الخميس، 13 نوفمبر 2025

08:36 م

من مكة إلى أنجولا، نوكيا تقود ثورة الاتصال الذكي في أكثر من 40 دولة ناشئة

الخميس، 13 نوفمبر 2025 04:26 م

شركة نوكيا

شركة نوكيا

ميرنا البكري

في عالم يتحول بسرعة رهيبة، أصبحت شبكات الجيل الخامس (5G) كلمة السر في أي خطة للتحول الرقمي أو النمو الاقتصادي، لكن ما يحدث في الشرق الأوسط وإفريقيا ليس تطوير شبكات فحسب، بل ثورة حقيقية في طريقة تواصل الدول والشركات والمجتمعات.

ومن خلال حوار حصري لـ "ميكو لافانتي" رئيس شبكات المحمول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بشركة نوكيا مع مجلة تيليكوم ريفيو، تم الكشف عن قدرة الشركة على إدارة هذه اللعبة بخطة متكاملة، فنوكيا تربط بين الذكاء الاصطناعي والاستدامة والبنية التحتية المتقدمة، وسنوضح في هذا التحليل الأحداث الحالية مع تسليط الضوء على سيناريوهات الفترة المقبلة.

تقارير تكشف.. هل تضر شبكة الجيل الخامس بالبيئة أم تحافظ عليها؟ | مجلة سيدتي
شبكات الجيل الخامس (5G)

 الجيل الخامس في الشرق الأوسط وإفريقيا، من رفاهية إلى ضرورة

تتميز هذه المنطقة بتنوع ضخم، فتمتلك دول الخليج كالسعودية والإمارات وقطر شبكات جيل خامس من الأكثر تطورًا في العالم، بينما في إفريقيا، لايزال الانتشار في بدايته لكنه يتوسع بسرعة مع توفير الطيف الترددي ودخول استثمارات ضخمة، فنوكيا لديه الآن عندها أكثر من 35 عميل في المنطقة يشغلون شبكات الجيل الخامس بالفعل، كما تسيطر على 30% من حصة السوق وهذا رقم قوي للغاية في سوق ينافس به عمالقة مثل إريكسون وهواوي.

اللافت أيضًا أن استخدام الجيل الخامس ليس في الهواتف فقط، لكن أيضًا في الوصول اللاسلكي الثابت (FWA) لتوصيل الإنترنت للمناطق التي لا يتوفر بها بنية تحتية، وأيضًا بث الفيديو بسرعات غير مسبوقة، وشبكات السلامة العامة كالتي تم بناؤها في أمريكا وأصبحت نموذجا عالميا، مما يعني أن الجيل الخامس بنية اقتصادية جديدة قد تغير شكل الإنتاج والخدمات في المنطقة بأكملها.

 قطاع الأعمال  المحرك الرئيسي، من الاتصالات للصناعة

تُعد واحدة من أهم النقاط التي ركز عليها "لافانتي"، أن قطاع المؤسسات أصبح محركا رئيسيا للأرباح، وتعمل نوكيا مع حكومات وشركات كبيرة لتأسيس شبكات صناعية، فمثلًا في بعض الدول العربية، يتم حالياً بناء شبكات خاصة للصناعات والطاقة والنقل، فقد تتحول هذه الشبكات لاحقاً لاستخدام عام، مما يعني تأسيس اقتصاد رقمي متكامل يبدأ من المصنع ويصل للمستهلك، بمعنى آخر الجيل الخامس لن يجعل الإنترنت أسرع فقط، بل سيخلق أيضًا مصانع أذكى، ومدن أذكى، وخدمات أكثر كفاءة وربحية.

 الذكاء الاصطناعي،عقل الشبكة وروح المستقبل

يتحول الحديث هنا من سرعة الإنترنت إلى ذكاء الشبكات نفسها، فنوكيا لا تعمل على شبكات الجيل الخامس فقط، لكنها أيضًأ تربط كل هذا بقدرات الذكاء الاصطناعي (AI) في التشغيل والإدارة وتحليل البيانات.

ومن أبرز المشاريع التي تم تنفيذها، شبكة Mantaray SON ذاتية التنظيم في مكة المكرمة والتي استخدمت الذكاء الاصطناعي وتقنيات الـ Autopilot لتنفيذ مليون عملية خلال 15 دقيقة وكانت تحتاج في الطبيعي 1200 مهندس يعملون 5 أيام، فهذا مثال واضح على قدرة الذكاء الاصطناعي على التفكير واتخاذ القرارات.

أيضًا نوكيا أسست منتدى عمليات الذكاء الاصطناعي العالمي بالشراكة مع شركات مثل SoftBank وT-Mobile US، وبمشاركة مشغلين من المنطقة، لكي توحد المعايير وتسرع التحول الذكي. فلم يعد الذكاء الاصطناعي رفاهية، بل أصبح الوقود الذي يشغل شبكات الاتصالات الحديثة ويخفض التكاليف ويزود الربحية.

 النقل والسكك الحديدية، الاتصالات تتحرك على القضبان

تُعد واحدة من أكثر النقاط المستقبلية التي كشفها الحوار، دخول نوكيا بقوة في مشاريع النقل والسكك الحديدية في السعودية والإمارات، فحاليًا يتحوّل نظام GSM-R القديم لنظام FRMCS المتطور، وهذا يمثل نقلة نوعية في أمان النقل والاتصال الفوري بين القطارات والمراكز.

ويُتوقع بحلول 2027 ستبدأ هذه الخدمات تعمل بالفعل، مما يعني أن الجيل الخامس سيصبح جزء أساسي من منظومة النقل الذكي في الخليج، أي ببساطة السيارات والقطارات والموانئ ستتحدث بلغة "البيانات السريعة والقرارات اللحظية".

 إفريقيا، سوق المستقبل وملعب الابتكار

"إفريقيا هي المستقبل" هذه الجملة قالها لافانتي بثقة، فيُتوقع للقارة السمراء أن يتجاوز سكانها 3 مليارات نسمة بحلول 2050، مما يعني طلب ضخم على الاتصال والطاقة والبنية التحتية، فتتحرك نوكيا هنا بطريقة مختلفة، فتركز على بناء  شبكات بالطاقة الشمسية للمناطق التي لا يتوفر بها كهرباء، واستخدام  أنظمة هجينة (بطاريات، ديزل) لتأمين التشغيل، بالإضافة إلى تمكين الفرق المحلية لكي تتخذ قرارات سريعة وتواكب احتياجات كل دولة.

أيضًا الشركة تحافظ على سمعتها كواحدة من أكثر الشركات التزامًا بالمعايير الأخلاقية عالميًا لمدة 9 سنوات متتالية، وهذا عامل مهم للغاية في كسب ثقة الحكومات الأفريقية، ببساطة لا تكتفي نوكيا ببناء شبكات، بل تبني مجتمعات متصلة ومستدامة.

أبرز التوقعات المستقبلية، كيف تبدو المرحلة المقبلة؟

1. قد يتسارع  انتشار الجيل الخامس بإفريقيا، خاصةً مع التمويل الدولي المتزايد في البنية التحتية الرقمية.

2. زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الشبكات وخفض تكاليف التشغيل بنسبة قد تصل لـ 30%.

3. صعود الاقتصاد الرقمي الصناعي في الخليج، من المصانع الذكية إلى النقل الذكي.

4. من الممكن أن يتوسع دور نوكيا كشريك استراتيجي وليس مزود تكنولوجيا.

الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي يعيدا تشكيل مستقبل المنطقة

يقود الشرق الأوسط التحول الرقمي بسرعات قياسية، وإفريقيا تلحق بخطى ثابتة، وكل هذا تحت مظلة شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي لكن النجاح الحقيقي ليس في الأبراج أو الكابلات، بل في القدرة على دمج التكنولوجيا في الاقتصاد اليومي، من الزراعة في أنجولا، للصناعة في السعودية، والنقل في الإمارات.

في النهاية، يُمكن القول أن نوكيا تبني منظومة اقتصادية جديدة قوامها الاتصال والذكاء والاستدامة.

اقرأ أيضًا:-

«إنترنت الأشياء» يعتمد على 5G لتشغيل 120 مليون جهاز بحلول 2030

خدمات الجيل الخامس تغير خريطة الاقتصاد الرقمي وتقلل تكاليف التشغيل بالمصانع

الجيل الخامس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: فرصة واعدة وسط تحديات كبيرة |  النهار
مستقبل الجيل الخامس في الشرق الأوسط وإفريقيا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search