أسواق ذكية تجذب الاستثمارات العالمية، الجيل الخامس يشكل ملامح الصناعات المصرية

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 10:58 ص

الجيل الخامس

محمد السيد

مع دخول تقنيات الجيل الخامس إلى السوق المصري، بدأت تتشكل ملامح اقتصاد جديد يعتمد على الخدمات الذكية والصناعات الرقمية، وأن اعتماد شبكات الجيل الخامس في مصر قد يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.2% سنويًا خلال الفترة من 2025 إلى 2035، وهو ما يعادل إضافة أكثر من 20 مليار دولار للاقتصاد خلال عقد واحد، وهذه الأرقام تضع مصر في موقع تنافسي قوي مقارنة بدول المنطقة التي تتسابق أيضًا على استقطاب الاستثمارات التقنية.

تقليل معدلات الحوادث

قطاع النقل يعتبر من أبرز المستفيدين من هذه التقنية، حيث ستعتمد مشروعات البنية التحتية الجديدة مثل القطار الكهربائي السريع على الاتصال الفائق الذي يقدمه الجيل الخامس لضمان تتبع المركبات بدقة وزمن استجابة لا يتجاوز 1 ملي ثانية، وهذا التطور من شأنه تقليل معدلات الحوادث بنسبة قد تصل إلى 40%، وفقًا لتقديرات هيئة الطرق والكباري، إضافة إلى تحسين كفاءة التشغيل وتوفير ما يقارب 3 مليارات جنيه سنويًا من تكاليف الصيانة والإدارة.

تطوير حلول مبتكرة في مجالات الواقع المعزز

يفتح الجيل الخامس الباب أمام شركات التكنولوجيا الناشئة في مصر لتطوير حلول مبتكرة في مجالات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، وقد أعلنت وزارة الاتصالات عن إطلاق حاضنات أعمال جديدة مخصصة لشركات الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس بتمويل يتجاوز 500 مليون جنيه، ما يمنح رواد الأعمال فرصة دخول أسواق عالمية بخدمات مصرية الصنع، ويؤكد خبراء أن هذه المبادرات قد تخلق أكثر من 200 ألف وظيفة جديدة بحلول 2030 في مجالات البرمجة، الأمن السيبراني، وتحليل البيانات.

منصات سحابية توفر بيانات فورية للأطباء

كما أن قطاع الصحة والتعليم سيشهدان طفرة نوعية بفضل الجيل الخامس، وفي الصحة، ستتمكن المستشفيات من ربط أجهزة التشخيص والمراقبة بمنصات سحابية توفر بيانات فورية للأطباء، وهو ما قد يخفض معدل الأخطاء الطبية بنسبة 25%، وفي التعليم، ستسمح هذه التقنية ببث محاضرات عالية الجودة بتقنيات الواقع الافتراضي إلى طلاب في القرى النائية، وهو ما قد يرفع نسب الالتحاق بالجامعات إلى 45% مقارنة بـ 32% حاليًا، وبذلك يصبح الجيل الخامس ليس مجرد تقنية اتصال، بل رافعة استراتيجية لإعادة رسم خريطة الاقتصاد المصري.