من الرهن 50 عاماً إلى شيكات الجمرك، مقترحات ترامب تثير جدلاً واسعاً بالأسواق الامريكية

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 11:52 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ميرنا البكري

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة الجدل في الأوساط الاقتصادية عبر سلسلة من المقترحات غير التقليدية، التي تتراوح بين مدّ فترات الرهن العقاري إلى 50 عاماً، ووعد الأمريكيين بشيكات نقدية بقيمة 2000 دولار يتم تمويلها من عائدات الرسوم الجمركية.

وبينما يراها أنصاره حلولاً مبتكرة لتخفيف الضغوط المعيشية، يحذر خبراء الاقتصاد من آثار جانبية قد تهدد استقرار الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.

تراجع أسعار فائدة الرهن العقاري في أمريكا بأعلى وتيرة منذ فبراير - جريدة البورصة — **الرهن العقاري في الولايات المتحدة**

الرهن العقاري 50 عام، حلم البيت أم فخ الديون؟

يعتقد ترامب أن أزمة الإسكان في أمريكا تحتاج لحل مختلف، فاقترح تمديد مدة الرهن العقاري من 30 لـ 50 عام، فتتركز فكرته ببساطة على انخفاض القسط الشهري، فالمواطن يستطيع شراء بيت بسهولة أكثر، لكن الكثير من الاقتصاديون يعتقدون العكس تمامًا، وأوضحوا أن هذه الفكرة قد تضرب الاقتصاد في العمق على المدى الطويل.

حينما تستمر فترة السداد، تزيد الفائدة الإجمالية الذي يدفعها المقترض بشكل ضخم، أي يظل الافراد غارقين في الديون لفترة أطول، مما يقلل من قدراتهم على الادخار أو الاستثمار في مجالات أخرى، وبالتالي سيضعف تراكم الثروة الشخصية التي هي أساس النمو في الاقتصاد الأمريكي، أيضًا قد يرتفع الإقبال على العقارات، فترتفع الأسعار ويتحول الحل المؤقت لأزمة تضخم عقاري جديدة.

وإذا لم تنفذ الفكرة بالكامل، فوجودها في النقاش العام يشير بأن إدارة ترامب تفكر بالفعل في تعديل قواعد التمويل العقاري، خاصةً مع الضغط الشعبي من ارتفاع أسعار المنازل في ولايات مثل كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس.

شيكات الجمرك، "هدايا" من أموال المستهلك

في خطوة أخرى بنفس الطابع الشعبوي، أعاد ترامب طرح فكرة صرف شيكات قيمتها 2000 دولار للأمريكيين من الطبقات المتوسطة والمنخفضة بتمويل من عوائد الرسوم الجمركية التي تحصلها الحكومة من الواردات.

لكن الحقيقة أن هذه المعادلة ليس بالبساطة التي يعرضها ترامب، فالخبراء أكدوا على أن المستهلك الأمريكي نفسه هو من يدفع تكاليف هذه الرسوم، لأن الشركات تنقل التكلفة للمستهلك النهائي في شكل أسعار أعلى، فتقوم أمريكا بتحصيل حوالي 225 مليار دولار سنويًا من الرسوم الجمركية.

إذا تم توزيع منها 2000 دولار على كل مواطن مستحق، المبلغ لن يكفي لتغطية العدد الهائل من المستفيدين، أي ستكون هذه الشيكات رمزية للغاية، فتخدم فكرة "شيكات الجمرك" خطاب ترامب الذي يحاول يظهر كمدافع عن المواطن البسيط ضد "الصين" و"النخب الاقتصادية"، لكن فعليًا إذا تم تنفيذها ستعمق عجز الموازنة الأمريكي خاصةً في ظل الديون التي تخطت 35 تريليون دولار، ومعدلات فائدة مرتفعة تكتم أنفاس الاقتصاد.

بين الجرأة والسيولة السياسية، منافع انتخابية أكثر منها اقتصادية

تمثل مقترحات ترامب الأخيرة مزيج واضح بين الخطاب الشعبوي والتحركات السياسية المحسوبة، فهو على دراية بأن الشارع الأمريكي مضغوط من التضخم، وارتفاع أسعار العقارات، وتكاد الطبقة المتوسطة أن تختفي، فيقدم لهم أفكار في ظهرها إنقاذ لهم حتى لو غير قابلة للتطبيق الكامل.

لكن تصريحات مثل هذه تزود حالة عدم اليقين في الأسواق، وتؤثر على توقعات المستثمرين والبنوك المركزية، فأي غموض في السياسة الاقتصادية الأمريكية ينعكس على سوق السندات والدولار، مما يجعل العالم بأكمله يتابع كل كلمة يقولها ترامب.

في النهاية، يستمر ترامب في طريقه المعتاد من اللعب على مشاعر المواطن وتقديم حلول "جاهزة وسريعة" لمشاكل معقدة، لكن من وجهة النظر الاقتصادية، فأغلب أفكاره مخاطرة أكثر منها إصلاح، فتمديد الرهن العقاري قد يخفف الضغط مؤقتًا لكن سيزود الديون على المدى الطويل، وشيكات الجمرك ستصبح عبء على المالية العامة أكثر من كونها دعم حقيقي.

الإغلاق الحكومي الأمريكي يتسبب في شلل سوق الرهن العقاري بـ 7 مليارات دولار

ترامب يطالب مجلس الشيوخ بإلغاء «الفيليبستر» لإنهاء الإغلاق الحكومي أخبار دونالد ترامب – الرسالة نت — **مقترحات ترامب الأخيرة مزيج واضح بين الخطاب الشعبوي والتحركات السياسية**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.