الإثنين، 10 نوفمبر 2025

02:24 م

لماذا تتحول الشركات نحو الأسهم الخاصة؟

الإثنين، 10 نوفمبر 2025 10:20 ص

الأسهم

الأسهم

على مدار العقود الأربعة الماضية، شهدت الأسهم الخاصة تحولاً كبيرًا، وما بدأ كمجموعة صغيرة من الشركات المؤسسة التي تركز على عمليات الشراء بالرافعة المالية، أصبح اليوم قطاعًا عالميًا يشهد منافسة شديدة على الصفقات ورأس المال.

في بداياتها، كانت الاستراتيجية في كثير من الشركات محدودة للغاية، وغالبًا ما كانت تقتصر على الحصول على الصفقة التالية وزيادة الرافعة المالية لتحقيق الأرباح، ومع الأزمة المالية العالمية، بدأ التركيز يتحول نحو بناء نموذج واضح ومستدام للعائدات، بعيدًا عن الاعتماد على أدوات الهندسة المالية فقط.

ومع تعافي الأسواق ووفرة السيولة، انشغلت الشركات مرة أخرى بالصفقات، وظهرت فترة من الاستفادة القصوى من أسعار الفائدة المنخفضة وارتفاع قيمة الأصول، وهنا تكمن الدروس الأساسية، الشركات التي ستقود القطاع في المستقبل هي تلك التي وضعت رؤية واضحة للمجالات التي تريد المنافسة فيها، مع استراتيجية جريئة وقابلة للتطبيق.

ضغوط على العوائد والهامش المالي

الهامش المالي للشركات في الأسهم الخاصة أصبح تحت ضغط متزايد، رغم أن نموذج الرسوم التقليدي ما زال سائدًا، إلا أن المنافسة على رأس المال دفعت العديد من الشركات لتقديم تنازلات ضمنية في الرسوم، بالإضافة إلى ذلك، يشهد القطاع تقاربًا متزايدًا بين الأسواق الخاصة والعامة، حيث بدأت شركات إدارة الثروات التقليدية مثل Vanguard و Franklin Templeton بتقديم منتجات بديلة للمستثمرين الأفراد برسوم أقل، مما يزيد الضغط على هوامش الأرباح التقليدية لشركات الأسهم الخاصة.

ومع غياب الفوائد المنخفضة السابقة وارتفاع التكاليف، أصبح التركيز على تحسين أداء الشركات المحفظية أمرًا ضروريًا لتحقيق العوائد، وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة في المواهب والقدرات التحليلية والتكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا:

التوقعات الاقتصادية علم أم حظ، وكيف يمكن للمستثمر الوثوق بالأرقام؟

تحديات جمع الأموال الجديدة

جمع الأموال أصبح أكثر صعوبة، حيث يتركز رأس المال في أيدي أكبر الشركات ذات السمعة الموثوقة أو تلك التي تمتلك سجل أداء قوي، وللفوز في هذا السباق، أصبح من الضروري تبني فرق علاقات مستثمرين محترفة، تشبه فرق المبيعات في الشركات الكبرى، بدلاً من الاعتماد على الاجتماعات غير الرسمية.

ومن المتوقع أن يشهد القطاع نموًا كبيرًا في مصادر رأس المال الجديدة، مثل الثروات الفردية والصناديق السيادية، التي قد تمثل نحو 60% من النمو المتوقع في الأصول المدارة خلال العقد المقبل، وبالتالي، الشركات التي تستطيع بناء علاقات قوية مع هذه المصادر الجديدة ستكتسب ميزة تنافسية كبيرة.

أسهم الشركات

حجم الشركة وأهميته الاستراتيجية

في الماضي، كان يمكن لشركة صغيرة وناجحة تحقيق عوائد قوية دون الحاجة إلى التوسع الكبير، واليوم، ومع نضوج الصناعة، أصبح الحجم ميزة واضحة. 

الشركات الكبيرة تتمتع بكفاءة أعلى، وتستطيع الاستثمار في فرق متخصصة في القطاعات أو التكنولوجيا الحديثة، وتحسين العمليات الداخلية بشكل أفضل، لكن التوسع ليس مجرد هدف بحد ذاته. الشركات الناجحة هي التي تحدد نموذجها الخاص في خلق القيمة، وتستثمر في المجالات الصحيحة لتحقيق أفضل العوائد دون فقدان التخصص أو الجودة.

اقرأ أيضًا:

أعلى 10 شركات قيمة سوقية في العالم لعام 2025، ممثل عربي وحيد

التحركات الاستراتيجية والاندماجات

مع أهمية الحجم المتزايدة، أصبح النمو العضوي وحده غير كافي، وبدأت عمليات الدمج والاستحواذ الاستراتيجية بالتصاعد، منذ عام 2021، شهد القطاع أكثر من 180 صفقة اندماج واستحواذ، بهدف زيادة الحصة السوقية، والتوسع الجغرافي، أو تعزيز القدرات التجارية والتوزيعية.

الاندماجات الكبرى مثل استحواذ EQT على Baring Private Equity Asia بقيمة 7.5 مليار دولار أو استحواذ BlackRock على HPS Investment Partners بقيمة 12 مليار دولار تظهر كيف يمكن لهذه التحركات أن تعيد تشكيل المنافسة في السوق.

الأسهم

استراتيجية واضحة.. ضرورة لا غنى عنها

الاستراتيجية لم تكن أبدًا أكثر أهمية من اليوم، وتواجه الشركات منافسة شديدة على الاستثمارات، ورأس المال، والمواهب، والضغوط الاقتصادية، تآكل الرسوم، وتوسع مصادر رأس المال الجديدة كلها عوامل تجبر الشركات على تحديد هويتها وما يميزها عن المنافسين.

وضع استراتيجية ناجحة يبدأ بتحديد الطموح الخاص بالشركة، وفهم ما يجعلها مختلفة، ثم بناء خطة عملية للوصول إلى أهدافها، فالنمو وحده لا يكفي، ويجب أن يكون مدعومًا بتفرد حقيقي وميزة تنافسية مستدامة.

الأسهم الخاصة دخلت مرحلة جديدة، حيث المنافسة أشد، والفرص أقل اتساعًا، والتكلفة أعلى، والشركات التي ستنجح هي تلك التي وضعت استراتيجيات واضحة، واستثمرت في القدرات الصحيحة، وركزت على ما يميزها في السوق. البقاء على قيد المنافسة لم يعد أمرًا تلقائيًا، بل يتطلب رؤية واضحة وخطة دقيقة للسنوات المقبلة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search