تسارع ياباني نحو العقار الهندي، الإيجارات المرتفعة وتكاليف البناء المنخفضة تشعل سباق الاستثمار
جوجل تعود للسباق، انقلاب داخل سوق الذكاء الاصطناعي يشعل المنافسة مع OpenAI
"تنانين الصين" تلتهم سوق السيارات في المغرب العربي وتُقصي أوروبا خارج المنافسة
رئيس هيئة سلامة الغذاء: بعض صناع المحتوى يضللون الجمهور بشأن المياه المعبأة

تسارع ياباني نحو العقار الهندي، الإيجارات المرتفعة وتكاليف البناء المنخفضة تشعل سباق الاستثمار

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 12:23 ص

السوق العقاري الهندي

يشهد السوق العقاري الهندي موجة غير مسبوقة من الاهتمام الياباني، بعدما دفعت القفزات الكبيرة في إيجارات المدن اليابانية، إلى جانب انخفاض تكاليف البناء في الهند، شركات التطوير العقاري في طوكيو وأوساكا، للبحث عن موطئ قدم قوي داخل المدن الهندية الكبرى، وهذا التحول السريع أعاد تشكيل خريطة الاستثمار الأجنبي داخل السوق الهندية، التي باتت تُعد إحدى أكثر الوجهات نموًا وربحية على مستوى أسيا.

ومن بين أبرز الشركات التي ضخت ثقلها داخل الهند، تأتي ميتسوي فودوسان، أكبر مطور عقاري في اليابان، والتي بدأت نشاطها في البلاد عام 2020 عبر شراكة مع مجموعة RMZ الهندية، والشركة اليابانية تعود اليوم بخطط توسع أكثر جرأة، تشمل استثمارات جديدة تتراوح بين 30 و35 مليار ين، أي ما بين 190 و225 مليون دولار، وفق ما كشفته مصادر مقربة من المفاوضات.

كما قام وفد الإدارة العليا في الشركة مؤخرًا بجولات ميدانية في مومباي ومنطقة دلهي الكبرى، في مؤشر واضح على رغبة متزايدة لاقتناص فرص جديدة، وتعزيز الشراكات مع مطورين محليين، أما سوميتومو للعقارات والتنمية، ثالث أكبر مطور ياباني، فقد ذهبت في اتجاه أوسع بعد إعلانها ضخ 6.5 مليار دولار في خمسة مشروعات ضخمة داخل مومباي.

يأتي ذلك مع استمرار البحث عن أراضٍ جديدة بالقرب من مطار نافي مومباي لتوسيع محفظتها من المشروعات، وهذا التوسع لا يعكس فقط ثقة الشركة في السوق الهندية، بل يرسخ موقع مومباي، كواحدة من أسرع المدن نموًا في الطلب على العقارات التجارية.

ولا تقتصر المنافسة على اليابانيين وحدهم؛ فشركات أجنبية أخرى مثل بلاكستون الأميركية، عززت وجودها لتصبح أكبر مالك للعقارات التجارية في الهند، مع استثمار نحو نصف محفظتها البالغة 50 مليار دولار داخل السوق الهندية، ويُفضل المستثمرون الدوليون، شراء الأصول القائمة لتجنب التأخر المعتاد في تسليم المشروعات الجديدة، وهو تحدٍ معروف في قطاع العقارات الهندي.

وتستند موجة التوسع اليابانية إلى فروقات ضخمة في تكاليف البناء، إذ لا يتجاوز بناء مبنى مكتبي فاخر في مومباي 656 دولارًا للمتر المربع، مقارنة بـ4 آلاف دولار في طوكيو، و5,300 في لندن، وصولاً إلى 8 آلاف دولار في نيويورك، وهذه الفجوة الضخمة تجعل الهند فرصة ذهبية للشركات الباحثة عن عائدات أعلى؛ حيث تقدَّر العوائد السنوية في الهند بـ6% إلى 7%، مقارنة بـ2% إلى 4% فقط داخل اليابان، وفق تقديرات ديلويت.

كما يشهد السوق الهندي، ارتفاعًا لافتًا في الإيجارات، لا سيما في منطقة باندرا كورلا التجارية بمومباي، التي سجلت ارتفاعًا بلغ 14.2% في الربع الثالث، لتصبح الأسرع نموًا في أسيا والمحيط الهادئ، وهذا النمو السريع شكّل حافزًا إضافيًا للشركات اليابانية التي تفضل تطوير مشروعات جديدة من الصفر، وهو ما يمنحها القدرة على إدخال حلول تصميمية متقدمة، وفي أحد مشروعات سوميتومو الجديدة، تم استخدام هيكل فولاذي يوفر مكاتب بلا أعمدة، ما سمح للشركة بزيادة قيمة الإيجار بنسبة تصل إلى 40%، مع استقطاب مستأجرين من العيار الثقيل مثل بنك "جي بي مورغان".

وتتوسع قائمة الشركات اليابانية الحاضرة في الهند، لتشمل أسماء مثل دايبيرو وميتسوي “أو إس كيه لاينز”، والتي تدرس فرصًا في مشروعات سكنية ومراكز بيانات، ومع تدفق المزيد من المطورين اليابانيين إلى المدن الهندية الكبرى، يبدو أن السنوات المقبلة، ستشهد سباقًا أشد بين الشركات العالمية للاستفادة من تزايد الطلب والنمو القوي في واحد من أسرع الأسواق العقارية توسعًا في العالم.