خدمات الجيل الخامس تغير خريطة الاقتصاد الرقمي وتقلل تكاليف التشغيل بالمصانع

الإثنين، 10 نوفمبر 2025 06:51 م

الجيل الخامس- تعبيرية

محمد السيد

تشهد مصر استعدادات متسارعة لإطلاق خدمات الجيل الخامس بصورة تجارية خلال الفترة المقبلة، في ظل تنسيق بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول الأربع العاملة بالسوق المحلية وهي "فودافون" و"أورانج" و"اتصالات مصر" و"وي"، واستثمارات تطوير الشبكات وبناء البنية اللاسلكية اللازمة قد تتجاوز 1.3 مليار دولار خلال المراحل الأولى فقط، خصوصًا مع التخطيط لتوسيع نطاق التغطية عبر المدن الجديدة والمناطق الصناعية الكبرى مثل "العاشر من رمضان" و"السادس من أكتوبر" و"برج العرب".

تطبيق الجيل الخامس في المصانع يقلل متوسط تكاليف التشغيل

ويمتد تأثير الجيل الخامس إلى الصناعات الثقيلة والمناطق الصناعية الذكية، حيث تعتمد المصانع الحديثة على الروبوتات وأنظمة التحكم الآلي المعتمدة على الاتصال منخفض التأخير، وتشير بيانات Ericsson إلى أن تطبيق الجيل الخامس في المصانع يقلل متوسط تكاليف التشغيل بنسبة قد تصل إلى 25% بفضل تقليل الأخطاء البشرية وزيادة دقة التحكم ومراقبة خطوط الإنتاج ذاتيًا، ويتوقع أن تستفيد مناطق صناعية مثل مجمع تكنولوجيا الروبيكي لصناعة الجلود من تطبيقات الصيانة التنبؤية والتحكم في خطوط الإنتاج عن بعد.

تجربة روبوتات جراحية وأنظمة تشخيص بالذكاء الاصطناعي

أما في قطاع الصحة، فإن مستشفيات كبرى مثل "500500" و"مجمع مستشفيات وزارة الصحة بالعاصمة الإدارية" تستعد لتجربة روبوتات جراحية، وأنظمة تشخيص بالذكاء الاصطناعي معتمدة على سرعة نقل البيانات الفائقة، ويسمح الجيل الخامس بإجراء جراحات دقيقة عبر التحكم الآلي عن بعد، إذ تشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن الجراحة الروبوتية عبر شبكات فائقة السرعة يمكن أن تقلل نسبة المضاعفات الطبية بحوالي 18% مقارنة بالجراحات التقليدية، ما يشير إلى نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية داخل مصر.

مصر مركز إقليمي للربط بين سلاسل الإمداد في أوروبا وآسيا وأفريقيا

وفي مجال النقل واللوجستيات، يكون للجيل الخامس دور محوري في إدارة الموانئ والمطارات الذكية، وميناء شرق بورسعيد وميناء السخنة من أوائل المواقع المرشحة للاعتماد على أنظمة تتبع الحاويات ذاتيًا وربطها بمركبات نقل ذات توجيه تلقائي، ما يمكن أن يرفع كفاءة المناولة بنسبة تصل إلى 30% وفق تقارير شركة Huawei التي تشارك في مشاريع تطوير البنية الاتصالية بالموانئ، ومع دخول الجيل الخامس مرحلة التشغيل التجاري، تتجه مصر لوضع نفسها كمركز إقليمي رئيسي للربط بين سلاسل الإمداد في أوروبا وآسيا وأفريقيا.