أبل وميتا تتصدّيان لتوغّل شركات التجسس الإسرائيلية داخل إدارة ترامب

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 02:40 ص

شركة أبل

تواجه شركتا أبل وميتا، المالكة لتطبيق واتساب تصاعدًا في التحديات الأمنية بعد تحركات شركات التجسس الإسرائيلية، لتعزيز وجودها داخل السوق الأميركية، وتتعهد الشركتان بمواصلة تحذير المستخدمين حول العالم، من أي محاولات لاختراق هواتفهم باستخدام برمجيات متطورة، تُستخدم من قبل حكومات أو جهات أمنية.

وتسعى ميتا وأبل، إلى التصدي لأي نشاط مشبوه مرتبط بشركتي Paragon Solutions وNSO Group، اللتين كثفتا اتصالاتهما مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، في محاولة لإعادة الدخول إلى السوق الأميركية.

حق الوصول إلى واحدة من أكثر أدوات القرصنة تطورًا في العالم

وتكشف صحيفة الجارديان البريطانية، أن شركة باراجون سوليوشنز المطورة لأداة التجسس Graphite، وقّعت اتفاقًا مع إدارة ترمب، يمنح وكالة الهجرة والجمارك الأميركية حق الوصول إلى واحدة من أكثر أدوات القرصنة تطورًا في العالم، كما تعيد هذه الصفقة الجدل حول العلاقة بين التكنولوجيا والأمن القومي، بعد أن كانت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، قد جمّدت العقد ذاته خلال إدارة الرئيس جو بايدن.

ويرجع السبب وراء ذلك، إلى مخاوف تتعلق بمدى توافقه مع الأمر التنفيذي الصادر عام 2023، والذي يحظر استخدام برامج تجسس أجنبية قد تشكل خطرًا على الأمن أو تمس بحقوق الإنسان، وتبدأ قصة الاتفاق عندما دخلت شركة باراجون في مفاوضات أولية مع وكالة الهجرة الأميركية عام 2024 في عهد بايدن.

ومرت الصفقة دون انتباه من البيت الأبيض حتى كشفت عنها مجلة Wired لاحقًا، حيث تؤكد المصادر أن المراجعة القانونية التي جرت وقتها، أدت إلى تعليقٍ مؤقتٍ للعقد قبل أن تُعيد إدارة الرئيس الأمريكي تفعيله هذا العام، الأمر الذي فتح الباب أمام استخدام أداة Graphite داخل الأراضي الأميركية، رغم التحذيرات المتكررة من منظمات الخصوصية.

تسهيل رفع القيود واستعادة الثقة مع الجهات الحكومية

وتسعى شركة NSO Group المطورة لبرنامج بيجاسوس الشهير، إلى إعادة بناء سمعتها داخل الولايات المتحدة بعد سنوات من الملاحقة والعقوبات، وتعيّن الشركة سفيرًا أميركيًا سابقًا كمستشار جديد لها بهدف تسهيل رفع القيود واستعادة الثقة مع الجهات الحكومية، وتندرج هذه الخطوة، ضمن محاولات أوسع لإعادة تأهيل شركات التجسس الإسرائيلية، التي تورطت سابقًا في عمليات اختراق طالت صحافيين ونشطاء وسياسيين حول العالم.

وجعلها ذلك تحت مجهر المجتمع الدولي لسنوات، في وقت يحذر خبراء الأمن السيبراني فيه، من أن تساهل الإدارة الأميركية الجديدة مع هذه الشركات، قد يفتح الباب أمام انتهاكات واسعة للخصوصية، إذ تظل أدوات مثل Graphite وPegasus، من أكثر البرمجيات قدرة على التسلل وجمع البيانات دون علم المستخدم.

ويرى المراقبون، أن إدماج هذه الأدوات في الأجهزة الأمنية الأميركية، قد يعيد الجدل حول حدود الرقابة الحكومية، ودور التكنولوجيا في السياسة، بينما تسعى شركات كبرى مثل أبل وميتا، إلى تعزيز الحماية والشفافية، للحفاظ على ثقة المستخدمين عالميًا.