خبراء لـ"إيجي إن": خدمات الجيل الخامس تعيد رسم ملامح الاقتصاد المصري

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 04:09 م

الجيل الخامس

محمد السيد

يمثل دخول تقنيات الجيل الخامس إلى السوق المصرية محطة فاصلة في مسار التحول الرقمي، إذ لا يقتصر تأثيرها على تعزيز كفاءة البنية التحتية للاتصالات فحسب، بل يمتد ليشكل رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني عبر إتاحة خدمات رقمية أكثر سرعة وموثوقية، ومع ما توفره هذه التقنية من قدرات هائلة في نقل البيانات بزمن استجابة فائق الانخفاض، فإن قطاعات حيوية مثل النقل والتعليم والصحة ستشهد طفرة غير مسبوقة، بدءًا من تطوير أنظمة النقل الذكي، مرورًا بالتعليم التفاعلي القائم على الواقع الافتراضي، وصولًا إلى الطب عن بُعد وتشخيص الأمراض باستخدام تقنيات متقدمة، ما يجعل الجيل الخامس أحد المحركات الأساسية لإعادة رسم ملامح الاقتصاد المصري خلال السنوات المقبلة.

الدكتور حمدي الجمل- الخبير الاقتصادي

خبير اقتصادي: خدمات الجيل الخامس وسيلة لدعم الاقتصاد المصري

قال الدكتور حمدي الجمل، الخبير الاقتصادي، إن تقنيات الجيل الخامس تمثل أداة مهمة لدعم الاقتصاد المصري، ويبقى الأهم كيفية توظيفها في إطار استراتيجيات واضحة للتصنيع والتنمية، وأي تطور في شبكات الإنترنت ينعكس بالضرورة على سرعة المعاملات وتخزين البيانات، وهو ما يجعل شبكات الجيل الخامس عنصرًا أساسيًا في تسريع دورة العمل داخل القطاعات الصناعية والخدمية.

صناعة المعرفة هي الركيزة الأساسية لمستقبل الدول

وأضاف الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن السؤال الجوهري ليس في تبني الجيل الرابع أو الخامس بحد ذاته، وإنما في وجود خطط خمسية وعشرية تحدد الصناعات التي تحتاجها مصر خلال السنوات المقبلة، مثل الصناعات الزراعية التحويلية، وصناعات البنية التحتية، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأن الجيل الخامس يجب أن يُنظر إليه كبنية تحتية داعمة لهذه القطاعات، وليس هدفًا منفصلًا، وأن "صناعة المعرفة" هي الركيزة الأساسية لمستقبل الدول.

نقلة نوعية في مجالات الصناعة والاقتصاد الرقمي

أوضح “الجمل”، أن الثورة التكنولوجية الحالية، القائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات، تتيح فرصة جديدة لمصر والعالم العربي لتعويض ما فاتهم من ثورات زراعية وصناعية سابقة، ولكن امتلاك أدوات مثل الجيل الخامس دون استغلالها الفعلي يشبه امتلاك طائرة لا تُستخدم في السفر، أو سيارة لا تُستغل في التنقل، ومن ثمّ، فإن التحدي الحقيقي يكمن في استثمار هذه البنية لتحقيق نقلة نوعية في مجالات الصناعة والاقتصاد الرقمي.

التنمية الشاملة

أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن العائد المتوقع من توظيف الجيل الخامس، لا يقاس فقط بالأرقام أو المكاسب أو نسب النمو، بل بالتنمية الشاملة التي تنعكس على حياة المواطنين، وأن الجيل الخامس سيعزز من تطبيقات التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، بحيث تصبح معظم التعاملات المالية إلكترونية، على غرار ما يحدث في الصين حيث تراجعت المعاملات النقدية لصالح التطبيقات البنكية، كما سيساعد على تطوير خدمات أخرى مثل الرعاية الصحية والتطبيقات الطبية، شريطة أن تكون البنية التحتية مؤمنة ضد أي اختراقات.

تطوير برامج التعليم والتدريب لتأهيل الشباب

أكد “الجمل”، أن تأثير خدمات الجيل الخامس على سوق العمل، تثبت أن التكنولوجيا لا تقلص فرص العمل بقدر ما تعيد تشكيلها، وقد تلغي وظائف تقليدية لكنها تخلق عشرات الوظائف الجديدة، والدليل صناعة الهواتف الذكية التي جمعت بين الهاتف والكاميرا والفيديو والكمبيوتر، وخلقت صناعات جديدة بالكامل، وأن مصر بالفعل تمتلك تجارب ناجحة في صناعة الخدمات مثل مراكز التعهيد، التي بات الشباب من خلالها يقدمون خدمات لعملاء حول العالم وهم جالسون في منازلهم، والتكنولوجيا قد تُظهر اندثار بعض الصناعات، لكنها دائمًا تفتح آفاقًا لصناعات وفرص عمل جديدة، ولذا علينا تطوير برامج التعليم والتدريب لتأهيل الشباب لهذه المرحلة".

الدكتورة حنان رمسيس

خبير أسواق المال: الجيل الخامس بوابة الاقتصاد المصري لعصر الاستثمار والابتكار

قالت الدكتورة حنان رمسيس، خبير أسواق المال، إن استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ولم يعد مقتصرًا فقط على الاتصالات أو السرعة في الإنترنت، بل امتد تأثيره إلى مجالات اقتصادية واستثمارية متنوعة، وأن هذه التقنية تتيح حلولًا ذكية للمشكلات الاقتصادية، وتساعد في إعداد دراسات جدوى أكثر دقة للمشروعات الجديدة والقائمة، فضلًا عن دورها في تعزيز الشمول المالي الذي يمثل محور اهتمام عالمي.

تسهيل عمليات التداول بالبورصات

وأضافت خبير أسواق المال، في تصريحات خاصة لـ"إيجي إن"، أن تطبيقات الجيل الخامس ظهرت بوضوح في أسواق المال، حيث يسهم في تسهيل عمليات التداول بالبورصات، سواء في العقود الآجلة أو الأسهم والسندات، كما أنه يتيح للمستثمرين اختيار البدائل الاستثمارية الأنسب وفقًا لعوامل مثل تحمل المخاطر والقدرة على الصبر، وأن كثيرين تحولوا من الخسارة إلى الربح بفضل الاستفادة من هذه التكنولوجيا، كما شجعت الأفراد على استثمار أموالهم الراكدة بطرق مبتكرة، خاصة فئة الشباب الأكثر تفاعلًا مع البنية التحتية الرقمية.

دعم قرارات الاستثمار المباشر

وأوضحت “رمسيس”، أن الجيل الخامس لا يقتصر على التداولات، بل يمتد إلى دعم قرارات الاستثمار المباشر، سواء بإنشاء مشروعات جديدة أو تطوير القائم منها أو تغيير أنشطتها لتجنب الخسائر، وأن الاعتماد على البيانات المتاحة عبر هذه التقنية يمنح المستثمرين القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة وسليمة، وفي الوقت ذاته يمثل دليلًا عمليًا يمكن للآخرين الاستفادة منه بطرق مختلفة.

توفير الوقت والجهد والتكاليف المرتبطة باتخاذ القرارات الاقتصادية

وأكدت “رمسيس”، أن العائد الاقتصادي المتوقع على مصر من تبني تقنيات الجيل الخامس، تتمثل في توفير الوقت والجهد والتكاليف المرتبطة باتخاذ القرارات الاقتصادية، إلى جانب رفع كفاءة دراسات الجدوى، وأن الاعتماد على بيانات دقيقة يقلل من احتمالات إعادة إعداد الدراسات المكلفة بعد بدء تنفيذ المشروعات، مما يعني خفضًا ملحوظًا في النفقات وزيادة في معدلات النجاح.

التوسع في استخدام الجيل الخامس

أوضحت "رمسيس"، أن مستقبل الوظائف في ظل التوسع في استخدام الجيل الخامس، قد تؤدي إلى تقليص بعض الوظائف التقليدية التي يمكن للمجتمع الاستغناء عنها تدريجيًا، لكنها في المقابل ستفتح المجال أمام وظائف جديدة تتماشى مع التطور التكنولوجي، وأن هذه المرحلة ستمنح المبدعين فرصًا أكبر للصعود الوظيفي بشكل أسرع من أي سلم تقليدي، مما يتيح لهم إبراز قدراتهم وإيجاد مكان حقيقي لهم في سوق العمل.