عام الحسم في أبل، من يخلف تيم كوك وسط سباق الذكاء الاصطناعي؟

الخميس، 27 نوفمبر 2025 10:08 ص

شركة أبل

يبدو أن عام 2026 قد يشكّل نقطة تحول حاسمة في تاريخ أبل، بعدما تسارعت المؤشرات التي تفيد بأن الشركة بدأت بالفعل في تقييم أسماء يمكن أن تتولى قيادة دفة الإدارة خلف تيم كوك، ورغم أن الرجل قاد الشركة خلال عقد ونصف من النمو المتواصل، ونجح في رفع قيمتها السوقية إلى ما يتجاوز حاجز أربعة تريليونات دولار لفترات متقطعة، فإن أسئلة ملحّة بدأت بالظهور حول مستقبل أبل في ظل التحولات التقنية المتسارعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.

بناء شبكة متكاملة من الخدمات والأجهزة المساندة

خلال سنوات قيادة كوك، ظل هاتف آيفون هو النجم الأول في منظومة الشركة، رغم التباطؤ العالمي في نمو سوق الهواتف الذكية، وقد استطاعت أبل بناء شبكة متكاملة من الخدمات والأجهزة المساندة حول الهاتف، مثل AirPods وساعة Apple Watch، إلى جانب تعزيز مكانة أجهزة ماك وآيباد في السوق، لكن رغم هذا النجاح، تبدو أبل في مفترق طرق جديد، إذ تواجه ضغوطًا لإعادة تعريف مستقبل منتجاتها قبل أن تتجاوزها المنافسة.

دمج مساعد ذكي أكثر تطورًا في نظام iOS

ويأتي الذكاء الاصطناعي كأكبر اختبار في المرحلة المقبلة، بعدما اضطرت الشركة لتأجيل بعض مزايا Apple Intelligence هذا العام، ومع امتلاكها قاعدة تتجاوز مليار مستخدم، فإن قدرتها على دمج مساعدات ذكية أكثر تطورًا في نظام iOS قد تكون عنصرًا حاسمًا في الحفاظ على ولاء المستخدمين، وفي حال تمكنت أبل من الارتقاء بسيري ليصبح مساعدًا قادرًا على إنجاز المهام بمجرد التوجيه الصوتي، وقد تبدأ دورة ترقية جديدة للآيفون، ولكن تأخرها أمام شركات مثل OpenAI التي باتت تطبيقاتها قادرة على تشغيل أدوات طرف ثالث من داخل ChatGPT يضع عبئًا إضافيًا على قيادة أبل الجديدة.

تقدم تقنيات شركة ميتا فب مجال النظارات الذكية

ورؤية أبل المستقبلية للأجهزة ما زالت غير واضحة، خصوصًا مع التساؤلات المتزايدة حول ما إذا كان عصر الهواتف الذكية يقترب من نهايته، وتأتي تجربة Vision Pro كمثال لمنتج لم ينجح في بلورة مفهوم جديد للحوسبة كما كانت تأمل الشركة، بينما تقدّمت ميتا بخطوات أجرأ في مجال النظارات الذكية الخفيفة، وهي فئة قد تغيّر شكل السوق خلال السنوات المقبلة، وترددت أبل في دخول سوق الروبوتات المنزلية، رغم أنه يُتوقع أن يصبح واحدًا من أكبر أسواق الأجهزة المدعمة بالذكاء الاصطناعي.

تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي

وتعزز هذه التحديات التكهنات بأن خليفة كوك قد يحتاج إلى قرارات جريئة تتجاوز سياسة التدرج التي اعتادها، وأبل التي عززت هيمنتها على مختلف عناصر سلسلة القيمة من الشرائح إلى البرمجيات قد تلجأ إلى الاستحواذ على شركات متقدمة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي لضمان استمرار هذا النهج، وبينما تواصل تسلا محاولة قيادة سباق السيارات الذاتية القيادة، تبدو أبل في موقف يستدعي إعادة صياغة أولوياتها بعد إلغاء مشروعها الخاص بالسيارة.

والتغيير المحتمل في قمة هرم القيادة داخل أبل لا يمثّل انتقالًا إداريًا فحسب، بل قد يكون إعلان دخول الشركة مرحلة جديدة تسعى فيها لإعادة تعريف علاقتها بالمستخدم وتحديد شكل الأجهزة التي ستقود السوق في العقد المقبل.