الجمعة، 14 نوفمبر 2025

05:24 م

شبح الانهيار ما زال بعيداً، الدولار يواصل الهيمنة العالمية رغم التراجع الأخير

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 02:58 م

الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي

كريم قنديل

يشهد الدولار الأمريكي مرحلة من التذبذب بين التراجع والقلق، وسط تحذيرات متزايدة من مؤسسات مالية كبرى حول مستقبله القريب، بعدما فقد مؤشر الدولار نحو 9% منذ بداية عام 2025، في أكبر هبوط له منذ 8 سنوات، وسط توقعات متفاوتة بشأن مسار العملة خلال الفترة المقبلة.

US Dollar has Lost 98% of its Purchasing Power Since 1971
الدولار الأمريكي يتراجع

تحذيرات من صدمة محتملة

الشرارة جاءت من رويال بنك أوف كندا، الذي شبّه الوضع الحالي بما جرى عقب فقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، حين فقد الدولار 40% من قيمته خلال سبع سنوات.

البنك حذّر من أن تزايد المديونية الأمريكية، وتحول أنماط التجارة العالمية، وارتفاع تقييمات الأسهم الأمريكية إلى مستويات غير واقعية، قد تضع العملة الأمريكية أمام سيناريو مشابه، إلا أن مؤسسات مالية أخرى مثل مورجان ستانلي ويو بي إس بدت أكثر تحفظاً، إذ ترجّح أن يهبط الدولار بنحو 10% فقط خلال 2026، مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة وتباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي.

قوة الدولار مسألة نفوذ وهيبة عالمية

الحديث عن انهيار كبير للدولار مبالغ فيه، وهيمنة العملة الخضراء لا تزال راسخة بفضل هيبة الولايات المتحدة وقدرتها على إدارة النظام المالي العالمي منذ فك الارتباط بالذهب عام 1973. 

إلى أن التراجع الحالي قد يساهم في امتصاص جزء من الضغوط، لكنه لا يعكس انهياراً هيكلياً، قائلاً: “قوة الدولار ليست مجرد شأن اقتصادي، بل سياسي أيضاً؛ فهي مرتبطة بمكانة واشنطن ونفوذها المالي عالمياً".

ترامب واستراتيجية الدولار، بين التراجع المؤقت والتنافس العالمي

العامل النقدي يظل محورياً في تحديد مسار الدولار، فبينما يرى كثيرون أن خفض الفائدة هو المحرك الرئيسي للتراجع، نرى الصورة أعقد من ذلك، إذ ما زالت العوائد على الأصول المقومة بالدولار “الأعلى عالمياً”، أما الاحتياطي الفيدرالي فسيتبع نهجاً حذراً لتفادي خفض متسرع، ما يبقي على جاذبية الدولار في المدى المتوسط.

من جانب آخر، يلمّح الخبراء إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب قد تتسامح مع ضعف العملة مرحلياً، لما لذلك من فوائد في تعزيز الصادرات الأمريكية وتقليص العجز التجاري، خاصة في ظل اشتداد المنافسة مع الصين وأوروبا.

البدائل الممكنة بعيدة المنال

رغم تصاعد الحديث عن نظام مالي متعدد الأقطاب، إلا أنه لا يوجد حتى الآن بديل عملي للدولار، وأن بناء ثقة مماثلة في أي عملة أخرى يتطلب عقوداً طويلة من الاستقرار والهيمنة المالية، لكن هناك عملات يُوصى بمراقبتها في المرحلة المقبلة أبرزها، الفرنك السويسري الأكثر استقراراً تاريخياً، والين الياباني الذي يُعد ملاذ تقليدي في أوقات الأزمات، واليورو "البديل الغربي" الأبرز رغم هشاشة التكتل الأوروبي أحياناً.

الدولار بين التراجع المؤقت والقوة الدائمة

رغم الضجيج المحيط بالعملة الأمريكية، لا تبدو مؤشرات الانهيار قريبة، فما يحدث هو تصحيح طبيعي بعد سنوات من القوة المفرطة للدولار، في وقت يعيد فيه العالم رسم خريطة النفوذ النقدي، لكن التاريخ يُذكر بأن الدولار لطالما تراجع ثم عاد أقوى، ما دام الاقتصاد الأمريكي قادراً على تجديد نفسه.

اقرأ أيضًا:

سعر الدولار ينخفض 4 قروش مقابل الجنيه المصري بمنتصف تعاملات الخميس

تصريحات "باول" تدفع مؤشر الدولار الأمريكي لمواصلة الصعود 0.33%

What triggered the sharpest dollar drop in 2025?
 لطالما تراجع الدولار ثم عاد أقوى ما دام الاقتصاد الأمريكي قادراً على تجديد نفسه

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search