الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

03:13 م

توقعات مقلقة تلوح في الأفق، فائض كبير يهدد سوق النفط العالمي حتى منتصف 2026

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 11:00 ص

النفط

النفط

نفيسه محمود

تتجه أسواق النفط العالمية نحو مواجهة تحدٍ كبير يتمثل في تراكم هائل بالمخزونات، وهو ما يُتوقع أن يستمر من الربع الأخير لعام 2025 وصولاً إلى النصف الأول من عام 2026، وفقاً لتوقعات جديدة أصدرها محللون.

ويأتي هذا التنبؤ المقلق بعد أشهر من الاستقرار النسبي الذي شهد تداول خام برنت في نطاق ضيق بين 65 و70 دولاراً للبرميل، لكن المحللين يشيرون حاليًا إلى وجود قوتين متضادتين تحكمان السوق: توقعات بارتفاع الإنتاج وتراكم المخزون من جهة، وعوامل دعم طفيفة تمنع انهيار الأسعار من جهة أخرى.

وتُبنى هذه المخاوف بشكل رئيسي على أحداث السوق الجارية، حيث تخوض منظمة "أوبك+" صراعًا للاحتفاظ بحصتها السوقية أمام التوسع المتزايد لإنتاج النفط الصخري الأمريكي، وتتفاقم الأزمة بسبب المخاوف من تجاوز دول مثل كازاخستان والعراق لحصص الإنتاج المقررة لها ضمن الاتفاق، مما يزيد من احتمالية حدوث تخمة في المعروض.

تواقعان بتراكم مخزونات النفط إلى 4 ملايين برميل يوميًا في 2026

وجاءت توقعات وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤيدة للتحليلات، فقد صرحتا أن التراكم في المخزونات سيصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا، هذا الحجم الضخم لم يحدث من قبل في تاريخ سوق النفط، ويعتبر كارثة على الأسعار، لأن آخر مرة شهد سوق النفط تراكم هائل في المخزون، نتج عنه انهيار في الأسعار.

ويشير الخبراء أنه يمكن السيطرة على هذا الفائض، فالصين التي تعتبر أكبر الدول استرادًا للنفط، تحتاج إلى تخزين كميات ضخمة منه، وحاليًا فإن نصف مستودعاتها فارغة، ومن المتوقع أن تحتاج الصين لشراء كميات ضخمة لسد هذا العجز، وبالتأكيد سينتج عنه تقليل هذا الفائض المتوقع وبالتالي لن تصل الأسعار للانهيار الذي توقعته وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

كما يوجد مجموعة أخرى من المحللون ينفون هذه التوقعات من أصلها، معتمدون أنهم لا يرون أي بوادر تشير لتراكم ضخم في المخزونات، فمؤشرات إنتاج دول أوروبا والولايات المتحدة للنفط تنفي هذه التوقعات، لكن قد تنهار الأسعار بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة وخاصة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، الذي سيجعل أرباح النفط الأمريكي تنخفض، بالتبعية ستضطر شركات النفط الأمريكية إلى خفض استثماراتها مما سيسبب في النهاية زيادة تباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي، بالتالي تقليل حجم تراكمات المخزون.

إنتاج النفط 

توقعات الأسعار الفترة المقبلة

هناك توقعات أن خام برنت سيواجه انخفاضًا خلال الربع الرابع من 2025، حتى لو لم يكن حجم تراكم المخزون مرتفع كما توقعت وكالة الطاقة الدولية، وسيصل سعر برميل برنت إلى 60 دولارًا، وقد يصل إلى 55 دولارًا، هذه التوقعات قد تبدوا غريبة وخاصة مع ارتفاع أسعار النفط في اليوم الـ11 من نوفمبر 2025.

وتستمر توقعات المحللين، بأنهم يتوقعون بأن الأسعار سترتفع خلال الربع الأول من 2026، وستواصل الزيادة في الربع الثاني والثالث من 2026، وتواصل التوقعات أن منتجات الديزل ستشهد ارتفاع خلال عام 2026 بأكمله، بمعنى ارتفاع هوامش ربح منتجات الديزل.

أما بالنسبة للوقود، فتشير التوقعات أن النوع عالي الكبريت (HSFO 3.5%)، ستنخفض أسعاره، و النوع منخفض الكبريت (VLSFO 0.5%)، من المتوقع أن تستقر أسعاره وقد ترتفع خلال 2026، على الرغم من حالة الانخفاض الذي يعاني منها في السوق الآن.

وببساطة، يتوقع المحللون، أن أنواع الوقود الثقيل مثل HSFO أو VLSFO، سترتفع أسعارها خلال 2026، وستجني أرباحًا أكبر بكثير من خام برنت، وهذا سيكون بسبب إما ارتفاع أسعارها متفوقة عن ارتفاع سعر خام برنت، أو انخفاض أسعار ولكن بمعدل أقل من الانخفاض الذي سيتأثر به خام برنت.

التوقعات تشير إلى فرصة لتقليل التكاليف التشغيلية للكثير من شركات

هذه التوقعات ممكن أن تكون فرصة لتقليل التكاليف التشغيلية للكثير من شركات الطيران وشركات الشحن والنقل والصناعة، وكل الجهات المستهلكة لكميات كبيرة من النقود، فإذا كانت الأسعار ستنخفض بالفعل في خلال الربع الرابع من 2025، فستكون فرصة للمستهلكين لشراء الكميات التي يحتاجونها، وبالتالي سيحمون أنفسهم من ارتفاع الأسعار المحتمل في 2026.

هذه التوصيات خاصة بالديزل والجازويل ووقد الطائرات وأنواع الوقود الثقيل، ولكن يجب التأكيد على نقطة مهمة جدًا وهي أن توقعات المحللين تشير إلى هبوط في الأسعار الفورية خلال الربع الرابع من 2025، ولكن لن تهبط العقود الآجلة لعام 2026 بنفس معدل انخفاض الأسعار الفورية، لأنه كما ذكرنا فإن استمرار شراء الصين للنفط مع تراجع إنتاج أمريكا، سيجعل الأسعار تنتعش.

لذلك تم اقتراح حل بديل وهو “استراتيجيات الخيارات”، بمعنى إبرام عقد بين المشترى وبائع النفط، بسعر محدد مسبقًا، مع دفع علاوة صغيرة، ,إذا ارتفعت الأسعار عن المتفق عليه، يكون لدى المشتري الحق في الشراء بالسعر المحدد سابقًا، أما إذا انخفضت الأسعار، يستطيع فسخ العقد والشراء من الأسواق، ويكون قد خسر العلاوة التي دفعها فقط.

جدول توقعات الأسعار من بلومبرج

اقرأ أيضًا:

ارتفاع أسعار النفط نهاية تعاملات الاثنين وسط مخاوف بشأن فائض البترول

هل اقتربت "لوك أويل" الروسية للنفط من تجميد أعمالها في العراق؟ (تفاصيل)

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search