السبت، 20 ديسمبر 2025

09:24 م

%32 في الشرق الأوسط يعتمدون على ChatGPT، كيف يحمي الذكاء الاصطناعي وظيفتك؟

السبت، 20 ديسمبر 2025 02:26 م

أدوات الذكاء الاصطناعي

أدوات الذكاء الاصطناعي

نفيسه محمود

على عكس التوقعات المتشائمة التي ربطت بين انتشار الذكاء الاصطناعي وفقدان الوظائف، أثبتت المؤشرات الحديثة أن هذه الهواجس ليست سوى خرافات لا تدعمها الأرقام، فقد تحولت هذه الأدوات الذكية إلى وسيلة فعالة للحفاظ على الاستقرار الوظيفي، حيث باتت المؤسسات أكثر تمسكًا بالموظفين القادرين على تطويع التكنولوجيا لرفع معدلات الإنتاجية وتعظيم الأرباح، وهو التحول الذي برزت ملامحه بوضوح في أسواق الشرق الأوسط مؤخرًا.

وفي مشهد يعكس ريادة المنطقة، يسهم الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل سوق العمل بالشرق الأوسط بوتيرة تتجاوز المعدلات الدولية، إذ تشير البيانات إلى أن الموظفين في المنطقة يلمسون تأثيرًا أعمق للتكنولوجيا مقارنة بنظرائهم عالميًا؛ حيث يتوقع 49% من العاملين في المنطقة تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا للذكاء الاصطناعي على مساراتهم المهنية خلال السنوات الثلاث القادمة، وهي نسبة تتفوق على المتوسط العالمي البالغ 45%.

المؤسسات في الشرق الأوسط أسرع من غيرها في تبني الذكاء الاصطناعي

هذه الأرقام تؤكد ما يحدث في السوق اليوم، فالمؤسسات في الشرق الأوسط، أسرع من غيرها في تبني الذكاء الاصطناعي في إتمام عملياتها، سواء في التشغيل، أو التحليل، أو اتخاذ القرارات، أو خدمة العملاء، معتمدة على مبدأ “من يبدأ مبكرًا يجني أكثر ”، فالذكاء الاصطناعي أصبح اليوم عامل رئيسي في زيادة الإنتاجية.

وتؤكد الأرقام أن 75% من الموظفين في المنطقة استخدموا الذكاء الاصطناعي في العام الماضي، أي أكثر من المتوسط العالمي الذي بلغ 67%، وهذا يدل على أن الموظفين أصبحوا يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي بأنه جزء أساسي في عملهم.

%32 من الموظفين في الشرق الأوسط يستخدمون ChatGPT

فعلى سبيل المثال، 32% من الموظفين في الشرق الأوسط يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وDALL-E، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي سجل 28%، ارتفاع الأرقام في المنطقة يشير إلى أن هذه الأدوات أصبحت جزء أساسي في العمل اليومي، وأن الموظفين في الشرق الأوسط لديهم جاهزية عالية للتعامل مع تقنيات الجيل الجديد، فبعد أن كانت هناك مخاوف من أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على وظائفهم، انخفضت هذه المخاوف من 63% إلى 49%.

مقارنة بين الشرق الأوسط والمتوسط العالمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل

ويعتقد 58% من الموظفين في الشرق الأوسط أنهم يستطيعون التحكم في تأثير الذكاء الاصطناعي على أداء عملهم، بمعنى أنهم قادرين على التعامل معه والتحكم في تأثيره عليهم، مقابل المتوسط العالمي الذي يساوي 45% عالميًا، أي أن هناك فرق بحوالي 13%، وهذا بالمناسبة يعتبر فرق كبير في الدراسات الخاصة بسوق العمل.

بمعنى، أن الموظف في الشرق الأوسط يرى أدوات الذكاء الاصطناعي بأنها سهلة التعلم، ويستطيع التعامل معها، وتكييفها لصالحه، أي بدلًا من أن يكون الذكاء الاصطناعي هو المتحكم، فالعكس صحيح.

مقارنة بين الشرق الأوسط والمتوسط العالمي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على عملهم خلال الـ3 سنوات القادمة

يلاحظ من الصورة السابقة أنه كلما ارتفع المستوى الوظيفي، كلما زادت الثقة في مدى أهمية وتأثير التكنولوجيا وبالأخص الذكاء الاصطناعي، فكبار القيادات في أي شركة أو مؤسسة يرون أن استخدامها فرصة، على عكس الموظفين المبتدئين فإنهم يتعملون معها بحذر ويقلقون منها إلى حد ما.

فمثلًا بالنظر إلى الأرقام، فإن حوالي 70% من كبار التنفيذيين يفضلون استخدام التكنولوجيا في عملهم، و59% من المديرين يفضلونها ولكن بدرجة أقل مقارنة بكبار التنفيذيين، مقابل 46% من الموظفين، وهو ما يشير وجود فجوة واضحة بين من يقررون في المؤسسة ومن ينفذون في استخدام وتفضيل التكنولوجيا في العمل.

 تعتبر هذه الفجوة منطقية، لأنه بطبيعة الحال فإن القيادات العليا هي التي تختار نوع التكنولوجيا المستخدمة وكيف يتم استخدامها، أما المديرون فيرون فوائدها مع مواجهة صعوبة تنفيذها والتغيير إليها، والموظفون وخاصة المبتدئون يكونون الأكثر عرضة في التعامل معها وبالتالي يكونون الأكثر قلقًا مقارنة بغيرهم.

التحدي الأكبر في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ليس فيها بحد ذاتها، بل في توزيع الثقة وتقليل القلق من استخدامها في المؤسسة، فإذا لم يتم التعامل باحترافية من خلال تدريب وتأهيل الموظفين للتعامل مع التحول الرقمي، ستظل هذه الفجوة موجودة.

نسبة شعور الموظفين اتجاه استخدام التكنولوجيا في عملهم حسب المستوى الوظيفي 

 

في الصورة السابقة نرى أن منطقة الشرق الأوسط لا تقتصر على كونها أكثر المناطق ثقة واستخدامًا للذكاء الاصطناعي، بل تتعدى كونها الأكثر في تبني التكنولوجيا وتطبيقها بفعالية، على عكس باقي المناطق في العالم.

فبالنظر عالميًا، نرى أن مشاعر القلق هي السائدة، وخاصة أن أصحاب الوظائف الدنيا أو المهام الروتينية ، يسود عليها مشاعر التهديد والاستبدال، على عكس منطقة الشرق الأوسط، التي يسودها التفاؤل والحماس، والتركيز على أن أدوات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي هي أداة مهمة تزيد من الإنتاجية.

وإذا نظرنا لنسبة حماس الموظفين في استخدام هذه الأدوات في الشرق الأوسط، نجدها 61%، على الرغم من أن المتوسط العالمي 47%، أي بفارق 14% ، أي أن منطقة الشرق الأوسط أكثر انفتاحًا على التغيير والتحول التكنولوجي.

فمثلًا، في دول مجلس التعاون الخليجي، نرى أن حوالي 70% من الرؤساء التنفيذيين يفضلون استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومتفائلين منها، ويتوقعون أنها تستطيع أن تزيد من الأرباح خلال عام واحد فقط، وهذا دليل قوي على أنهم يرونها  فرصة استثمارية واستراتيجية كبيرة.

حرب تكنولوجية في منطقة الخليج على الريادة

وبالنظر للمنطقة، نرى وجود استراتيجيات وطنية شاملة لتبني هذه التكنولوجيا، مثل استراتيجية الإمارات 2031، واستراتيجية السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، واستراتيجية قطر، وهو ما يدل على أن دول المنطقة تراهن على هذا القطاع، وهو ما يشجعها أكثر  على زيادة الاستثمار فيها والتوجه للتعلم أكثر والتخصص فيها، بل وتصنيعها.

يوجد سباق تكنولوجي في المنطقة، وخاصة في منطقة الخليج، كالإمارات والسعودية والقطر، فهم يتنافسون على من ستكون مركز إقليمي وعالمي للذكاء الاصطناعي والابتكار، وهو ما نراه في التحول الوطني الموجود حاليًا مثل رؤية السعودية 2030، ورؤية الإمارات 2071.

لأننا إذا رأينا فوائدها على مستوى الأفراد، وخاصة الموظفين، سنرى زيادة الإنتاجية وتعزيز قدراتهم الإبداعية، وتحول مهام عملية من مجرد روتين ممل إلى عملية مسلية أكثر إنتاجية، أما على مستوى الشركات، فتساعدها على زيادة أرباحها وتقليل تكاليفها، وتحسين كفاءة العمل، وتطوير المنتجات والخدمات التي تقدمها.

أما على مستوى الدول، فتساعد على تحسين جودة الخدمات الحكومية، وخلق فرص عمل في القطاع، وبناء اقتصاد يعتمد على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا، كمحركات أساسية للنمو، بدلًا من الاعتماد على المحركات الأخرى كالصناعات التقليدية أو العمالة الرخيصة أو حتى الموارد الطبيعية مثل النفط.

تقدم منطقة الشرق الأوسط نموذجًا استثنائيًا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تحقيقها لمعادلة التفاؤل من استخدام هذه الأدوات والتوجهات الحكومية الواضحة والموجودة على أرض الواقع، ,والتبني السريع للقطاع الخاص، مع وجود تركيبة سكانية مناسبة.

نتائج ملموسة عن استخدام سوق العمل في الشرق الأوسط لتقنيات الذكاء الاصطناعي

جاءت النتائج السابقة في تقرير صادر عن PwC، وهي اختصارًا لـPricewaterhouseCoopers، وهي واحدة من أكبر أربع شركات خدمات مهنية في العالم، ومتخصصة في التدقيق والاستشارات والضرائب، وأظهرت أن حوالي 8 من كل 10 موظفين، أي 80% من الموظفين الموجودين في منطقة الشرق الأوسط، يرون أن الذكاء الاصطناعي يساعدهم في زيادة إنتاجيتهم.

ويرى 87% من الموظفين في الشرق الأوسط أن جودة عملهم تحسنت بعد أن استخدموا الذكاء الاصطناعي و84% منهم أكدوا أن إبداعهم زاد، وذلك لأن أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد في توليد الأفكار وتحليل البيانات وتحسين صياغة المحتوى، وهو ما يساعد على تحويل الموظف العادي إلى موظف يتمتع بالإبداع والسرعة.

ويرى 55% من الموظفين، أن الذكاء الاصطناعي يجعلهم أكثر احترافية وقيمة وأقل استبدالًا في سوق العمل، على عكس الموظفين الذين يشعرون بأن هذه الأدوات ستأخذ وظائفهم، ونسبة 55% تعتبر مرتفعة جدًا عن المتوسط العالمي الذي يسجل 46%.

ويتوقع 48% من الموظفين أن الفوائد الناتجة عن استخدامهم لهذه الأدوات، سيترتب عليه زيادة في أجورهم، مقارنة بالمتوسط العالمي وهو 41%، وهذه النتائج تشير إلى أن الموظفين في منطقة الشرق الأوسط يشعرون بأن الذكاء الاصطناعي يوفر لهم الاستقرار ويزود من فرصهم المهنية أكثر من غيرهم عالميًا.

التوقعات المستقبلية لتأثير الذكاء الاصطناعي على موظفي الشرق الأوسط 

ووفقًا للتقرير، فقد توقع 79% من موظفي المنطقة أن الذكاء الاصطناعي سيحسن إنتاجيتهم في المستقبل، ويتوقع 83% زيادة جودة عملهم بمساعدته، و78% يتوقعون زيادة الإبداع في عملهم خلال الـ3 سنوات القادمة، وهذه الأرقام تؤكد على ثقتهم في الذكاء الاصطناعي، وأنه سيكون شريكًا أساسي في تحقيق الذكاء في مجال عملهم.

 ويتوقع 57% بأن الذكاء الاصطناعي سيكون سببًا في الحفاظ على وظيفتهم، وهي تعتبر نسبة أكبر بكثير من المتوسط العالمي البالغ 43%، وهو ما يزهر ثقة استثنائية موجودة في المنطقة مقارنة بباقي العالم، فغالبية الموظفون في الشرق الأوسط لم يعودوا يرون الذكاء الاصطناعي اداة تهديد بل بالعكس اداة مهمة تفتح لهم الكثير من الفرص.

تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف الشرق الأوسط آخر 12 شهر

بتحليل الصورة السابقة، نرى أن أكثر المزايا التي وفرها استخدام الذكاء الاصطناعي لدى الموظفين في الشرق الأوسط خلال آخر 12 شهر، هو الإبداع، فنجد 84% من الموظفين شهدوا زيادة في مستوى إبداعم مقارنة بـ8% رأوا انخفاضًا، وهو ما يؤكد على أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبح محفز أساسي للإبداع.

 وشهد 82% زيادة في معدل إنتاجهم، مقابل 10% شهدوا انخفاضًا، وهو ما يؤكد على أن الذكاء الاصطناعي يساعد على الموظفين على إنجاز أعمالهم بأسرع وسيلة وأقل جهد، وشهد 87% زيادة في جودة عملهم، مقابل 8% لم يستفادوا.

ولكن النتيجة المفاجأة أن في ميزة توفير الوقت الذي يقضيه الموظفون في العمل، فقد شهد 48% من الموظفين زيادة في الوقت بدلًا من أن يشهدوا انخفاض، وشهد 25% قليل من التغيير أو لم يشهدوا أساسًا، أما نسبة 16% شهدوا انخفاضًا طفيفَا مقابل 6% شهدوا انخفاضًا واضحًا.

قد ترجع هذه النسبة المرتفعة لأن أدوات الذكاء الاصطناعي أعطتهم مهام جديدة، أو أكثر صعوبة، أو حتى قضوا وقتًا إضافيًا للتعلم عليها، أو قد يكونون استثمروا وقتهم في مهام أكثر قيمة.

إذا نظرنا لموقف القوى العاملة في الشرق الأوسط مع الذكاء الاصطناعي، سنجد أنه قبل عامين أي في 2023، كان 46% فقط من الموظفين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيساعدهم على زيادة الإنتاجية، ولكن الآن في 2025، فإن 82% شهدوا زيادة فعلية في إنتاجهم، و79% يتوقعون زيادة في المستقبل، وهذا يدل على المنطقة انتقلت إلى مرحلة أكثر ثقة بالذكاء الاصطناعي، واستفادة فعلية خلال فترة قصيرة جدًا لتم تتجاوز العامين.

تبني الذكاء الاصطناعي سيرفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بنسبة 8.3%

حتى أن التوقعات تشير إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي سيرفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط بنسبة 8.3% خلال العشر سنوت القادمة، أي أن الذكاء الاصطناعي تحول من مجرد رفاهية تقنية تساعد على إتمام المهام بسرعة، إلى فرصة للنهوض باقتصاد المنطقة، وتزيد من قدرتها على منافسة الدول الأخرى.

اقرأ أيضًا:

مصر تبدأ توطين صناعة مكونات طاقة الرياح لخفض الفاتورة الاستيرادية بـ 235 مليون دولار

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search