الأربعاء، 03 ديسمبر 2025

03:27 م

سوق القمح العالمي بين وفرة الإنتاج وتحولات الطلب، إلى أين يتجه حتى 2030؟

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 09:25 ص

سوق القمح العالمي

سوق القمح العالمي

يدخل سوق القمح العالمي الفترة من 2025 إلى 2030 محملًا بمزيج معقد من المؤشرات المتباينة، توسع في الإنتاج بفضل التكنولوجيا، وزيادة في الطلب مدفوعة بالاستهلاك الغذائي والوقود الحيوي، مقابل مخاطر لا تهدأ من تقلبات الأسعار والقيود الجيوسياسية. 

ورغم هذا الخليط، تظهر الأرقام اتجاهًا صاعدًا، إذ ترتفع قيمة السوق من 240 مليار دولار في 2025 إلى نحو 294.8 مليار دولار بحلول 2030، مدفوعةً بمعدل نمو سنوي يبلغ 4.2%.

سوق القمح العالمي

وفرة المحاصيل ولكن بتكلفة رأسمالية أعلى

تسجل الساحة الزراعية ثورة حقيقية، من إدخال الهجن الجديدة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالإنتاج، إلى جانب تطبيق نظم التسميد المتغير الجرعة الذي يقلص الهدر.

هذه الابتكارات تخفض المخاطر الإنتاجية، لكنها في الوقت نفسه ترفع متطلبات الاستثمار، خصوصًا للمزارعين الصغار.

الطلب الغذائي يتحول نحو منتجات القمح المحصنة

ظاهرة “الأكل الوظيفي” تدفع المستهلكين إلى منتجات القمح المدعمة بالحديد والزنك والبروبيوتيك، وتضاعفت مساحات العرض في متاجر آسيا وأمريكا الشمالية لمنتجات القمح المحصن.

فيما تسهم ابتكارات الجامعات الأمريكية في تطوير أصناف تحقق جودة الخبز دون إضافات كيميائية، ما يخفض تكاليف المصانع بشكل لافت. 

كما تضخ الحكومات الآسيوية إعانات للمطاحن المنتجة للطحين عالي المغذيات، ما يخلق طلبًا صاعدًا على أصناف متخصصة من القمح.

منتجات القمح السريعة.. نجم المدن الصاعدة

التمدن المتسارع يغير سلوك الاستهلاك، والإقبال على المعكرونة الفورية والخبز الجاهز والمخبوزات المجمدة يدفع الطاقات الطحنية للاتساع: مصانع جديدة في بابوا غينيا الجديدة والسويد تضيف أكثر من 1.2 مليون طن سنويًا من القدرة الإنتاجية، مع اعتماد غرف تحكم ذكية تخفض استهلاك الطاقة. 

وكذلك تلجأ شركات الوجبات الخفيفة إلى عقود توريد طويلة الأجل لحماية هوامشها من تقلبات الأسعار.

القمح

الوقود الحيوي.. القمح يدخل معركة الطاقة

تفرض الولايات المتحدة حداً أدنى يقارب 62.6 مليون طن من الوقود الحيوي التقليدي بحلول 2025، ما يرفع التشغيل في مصانع الإيثانول المعتمدة على القمح إلى مستويات تفوق 90%.

تستهلك أوروبا قرابة 10% من إنتاج الحبوب في مسارات الطاقة الحيوية، فيما تدفع سياسات RenovaBio في البرازيل إلى تجارب جديدة لإنتاج الإيثانول من القمح الشتوي.

لكن التحدي الأكبر يظل في حساسية هذه السياسات، فمجرد نقاش حول تعليقها داخل مجموعة السبع في 2024 كفيل بإرباك الأسواق.

القمح المقاوم للحرارة.. سلاح جديد في وجه تغيّر المناخ

الأصناف المتحملة للحرارة والجفاف، مثل HB4، بدأت تتحول إلى واقع تجاري، وكشفت تجارب الحقول حتى في سنوات الجفاف عن زيادة 10% في الغلة، وأرباح إضافية للمزارعين في الأرجنتين تصل إلى 70 دولاراً للهكتار خلال سنوات ظاهرة لانينيا.

تختصر مراكز البحوث الدولية دورة تطوير الأصناف إلى ست سنوات فقط، ما يضاعف مكاسب الابتكار.

أسعار الأسمدة.. الكابوس الذي يطارد المزارعين

تقلبات الغاز الطبيعي بين 2022 و2024 ضاعفت سعر اليوريا، فهبطت هوامش الربحية لدى المزارعين بنحو 65 دولاراً للهكتار، ومع تقلص المعروض من روسيا وبيلاروسيا، انخفضت مخزونات الفوسفات إلى مستويات حرجة في شرق إفريقيا.

المزارع الصغيرة في دول مثل إثيوبيا وبنجلاديش قلصت استخدام الأسمدة 15%، ما انعكس مباشرة على الإنتاجية وجودة القمح.

الأسمدة

القيود على الصادرات.. السياسة تتحكم بسعر الرغيف

روسيا حدت صادراتها إلى 10.6 مليون طن في 2025، فارتفعت الأسعار العالمية 14%، والهند من جانبها سحبت 7 ملايين طن من السوق في 2024، ما أحدث موجة من الارتفاعات الحادة في آسيا.

وتظهر نماذج IFPRI أن القيود المتزامنة قد تضاعف الصدمة السعرية بنسبة 100%، مما يضغط على الدول المستوردة ويقوض استقرار الأسر ذات الدخل المحدود.

الجغرافيا الاقتصادية للقمح.. آسيا أولاً

تستحوذ آسيا والمحيط الهادئ على 38% من حصة السوق عام 2024، بينما الولايات المتحدة وكندا تظلان محور صادرات العالم، مدعومتين بالبنية اللوجستية والقدرة على إنتاج قمح عالي البروتين. 

في المقابل، تسجل إفريقيا نمواً سريعاً بمعدل 5.4% حتى 2030، مع انتقال المستهلكين تدريجياً من الذرة والدخن إلى الخبز والمعكرونة.

أوروبا لا تزال موردًا أساسيًا لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، رغم ارتفاع تكاليف الامتثال البيئي، أما أستراليا، فتواصل دورها كلاعب رئيسي بفضل الزراعة المحافظة على الرطوبة رغم تحديات الجفاف.

واردات مصر من القمح خلال الفترة 2020 - 2024 بالمليار دولار

السنةالقيمة (مليار دولار)
20203,216
20213,496
20224,271
20233,802
20244,442

شهدت ورادات مصر من القمح في 2020 ما يقرب من 3,216 مليار دولار، وشهد 2021 زيادة في حجم واردات القمح لتصل لـ 3,496 مليار دولار، بينما ارتفعت في 2024 لتسجل 4,271 مليار دولار. 

بينما في 2023 سجلت الواردات من القمح 3,802 مليار دولار، وفي عام 2024 سجلت واردات مصر من القمح 4,442 مليار دولار. 

أكبر مصدرين القمح إلى مصر خلال الفترة 2020 - 2024 بالمليون دولار

المصدرين

واردات مصر من القمح 2020

واردات مصر من القمح 2021

واردات مصر من القمح 2022

واردات مصر من القمح 2023

واردات مصر من القمح 2024

روسيا1,9501,8202,1672,5603,057
أوكرانيا 754885364450595
رومانيا 157531705467278
بلغاريا 18-19857176
فرنسا 20785581123157

في ضوء البيانات الواردة، يظهر أن روسيا تظل المصدر الأكبر لواردات القمح إلى مصر خلال الفترة من 2020 إلى 2024، مع اتجاه تصاعدي واضح من 1.95 مليار دولار إلى أكثر من 3 مليارات دولار في 2024، هذا يعكس اعتمادًا متزايدًا من مصر على السوق الروسية رغم التقلبات الجيوسياسية. 

أما أوكرانيا، فشهدت صادراتها لمصر تذبذبًا ملحوظًا، حيث انخفضت بشكل كبير في 2022 نتيجة الحرب، قبل أن تعاود الارتفاع تدريجيًا في 2023 و2024. 

بالنسبة لرومانيا وفرنسا، فقد تميزت صادراتهما بعدم الاستقرار، بينما اكتفت بلغاريا بأرقام صغيرة نسبيًا مع تذبذب واضح عبر السنوات.

بصورة عامة، يعكس الجدول تنوعًا محدودًا في مصادر القمح لمصر، مع هيمنة واضحة لروسيا وتراجع نسبي لدور الدول الأوروبية الأخرى. 

كما تكشف الأرقام عن تأثر كبير بالتطورات الجيوسياسية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية التي قلصت صادرات كييف في 2022 وأعادت توزيع الحصص بين الدول الأخرى. 

استمرار ارتفاع الواردات من روسيا في 2023 و2024 يشير إلى توجه استراتيجي لتعويض النقص الأوكراني، مما يفرض على مصر التفكير في تنويع مصادرها لتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على سوق واحد.

القمح

سوق القمح العالمي يتجه نحو حقبة توسع

رغم العواصف المناخية والسياسية وأسعار الطاقة، يبدو أن سوق القمح العالمي يتجه نحو حقبة توسع مدفوعة بالابتكار التكنولوجي وتحولات الطلب الغذائي.

لكن الطريق ليس سهلاً، فكل خطوة إلى الأمام تقابلها تحديات في الأسمدة واللوجستيات والتجارة الدولية، ما سيحسم ملامح السوق في السنوات الخمس المقبلة هو قدرة القطاع على دمج التكنولوجيا مع إدارة المخاطر، في عالم يتغير أسرع من أي وقت مضى.

اقرأ أيضًا:

قفزة قياسية في الإنتاج العالمي للحبوب، القمح والذرة عند أعلى مستوياتهم في 2025

الهجوم الأوكراني على روسيا يرفع أسعار القمح لأعلى مستوى منذ 4 أشهر، تفاصيل

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search