقية، بمشاركة 24 منتخبًا يتنافسون ضمن 6 مجموعات.

هذه البطولة، ستشهد تطبيق نظام متقدم لتأهل المنتخبات، حيث يتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، إلى جانب أفضل أربعة فرق تحتل المركز الثالث، لضمان منافسة قوية ومتنوعة في دور الـ16 والمراحل التالية.

وتتوزع المباريات على 9 ملاعب مغربية، مجهزة بأحدث البنى التحتية والتقنيات الحديثة، لضمان تجربة مميزة للجماهير واللاعبين على حد سواء.

أبرز هذه الملاعب، المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بسعة 68 ألف متفرج، والذي سيستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي بعد إعادة بنائه بالكامل وافتتاحه رسميًا في سبتمبر 2025، والملعب الكبير لطنجة (ابن بطوطة) بسعة 68 ألف متفرج، أحد رموز الكرة في شمال المغرب.

كما تشمل القائمة ملاعب حديثة ومتنوعة مثل الملحق الأولمبي بالرباط، بسعة 21 ألف متفرج، ومجمع الأمير الحسن الرياضي بالرباط بسعة 22 ألف متفرج، وملعب البريد بالرباط بسعة 18 ألف متفرج، إضافة إلى ملاعب كبرى في باقي المدن مثل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء بسعة 67 ألف متفرج، والملعب الكبير لأغادير بسعة 45,480 متفرج، ومجمع فاس الرياضي بسعة 45 ألف متفرج، والملعب الكبير لمراكش بسعة 45,240 متفرج.

تم تجهيز جميع الملاعب بمرافق حديثة تشمل مدرجات متطورة، تجهيزات طبية ورياضية، مناطق لكبار الشخصيات والإعلام، بالإضافة إلى توفير أجواء حماسية مستوحاة من التراث المغربي.

هذا التنوع في الملاعب يضمن استضافة مباريات البطولة بأعلى المعايير، ويعكس التزام المغرب بتقديم نسخة استثنائية من كأس الأمم الإفريقية، تجمع بين العمق التاريخي والتقنيات الحديثة لتجربة كروية فريدة.

الكشف عن الكرة الرسمية لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025

الكاف

كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” عن الكرة الرسمية لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025 التي تستضيفها المغرب، في خطوة لاقت تفاعلاً واسعًا بسبب تصميمها اللافت المستوحى من الهوية المغربية.

الكرة الجديدة، التي صنعتها شركة بوما الألمانية، تحمل اسم (إيتري)، وتتميز بزخارف مستمدة من فن الزليج المغربي العريق، مع اعتماد اللونين الأحمر والأخضر تكريمًا لألوان العلم المغربي، في مزيج يجسد الشغف والفخر والانتماء.

ووفقًا لما أوضحه “كاف”، يعكس تصميم الكرة الأنماط الهندسية والنجمية التي تُعد عنصرًا أساسيًا في التراث الحرفي المغربي، حيث يحمل اسم (إيتري) دلالة على النجمة الخماسية في علم المملكة.

إن الكرة صُممت لتعكس إيقاع كرة القدم الإفريقية، وتجمع بين الفن والحركة، مشيرًا إلى أن التعاون مع (بوما) أسفر عن تصميم يرمز إلى الترابط والوحدة بين دول القارة المشاركة في البطولة.

وعلى الصعيد التقني، تعتمد كرة (إيتري) على تكنولوجيا Orbita 6 المتطورة من (بوما)، والتي تضمن ثباتًا عاليًا في الطيران ودقة أكبر في التمرير والتسديد، لتلبي أعلى معايير الأداء في المنافسات الكبرى.

وبدأ العمل على تصميم الكرة فور إعلان المغرب بلدًا مستضيفًا للبطولة، بعد مراحل من البحث الثقافي والاختبارات الفنية.، ومن المقرر أن تُطرح في الأسواق الإقليمية بسعر مبدئي يبلغ نحو 150 دولارًا.

وفعلا، ظهرت الكرة رسميًا في أولى مباريات البطولة التي أقيمت بين منتخبي المغرب وجزر القمر، مساء اليوم، وانتهت بفوز المنتخب المغربي بهدفين نظيفين، في افتتاح البطولة.

أرقام وإحصائيات مثيرة عن كأس أمم إفريقيا

  • بدأت الحكاية في السودان عام 1957 بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا، وشهدت البطولة حينها أول مباراة وأول هدف في تاريخها، عندما فازت مصر على السودان 2-1، قبل أن يتوج الفراعنة بأول لقب على حساب إثيوبيا برباعية نظيفة.
  • ومنذ ذلك الحين، فرض المنتخب المصري نفسه كأكثر المنتخبات تتويجًا باللقب برصيد 7 بطولات، متقدمًا على الكاميرون (5 ألقاب) وغانا (4 ألقاب).
  • كما انفردت مصر وغانا بالوصول إلى النهائي 9 مرات لكل منهما، بينما حققت الكاميرون خمس بطولات من سبع مباريات نهائية.
  • وعلى مستوى الأرقام الفردية، يتصدر الكاميروني صامويل إيتو قائمة الهدافين التاريخيين للبطولة بـ 18 هدفًا.
  • فيما يحمل المصري عصام الحضري رقم أكبر لاعب يشارك في النهائيات بعمر 44 عامًا خلال نهائي 2017.
  • وسجل التاريخ أيضًا تفوقًا مصريًا لافتًا في «الهاتريك»، سواء بعدد اللاعبين الذين حققوه أو بإنجاز حسن الشاذلي، اللاعب الوحيد الذي سجل ثلاثيتين في نسختين مختلفتين.
  • كما يتقاسم المصري أحمد حسن والكاميروني ريجوبيرت سونج الرقم القياسي في عدد المشاركات بالنهائيات (8 مرات).
  • وعلى صعيد المدربين، دخل التاريخ كل من الغاني تشارلز جيام والمصري حسن شحاتة كأكثر المدربين تتويجًا بثلاثة ألقاب، مع انفراد شحاتة بإنجاز الفوز بثلاث نسخ متتالية.
  • كما برز الفرنسي هيرفي رينارد كمدرب وحيد فاز بالبطولة مع منتخبين مختلفين، بينما حقق محمود الجوهري وستيفن كيشي اللقب كلاعب ومدرب.
  • أما من حيث المشاركة، فقد خاضت 44 دولة إفريقية غمار البطولة عبر تاريخها، وتوسعت المسابقة إلى 24 منتخبًا منذ 2019، في خطوة عززت من انتشارها وقيمتها التنافسية.

تؤكد هذه الأرقام والوقائع أن كأس الأمم الإفريقية ليست مجرد بطولة قارية، بل سجل حي لتاريخ كرة القدم في إفريقيا، تتقاطع فيه الإنجازات الرياضية مع التحولات السياسية والتطورات الفنية، لتظل البطولة واحدة من أكثر المسابقات إثارة وغنى بالقصص في عالم كرة القدم.

مسار تحوّل عميق تجاوز حدود المنافسة الرياضية

في المحصلة، تكشف المقارنة بين ماضي كأس أمم إفريقيا وحاضرها عن مسار تحوّل عميق تجاوز حدود المنافسة الرياضية إلى فضاء الاقتصاد والاستثمار والقوة الناعمة.

فما بدأ عام 1957 كبطولة رمزية محدودة الإمكانات، أصبح في 2025 صناعة رياضية متكاملة، تحرّك مليارات الدولارات، وتستقطب الرعاة العالميين، وتفرض معايير تنظيمية توازي كبرى البطولات القارية.

هذا التحول لم يكن عفويًا، بل نتاج توسع مدروس في عدد المنتخبات، وتطوير في حقوق البث والتسويق، وإعادة تعريف البطولة كأصل اقتصادي واستراتيجي للاتحاد الإفريقي والدول المستضيفة.

ومع انطلاق نسخة المغرب 2025، تبدو كأس أمم إفريقيا في لحظة نضج تاريخية، حيث تتقاطع القيمة الرياضية مع الرهانات الاقتصادية والسياسية، وتتحول الملاعب والكؤوس واللاعبون إلى أدوات لقياس مكانة القارة في الاقتصاد الكروي العالمي.

وبين طموحات المنتخبات، واستثمارات الدول، وتنامي القيمة السوقية للاعبين، تؤكد البطولة أن كرة القدم الإفريقية لم تعد مجرد حكاية شغف، بل مشروعًا اقتصاديًا قاريًا يعكس تحولات إفريقيا نفسها، بين السعي للشرعية الرمزية في الماضي، وبناء النفوذ والتأثير في الحاضر والمستقبل.

 

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

لإجراء أبحاث ودراسات تسويقية من خلال وحدة الدراسات والتقارير يرجى التواصل مع مدير التسويق أ / محمد سعيد بشركات "إيجي إن" وذلك من خلال الرقم الآتي:  01123035858

Short Url

search