الجمعة، 12 ديسمبر 2025

11:52 م

مليارات لا تكفي العالم.. تقرير يكشف اختلالات التمويل العالمي ويدعو لثورة في دعم التنمية المستدامة

الجمعة، 12 ديسمبر 2025 08:06 م

أهداف التنمية المستدامة

أهداف التنمية المستدامة

كشفت البيانات أن ميزانية منظومة الأمم المتحدة تمثل نحو 46 مليار دولار في عام 2023، وهي ضئيلة مقارنة بالإنفاق العسكري العالمي الذي بلغ 2.4 تريليون دولار، وهذا التباين يسلط الضوء على مفارقة كبرى، ففي وقت تزداد فيه الأزمات الدولية من نزاعات ونزوح وكوارث مناخية وأوبئة، يجد النظام الأممي نفسه يعاني من نقص التمويل.

ورغم أن الولايات المتحدة ساهمت بنحو 13 مليار دولار في ميزانية الأمم المتحدة عام 2023، فإن إنفاقها العسكري بلغ 916 مليار دولار، ما يظهر اختلالًا في ترتيب الأولويات عالميًا، والمطلوب اليوم وفقًا للمطالب المطروحة في إطار مؤتمر التمويل من أجل التنمية FfD4، ليس فقط سداد الميزانية بالكامل، بل زيادتها وتجنب أي تخفيضات، قد تعيق قدرة الأمم المتحدة على أداء دورها في إدارة الأزمات الدولية.

منظومة الأمم المتحدة

تمويل أهداف التنمية المستدامة.. التباطؤ يهدد تحقيق أهداف 2030

ومنذ اعتماد أهداف التنمية المستدامة في 2015، تراجع التمويل الرسمي المخصص لها بشكل واضح، فقد تأخرت الدول ذات الدخل المرتفع في رفع رؤوس أموال البنك الدولي وبقية المصارف التنموية متعددة الأطراف، ما أدى إلى اتساع الفجوة التمويلية للبلدان النامية، فغياب قواعد عادلة لإعادة هيكلة الديون، يترك الدول الفقيرة عالقة في دوامة الديون قصيرة الأجل ذات الفوائد المرتفعة، وهو ما يحد من قدرتها على الاستثمار في الصحة والتعليم والبنية التحتية.

كما جاءت الدعوة في FfD4 لزيادة التمويل الرسمي، وإعادة هيكلة الديون، وتوسيع حقوق السحب الخاصة عبر صندوق النقد الدولي كضرورة عاجلة وليست مجرد توصية.

 

حماية المشاعات العالمية.. الاستثمارات المناخية في مهب الريح

ويسلط التقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة، الضوء على الحاجة الملحة لتمويل حماية البيئة العالمية من الغابات المطيرة إلى المحيطات والمياه العذبة والأنظمة البيئية المختلفة، باعتبارها مشاعات عالمية تتطلب التزامات مشتركة، ورغم إنشاء صناديق متعددة مثل الصندوق الأخضر للمناخ وصندوق الخسائر والأضرار وصندوق التكيف، فإن مساهمات الدول الغنية لا تزال دون المستوى المطلوب لمواجهة الأزمة المناخية المتفاقمة.

ويشمل الحل المقترح، اعتماد مصادر تمويل مبتكرة، مثل الضرائب الدولية على الطيران والشحن والانبعاثات الكربونية، لضمان تدفق مستدام للموارد.

النظام المالي العالمي لتحقيق التنمية

 

إصلاح النظام المالي العالمي.. انحياز هيكلي ضد الدول الفقيرة

ويستعرض التقرير، أحد أكبر الاختلالات في الاقتصاد العالمي، وهو تدفق رؤوس الأموال نحو الاقتصادات الغنية، مقابل حرمان الدول النامية من التمويل حتى عندما تملك فرصًا استثمارية أعلى عائدًا.

ويرجع ذلك إلى عدة أشياء أبرزها، تصنيفات ائتمانية تمييزية تعاقب الدول الفقيرة تلقائيًا، وعقوبات اقتصادية واسعة النطاق تفرضها دول العملات الرئيسية، فضلًا عن سياسات صندوق النقد والبنك الدولي، والتي تقيد الاقتراض طويل الأجل الضروري لتمويل البنية التحتية، ومن هنا تأتي الدعوة لإصلاحات شاملة، تشمل إعادة تصميم نظام التصنيف الائتماني، وتحديث إطار استدامة الديون، وتوجيه المزيد من رؤوس الأموال إلى الدول ذات الاحتياجات التنموية الكبرى.

 

خارطة طريق لخروج قوي من مؤتمر FfD4

1. وثيقة أساسية تعبر عن الإجماع

وطالب الخبراء بأن يصدر عن المؤتمر إعلان قوي، يمثل إجماع الدول حتى دون حصول إجماع كامل بحيث لا يُسمح لدولة أو مجموعة صغيرة بعرقلة الإرادة الجماعية.

 

2. السماح بالتحفظات دون تعطيل القرارات

ويقترح التقرير الإبقاء على إمكانية تسجيل اعتراضات فردية، دون أن يعيق ذلك تنفيذ القرارات الداعمة للتنمية من قبل بقية الدول.

 

3. تمكين تحالفات الطموح العالي

وشجع المؤتمر الدول أو المجموعات الإقليمية الراغبة في التحرك السريع على إطلاق مبادرات رائدة تتجاوز المواقف التقليدية وتدفع الآخرين لرفع مستوى التزاماتهم.

 

4. قائمة إجراءات محددة بمواعيد واضحة

ويتضمن المقترح أربعة محاور رئيسية يجب قياس التقدم فيها بدقة، أبرزها تمويل كامل لميزانية الأمم المتحدة، وزيادة كبيرة في التمويل الرسمي وإعادة هيكلة الديون، وتمويل كافٍ لصناديق البيئة العالمية عبر آليات تمويل مبتكرة، وإصلاح شامل لأسواق رأس المال ولإطار الدين الدولي بحلول 2026.

هيكلة الديون

 

رسالة أمل وتفاؤل في عام اليوبيل

ورغم تعدد أزمات العالم من الحروب إلى تغير المناخ، يبقى الأمل قائمًا في قدرة المجتمع الدولي على إعادة رسم المسار، ويأتي إعلان عام 2025 “سنة يوبيلية” من قبل البابا الراحل فرنسيس، ليشكل دعوة روحية وأخلاقية لتعزيز التضامن العالمي، كما يدعو التقرير إلى أن يكون مؤتمر FfD4 نقطة تحول، ليس بالوعود فقط، بل بحشد الموارد الفعلية لتنفيذ التنمية المستدامة، مؤكدًا أن الجامعات والمنظمات الدولية، جاهزة لدعم هذه الجهود من أجل بناء المستقبل الذي نريده.

اقرأ أيضًا:-

فجوة تمويل التنمية وفرص الإنقاذ.. غياب العدالة يحصر الدول النامية بين شبح الفقر ونقص الموارد

2030 بين الطموح والواقع، من يقود التنمية المستدامة عالميًا قبل 5 سنوات من خط النهاية؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search