زيادة 500% عن نسخة قطر، أسعار تذاكر مونديال 2026 تشعل غضب الجماهير

موجة سخط عالمية تضرب أسعار تذاكر كأس العالم FIFA 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد أن أظهرت الأرقام المعلنة ارتفاعاً غير مسبوق تجاوز 500% في بعض الفئات مقارنة بنسخة قطر 2022.

غضب المشجعين من قفزة الأسعار

أثارت أسعار تذاكر مباريات كأس العالم لكرة القدم 2026 سخطًا واسعًا بين المشجعين حول العالم فور الإعلان عنها، حيث تداولت المواقع الصحفية والمقالات الإخبار حول هذا الارتفاع “المبالغ فيه”، وتُعد هذه الزيادة، التي لامست سقف الـ 500% في بعض الفئات، القفزة الأكبر في تاريخ تسعير تذاكر البطولة، مما يضع علامات استفهام حول قدرة الجماهير على تحمل تكاليف الحضور، لا سيما في ظل التكاليف الإضافية المرتفعة للسفر والإقامة في الدول المضيفة.

تُظهر الأرقام المعلنة عن ارتفاعًا هائلًا في جميع فئات التذاكر للمونديال المقبل، خاصة في الأدوار الحاسمة، ففي دور المجموعات، ارتفعت أسعار التذاكر الأرخص (الفئة الرابعة) لتصل إلى نحو 100 دولار أمريكي، في حين كانت لا تتجاوز 11 دولارًا في مونديال قطر 2022، كما سجلت أسعار المباراة النهائية ارتفاعًا صادمًا، حيث وصلت أرخص تذكرة إلى ما يزيد عن 2000 دولار أمريكي، فيما تخطت الفئة الأعلى سقف 8000 دولار، وهو ما يمثل أضعاف أسعار النهائي في النسخة السابقة.

آلية التسعير المتغير (Dynamic Pricing)

يعود السبب الجوهري وراء هذا الارتفاع الصاروخي في أسعار تذاكر كأس العالم 2026 إلى اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لـ "نظام التسعير المتغير" (Dynamic Pricing) للمرة الأولى في تاريخ البطولة، وتتيح هذه الاستراتيجية تعديل سعر التذكرة بشكل مستمر بناءً على الطلب المتوقع لكل مباراة وشعبية المنتخبات المشاركة فيها، وهو نظام شائع في الأحداث الرياضية والترفيهية الكبرى بأمريكا الشمالية، ويختلف عن نظام التكلفة الثابتة المعتاد.

وتستضيف نسخة كأس العالم 2026، التي ستقام في الفترة من 11 يونيو إلى 19 يوليو، ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمكسيك، وستشهد البطولة توسعًا غير مسبوق بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في تاريخ المونديال، ومن المقرر أن تُقام المباراة الافتتاحية يوم 11 يونيو بمواجهة بين المكسيك وجنوب أفريقيا، على أن تُختتم البطولة بالمباراة النهائية في ملعب ميتلايف في مدينة نيوجيرسي الأمريكية، يُذكر أن البطولة ستشهد مشاركة سبعة منتخبات عربية هي: مصر، والسعودية، وقطر، والأردن، وتونس، والمغرب، والجزائر.

المشجع سيدفع 6900 يورو بما يعادل 8098 دولاراً لحضور جميع مباريات مونديال 2026

سجلت أسعار التذاكر مبالغ خيالية، فسيضطر المشجع الواحد لدفع حوالي 6900 يورو بما يعادل 8098 دولارًا، حتى يسمح له بحضور جميع المباريات، وتساوي هذه الأسعار حوالي 5 أضعاف أسعار كأس العالم الماضي والذي عقد في قطر.

واستمر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، في رفع أسعار التذاكر لأغلب المباريات، فوصلت أسعار بعض المباريات إلى 700 دولار، وسجل أقل سعر لتذكرة المباراة النهائية إلى 8680 دولارًا، مسجلة بذلك زيادة قاربت 2000 دولار عن آخر سعر لها كان في أكتوبر الماضي.

ورفعت الفيفا أسعار تذاكر الفئة الأولى لبعض المباريات مثل مباراة إنجلترا ضد كرواتيا، ومباراة إسكتلندا ضد البرازيل من 410 دولار إلى 700 دولار في خلال شهر واحد.

وسجلت أسعار تذاكر مباريات دور المجموعات ارتفاعًا ملحوظًا تراوح بين 140 و2735 دولار، وبالنسبة لتذاكر الأدوار الإقصائية، فتراوحت الأسعار من 190 إلى 790 دولار لدور الـ32، أما دور الـ16 فتراوحت من 220 إلى 980 دولار، وبالنسبة لربع النهائي فتراوحت أسعار تذاكره من 535 إلى 1775 دولار، وتراوحت أسعار مباريات نصف النهائي من 905 إلى 3295 دولار، أما مباراة النهائي فسجلت من 4185 إلى 8680 دولار.

3.36 مليون تذكرة مُباعة خلال كأس العالم 2022 في قطر 

وكانت قد بيعت خلال كأس العالم 2022، الذي عُقد في قطر حوالي 3.36 مليون تذكرة، وفي كأس العالم 2018، الذي عُقد في روسيا، بيعت 3.17 مليون تذكرة، وفي كأس العالم 2014، والذي عُقد في البرازيل، بيعت 3.44 مليون تذكرة، أما في كأس العالم 2010، والذي عُقد في جنوب أفريقيا بيعت 3.03 مليون تذكرة، وفي كأس العالم 2006، والذي عٌقد في ألمانيا بيعت 3.4 مليون تذكرة، وفقًا لبيانات تقرير مونديال الشرق 2022، واللجنة العليا للمشاريع والإرث لمونديال 2022.

مقارنة بين أسعار تذاكر كأس العالم 2022 وأسعار تذاكر كأس العالم 2026 (بالدولار)

ما هو نظام بيع التذاكر في كرة القدم؟ وكيف يتم تنظيمه في الأندية والبطولات الكبرى؟

لا يقتصر بيع التذاكر على أنه مجرد عملية بيع للمتفرج لحضوره المباراة، وإنما هو في الواقع منظومة كبيرة ومعقدة يشترك فيها العديد من القطاعات، التي تؤثر على إيرادات البيع وسمعة النادي والتجربة التي يخضوها المشجع، وأساليب التسويق وقرارات الاستثمار المستقبلية، وأي خلل في أي جزء من هذه المنظومة سيؤثر على تجربة الجمهور ورضاه وفي النهاية سيعود بشكل سلبي على رضا الجمهور، وبالتالي الإيرادات.

وتتنوع أنظمة البيع، وطرق الدفع، وأساليب الدخول والتسويق، وهو ما وفر كميات كبيرة من البيانات، وأصبح النجاح لا يقاس فقط بكم عدد التذاكر التي تم بيعها، بل تخطى هذه النظرة، ليشمل القدرة على تحليل البيانات بطريقة صحيحة لفهم سلوك المشجعين، وتخصيص العروض بشكل صحيح، وتحسين إدارة الحشود من خلال تحسين تجربة الدخول والخروج للمشجعين في الملاعب.

لذلك أصبحت الأندية تفضل استخدام الأنظمة التي تتواصل مع بعضها، بمعنى تربط بين بيانات وأساليب بيع التذاكر وطرق التسويق الفعالة، والعضويات، والدفع، وخدمة العملاء، في محاولة لتقليل الأخطاء، وتجنب الخسائر المادية، بل وزيادة الأرباح.

وتختلف طرق إدارة بيع التذاكر داخل الأندية عن تلك الموجودة في الفعاليات الكبرى، على سبيل المثال بطولة كأس العالم لكرة القدم، فالأندية تعمل بمنظومة تتميز بأنها طويلة الأجل، وهي تعتمد في البيع على جماهير ثابتة بجانب العضويات الموسمية، أما الفعاليات أو البطولات وخاصة الكبيرة فهي مؤقتة، لذلك تعتمد على أسلوب البيع المكثف خلال فترة زمنية قصيرة، كما تحتاج تنظيم محكم ودقيق بين اللجان المحلية والاتحادات الدولية.

مراحل عملية شراء التذاكر 

وتمر عملية شراء التذاكر بمراحل متعددة، بداية بالتسجيل واختيار المباراة، ومرورًا باختيار المقعد ووسيلة الدخول، وحتى الوصول إلى طرق الدفع، وكل مرحلة من من هذه المراحل توفر بيانات مفيدة للنادي، والذي يحللها فيما بعد لتحسين الخدمات وتقديم عروض مميزة تجذب المزيد من المشاهدين، وتقليل المشاكل التنظيمية.

وتعتبر أخطر وأدق المراحل في هذه المنظومة، هي توزيع المقاعد، لأن أي خطأ فيها سيسبب أزمة كبيرة في توزيع المقاعد، لذلك يتم تنظيم الملعب وكأنه قطعة بازل، بترتيب معين، حيث يكون لكل مقعد وظيفة وسعر معين.

كيف يتم تسعير تذاكر المباريات؟

يتم تسعير المباريات أيضًا على حسب مدى أهميتها وحجم الأندية المشاركة، ويكون الهدف من تسعيرها ليس فقط تحقيق الربح، وإنما تحقيق التوزان بين العائد المادي للمباراة وامتلاء المقاعد، بمعنى، توجد سياسة تسعير ذكية وليس مجرد وضع أسعار عشوائية، فمثلًا المباريات المهمة التي يكون عليها إقبال جماهيري كبير، تكون أسعار التذاكر فيها أغلى، لأن الطلب عليها يكون مرتفع والجمهور على استعداد لدفع مبالغ باهظة.

أما المباريات، التي لا يكون عليها طلب كبير من الجمهور، تكون أسعار تذاكرها أقل، حتى تشجع الجماهير على الحضور، وتستطيع شغل أكبر عدد ممكن من المدرجات، وبالتالي إذا تم استخدام سياسة رفع أسعار التذاكر لكل المباريات، بدون مراعاة هذه التفاصيل، سينتج عنها أن أغلب أو كل المدرجات ستكون فارغة، بجانب غضب الجماهير، وتشويه صورة النادي، والذي يبحث عن الأرباح السريعة التي بالتأكيد ستضر النادي على المدى البعيد.

في النهاية، تقسيم الملعب إلى قطاعات، وتصنيف المباريات بشكل صحيح، هو أساس إصدار التذاكر لضمان بيعها، لأن تقسيم الملعب إلى قطاعات يساعد فئات الجمهور المختلفة على حضور المباريات، مع احترام الجماهير من خلال تصنيف المباريات، وتوضيحها إلى الجمهور لأنه يمكنهم تحديد المبلغ الذي سيحتاجون إلى إنفاقه خلال الموسم أو البطولات، وبالتالي سيستطيع المنظمون تقديم منتجات مميزة للجمهور، وسيشهد الملعب حضور أكبر عدد من الجماهير، وسيحقق إيرادات بيع تذاكر عالية.

اقرأ أيضًا:

استغلال الصحة النفسية للمستهلكين، كيف تحوّل الشركات المشاعر إلى أرباح؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

أخبار متعلقة

قفزة «أمريكولد» قبل الكريسماس، هل يعكس صعود السهم تحسنًا حقيقيًا أم نشوة موسمية عابرة؟

15 ديسمبر 2025 01:00 م

لماذا لا تزال الروبوتات عاجزة عن طيّ الملابس؟

15 ديسمبر 2025 09:03 ص

استغلال الصحة النفسية للمستهلكين، كيف تحوّل الشركات المشاعر إلى أرباح؟

14 ديسمبر 2025 10:10 م

من التعافي للتغير الجذري، 6 تحولات كبرى تعيد تشكيل سوق العقارات التجارية في 2026

14 ديسمبر 2025 09:09 م