الإثنين، 24 نوفمبر 2025

12:09 ص

صفحة "الداخلية المصرية" تناطح البيت الأبيض وتصل للعالمية.. قراءة في أسباب تفاعل وثقة الملايين

الأحد، 23 نوفمبر 2025 10:35 م

وزارة الداخلية المصرية

وزارة الداخلية المصرية

ميرنا البكري

احتلت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية المركز الثاني عالميًا بعد صفحة البيت الأبيض مباشرة بين الصفحات الحكومية من حيث عدد المتابعين، بأكثر من 24 مليون تفاعل خلال 3 أشهر، مما يكشف قدرة اتصالية ضخمة تحولت لجزء من القوة الناعمة للدولة، فهذا النجاح لا يؤثر بشكل مباشر على صورة الوزارة، لكنه ينعكس أيضًا على جاذبية مصر للاستثمار، واستقرارها الأمني، ومكانتها الدولية.

يأتي ذلك في عالم أصبح فيه التواصل الرقمي جزءا من قوة الدول ونفوذها، فاستطاعت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية أن تحقق إنجازا غير مسبوق فتصدرت المشهد العالمي كواحدة من أقوى الصفحات الحكومية على فيسبوك، ويعد هذا الإنجاز تحولا استراتيجيا في طريقة الدولة المصرية لإدارة المعلومات، والتواصل مع المواطنين، وصناعة الثقة العامة.

ويوضح هذا التحليل أسباب أهمية هذا الإنجاز، ودوافع حدوثه في هذا التوقيت تحديدًا، وكيف أصبحت المتغيرات الرقمية عنصرًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل الدولة خلال عامي 2025 و2026.

بعد

 القوة تكمن في التفاعل وليس بعدد المتابعين

جاء البيت الأبيض في المركز الأول بـ 12.48 مليون متابع، وبعده وزارة الداخلية المصرية بـ 12.08 مليون متابع في المركز الثاني عالميًا، وهذا رقم ضخم للغاية خاصةً عند إيجاد جهات كبرى مثل صفحة رئيس وزراء كامبوديا بـ 4.96 مليون متابع أو صفحة المؤتمر الوطني الهندي  بعدد متابعين بلغ 903 ألف، أو حتى وكالة الجمارك والهجرة الأمريكية التي بلغ عدد متابعيها 970 ألف.

أما بشأن التفاعل فوزارة الداخلية المصرية حققت 24.37 مليون تفاعل على 1780 منشور خلال 3 أشهر فقط، مما يعني معدل تفاعل غير مسبوق لأي صفحة حكومية في الشرق الأوسط بأكمله يوضح قدرة الصفحة على التأثير، بالإضافة إلى محتواها الذي يجذب الأفراد ويوصل الرسالة المستهدفة بشكل فعال.

الأثر الاقتصادي الحقيقي لنجاح وزارة الداخلية على السوشيال ميديا

النجاح الرقمي الكبير الذي تحققه وزارة الداخلية لم يعد مجرد أرقام  وإحصائيات على السوشيال ميديا، بل أصبح له وزن اقتصادي حقيقي ويؤثر على شكل الدولة أمام المستثمرين والعالم.

فهذا يمثل قوة ناعمة رقمية، فالدول الآن أصبحت تتنافس على من لديه حضور رقمي أقوى وليس اقتصاد أقوى، وحينما تحقق صفحة حكومية تفاعلا بالملايين، فهذا يعني وجود ثقة عامة أعلى وصورة دولية أقوى، مما ينعكس على ترتيب مصر في مؤشرات الحكومة الرقمية، فينعكس هذا التأثير في تحسين بيئة الاستثمار، كما يجعل الشركات والمؤسسات الدولية تتخذ قرارات بالدخول للسوق وهى على اطمئنان بأن التواصل الحكومي به وضوح وشفافية.

فهذا النجاح له دور مباشر في جذب الاستثمار الأجنبي (FDI)، فالمستثمر قبل أن يضع أمواله يبحث عن  بيئة مستقرة وواضحة، فعند إيجاد تواصل حكومي منتظم ومحتوى مُحدث، فالمخاطر لديه تقل والثقة تزداد مما يرفع احتمالية دخول استثمارات جديدة في قطاعات مهمة كالصناعة واللوجستيات والسياحة، بمعنى آخر التواصل الرقمي القوي يخلق إحساس بالأمان، ويتم ترجمة هذا الإحساس في استثمارات ضخمة.

أما على مستوى القطاعات الاقتصادية، فالتحسن الرقمي يؤثر بشكل مباشر على مجالات كالسياحة، فالمحتوى الأمني الإيجابي يطمئن السائحين ويزود الطلب على زيارة مصر، وأيضًا يؤثر على قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي، لأن نجاح صفحة الداخلية يخلق نموذج ناجح يشجع باقي الوزارات والهيئات للاستثمار أكثر في التحول الرقمي وأمن المعلومات وإدارة المحتوى، مما يفتح فرص جديدة لشركات التكنولوجيا والإعلام الرقمي.

فالنجاح الرقمي للحكومة ليس مجرد تفاعل، بل جزء من الاقتصاد ومن صورة الدولة، وأيضًا من قدرتها على جذب الاستثمار، كما تستخدم مصر في 2025 قوتها الرقمية بذكاء واضح في توجيه المستقبل.

لماذا نجحت وزارة الداخلية المصرية تحديدًا؟

هذا يعود لأنها تقدم محتوى سريع وواضح، فتغطية الأحداث الأمنية بشكل لحظي خلق حالة "مصداقية عالية"، بالإضافة إلى بيانات رسمية، وحملات توعية وجهود ميدانية وقضايا رأي عام فيرفع هذا التنوع معدل بقاء المستخدم على الصفحة.

فملايين المصريين باتوا ينتظرون ما تنشره الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية من أخبار متعلقة بالقبض على مرتكبي الجرائم وسرعة ضبطهم، وباتوا يتفاعلون مع الصفحة بشكل مكثف، ومع أي فيديو أو واقعة تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن جرائم من أي نوع في المجتمع وموثقة فيتم عمل “منشن” لصفحة وزارة الداخلية استنجادا بها، وهو ما يعكس حالة كبيرة من الثقة خٌلقت في نفوس المواطنين تجاه وزارة الداخلية، تلك الحالة ناتجة عن طمأنتهم بأن الشرطة المصرية ستتحرك فورا بمجرد ذكرها في التعليقات والشير من قبل الرواد السوشيال ميديا، ورغم الكم الكبير من الوقائع إلا أن الشرطة المصرية بكفاءتها تفاجىء المواطنين بسرعة ضبط الجناة في العديد من الجرائم بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث أو نشره.

فذلك هو السبب الرئيسي لانتشار الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية وهو تفاعل الصفحة بشكل سريع ومتواصل مع المواطنين، وفأصبحت مصدر ثقة وأمان بالنسبة لهم، وهو ما يعكس أهمية تفاعل المؤسسات الحكومية مع الجمهور.

أبرز التوقعات المستقبلية لعام 2026

1.من المتوقع أن يحدث قفزة أكبر في التفاعل، فمعدلات النمو الحالية تشير إلى أن الصفحة قد تصبح رقم 1 عالميًا خلال عام إذا استمر هذا  التفاعل.

 2. توسع الصفحة على منصات أخرى مثل TikTok وInstagram، مما يرفع التأثير على الفئات الشابة بشكل مباشر.

 3. دخول الدولة في مرحلة "الذكاء الاصطناعي الاتصالي"، فيُتوقع أن يتم تحليل بيانات التفاعل، بالإضافة إلى روبوتات الرد سريعة، وأيضًا قد يتم إنشاء محتوى تفاعلي بالذكاء الاصطناعي، مما يزود سرعة الاستجابة ومستوى الاحترافية.

 دلالات سياسية ومؤسسية مهمة

أصبحت مصر في نادي الدول التي تدير منصات التواصل كأداة استراتيجية وليس كوسيلة إعلامية فقط، ويعتبر صعود الداخلية في الترتيب العالمي أن المؤسسات المصرية أصبحت تنافس دول لديها بنية رقمية أكبر.

 القوة الرقمية، سلاح جديد في يد الدولة المصرية

تعتبر الأرقام السابقة إشارة واضحة بأن مصر تدخل بقوة في اقتصاد الاتصال الحكومي، وأصبح هذا المجال أساسيًا في جذب الاستثمار وإدارة الأزمات وتشكيل الانطباعات الدولية عن مصر، والمثير في الأمر أن صفحة وزارة الداخلية باتت تنافس صفحة البيت الأبيض نفسها، وهو ما يعكس انتقال مصر إلى مستوى جديد تمامًا في إدارة التواصل الحكومي، يقوم على السرعة والاحتراف والشفافية وتقديم محتوى قادر على التأثير وصناعة الثقة.

كيف تستفيد من خدمات المجندين بـ«الداخلية» إلكترونيًا؟ |صور - بوابة الأهرام
الموقع الرسمي لوزارة الداخلية المصرية

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالإضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search