الإثنين، 17 نوفمبر 2025

07:02 م

الدكتورة شيماء وجيه تكتب: تمويل المناخ ضرورة اقتصادية لإعادة توازن النمو في الاقتصادات الناشئة

الأحد، 16 نوفمبر 2025 08:32 م

الدكتورة شيماء وجيه الخبيرة الاقتصادية والمصرفية

الدكتورة شيماء وجيه الخبيرة الاقتصادية والمصرفية

يشهد العالم مرحلة دقيقة تعيد رسم حدود العلاقة بين الاقتصاد والمناخ، بعدما أصبحت تكلفة التغيرات المناخية تحديا مباشرا للسياسات المالية والنقدية في الدول النامية، فالمعادلة لم تعد بيئية فقط بل تحولت إلى معادلة اقتصادية شديدة الحساسية خاصة في ظل الارتفاع المتسارع في تكلفة الاقتراض عالميا و هو ما يجعل تنفيذ مشروعات التحول الأخضر في الاقتصادات الناشئة والتي تشمل مجالات متعددة مثل الكهرباء المتجددة والبنية التحتية المقاومة للمخاطر، وإدارة المياه، والنقل النظيف والتي مازالت تشهد جميعها تحديا تمويليا كبيرا وتتفاقم هذه الأزمة بشكل كبير عندما تتحول مشروعات المناخ إلى عبء على من تحملوا أقل قدر من المسؤولية التاريخية عن الانبعاثات حيث تستفيد الدول المتقدمة من قدرة تمويلية هائلة وأسواق رأسمالية مستقرة وهو ما خلق حالة من عدم التوازن المالي الذي ما زال يهدد قدرة عدد كبير من الاقتصادات على تنفيذ خططهم الوطنية للمناخ ويجعل مستقبل التحول الأخضر مرهونا بإرادة دولية لإصلاح هيكل التمويل.

كما أن معالجة هذه الفجوة تتطلب إعادة بناء منظومة التمويل الدولي بحيث تعتمد على أدوات تخفف المخاطر عن الدول النامية وتوسع من مشاركة القطاع الخاص وتدعم آليات مثل مبادلة الديون مقابل تنفيذ مشروعات خضراء وتوجيه حقوق السحب الخاصة نحو تمويل طويل الأجل منخفض التكلفة هذا إلى جانب ضرورة تعزيز دور بنوك التنمية متعددة الأطراف لتصبح شريكا تمويليا قادرا على تحمل المخاطر الأولية ومن ثم جذب استثمارات عالمية عبر تخفيض تكلفة رأس المال.

وتعد مصر أحد النماذج البارزة التي تعكس التحديات والفرص معا فقد اتخذت الدولة خطوات مهمة في مجال التمويل الأخضر ونجحت في إصدار أول سندات خضراء سيادية بالمنطقة إلى جانب تطوير إطار للتمويل المستدام وتوسيع نطاق المشروعات التي تعزز الأمن المائي والطاقة النظيفة و علي الرغم من ذلك فان فجوة التمويل لا تزال تمثل التحدي الأكبر وهو أمر مشترك بين معظم الاقتصادات الناشئة التي تحتاج إلى تدفقات مالية كبيرة للحفاظ على مسار نمو مستدام دون زيادة أعباء الدين و الجدير بالذكر هنا أن مستقبل تمويل المناخ مازال يتطلب تحولا شاملا في طريقة التفكير إذ لا يمكن أن تتحمل الاقتصادات الناشئة وحدها تكلفة تحول يخدم العالم بأكمله.

كما أن ربط السياسات المالية بالتحول الأخضر وتطوير أدوات لخفض المخاطر ووضع أطر تنظيمية جاذبة للاستثمار المستدام ستكون هي العوامل الحاسمة في جذب رؤوس الأموال الدولية ، وبذلك يصبح التمويل المناخي ليس مجرد خيار سياسي بل ضرورة اقتصادية لإعادة التوازن إلى النمو العالمي وضمان أن تكون مسارات التنمية في الدول النامية ومنها مصر قادرة على مواكبة التحولات المناخية دون التضحية باستقرارها المالي أو الاجتماعي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search