السبت، 08 نوفمبر 2025

01:33 م

سوق النفط العالمية على أعتاب فائض قياسي.. الأسعار بين ضغوط الإمدادات وتباطؤ الطلب

السبت، 08 نوفمبر 2025 11:08 ص

سوق النفط العالمية

سوق النفط العالمية

تواجه أسواق النفط العالمية حالة من عدم اليقين غير المسبوق، في ظل تحذيرات متزايدة من احتمالية تسجيل فائض قياسي في المعروض خلال العام المقبل 2026، ما قد يضغط على الأسعار ويعيد ترتيب توازنات السوق الدولية، وكشفت تقديرات وكالة الطاقة الدولية والبنك الدولي، أن فائض المعروض العالمي، قد يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا في 2026، أي أعلى بمقدار 1.6 مليون برميل عن ذروة فائض عام 2020 أثناء جائحة كورونا، وهو مستوى لم يشهده السوق منذ سنوات طويلة.

ويأتي هذا الفائض المتوقع، نتيجة التقاء عدة عوامل، أبرزها تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط، وزيادة الإنتاج من خارج تحالف "أوبك+" بقيادة الأمريكتين، إلى جانب قدرة بعض الدول الأعضاء في "أوبك" على زيادة إنتاجها لتعويض أي نقص محتمل.

روسنفت

 

العقوبات الأمريكية وتأثيرها المحدود على السوق

وفي الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات على شركتي النفط الروسيتين "روسنفت" و"لوك أويل"، معلنة عن منع صادرات نحو 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الروسي، يشير خبراء إلى أن تأثير هذه العقوبات على السوق العالمية، سيكون محدودًا نسبيًا. 

كما بدأت تدفقات التجارة العالمية بالتكيف سريعًا مع هذه العقوبات، حيث تحركت دول مثل الهند والصين، لتعويض النقص في الإمدادات عبر شراء النفط الروسي عبر كيانات غير خاضعة للعقوبات أو استبداله بإمدادات بديلة، ما ساعد على توازن السوق نسبيًا، ورغم أن كبار منتجي النفط حذروا من تأثير العقوبات على الإمدادات، فإن الواقع العملي، يشير إلى قدرة السوق على امتصاص جزء من هذا الصدمة من خلال إعادة توجيه الطلب والتجارة الدولية.

اقرأ أيضًا:-

لإعادة ملء الاحتياطي، أمريكا تخطط لشراء مليون برميل نفط

فائض عالمي متوقع وانعكاساته على الأسعار

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية وصول فائض المعروض إلى 2.3 مليون برميل يوميًا في 2025، قبل أن يرتفع إلى 4 ملايين برميل يوميًا في 2026، وهو ما يتطلب ردة فعل سريعة من منتجي النفط للحد من تأثيره على الأسعار، ويعزى هذا التوسع في المعروض جزئيًا، إلى زيادة الإنتاج في الأمريكتين، وانخفاض نمو الطلب بسبب تباطؤ الاستهلاك في الصين، وانتعاش السيارات الكهربائية، والتي بدأت تؤثر على الطلب على النفط الخام.

وسجلت أسعار النفط تراجعًا خلال العام الحالي 2025، نتيجة زيادة الإمدادات من "أوبك+" ومنافسيها، إلى جانب التوترات التجارية المستمرة والمخاوف بشأن فائض المعروض، مع ظهور ارتفاعات قصيرة الأمد تتعلق بالأحداث الجيوسياسية، ويتوقع البنك الدولي انخفاض خام برنت إلى نحو 60 دولارًا للبرميل في 2026، وهو أدنى مستوى في خمس سنوات، قبل أن يرتفع إلى 65 دولارًا مع استقرار ظروف السوق.

أوبك

 

إستراتيجيات التعويض والتخزين

ويرى المحللون أن بعض الدول مثل الصين، بدأت في امتصاص فائض المعروض عبر تخزين احتياطيات نفطية تتجاوز احتياجاتها المحلية، ما ساعد في الحد من الانخفاض المحتمل للأسعار، كما ارتفع الطلب على النفط الروسي في الهند والشرق الأوسط، خاصة مع انخفاض أسعار الخام، ما أدى إلى تقليص حدة الفائض في السوق.

وتظل هذه الديناميكيات مؤشرًا واضحًا على أن السوق العالمي، لا يعتمد فقط على العقوبات أو قرارات "أوبك+"، بل على قدرة الدول والمشترين الرئيسيين، على إعادة توجيه الطلب والاستفادة من التغيرات السعرية.

 

اقرأ أيضًا:-

النفط يهبط بنهاية تعاملات اليوم تتراجع وسط قلق بشأن قرار أوبك+ بتجميد الإنتاج

استجابة أوبك+

وفي ضوء هذه التحديات، أوقفت "أوبك+" زيادات الإنتاج المخطط لها في أوائل 2026، في محاولة لتجنب تراجع الأسعار، وتقييم آثار العقوبات على روسيا، كما يظل تحالف "أوبك+" في موقف إستراتيجي حساس، حيث أي زيادة في الإنتاج، قد تؤدي إلى اتساع الفائض، بينما أي تقييد غير محسوب للإنتاج، قد يخلق ضغطًا على الأسعار على المدى القصير. 

وفي الوقت ذاته، تظل الأسواق متأثرة بعدم اليقين السياسي والتجاري، وهو ما يزيد من حساسية السوق تجاه أي تغيرات في العرض أو الطلب.

سوق النفط العالمي

 

سوق النفط العالمي على مفترق طرق

وتوضح التوقعات أن سوق النفط العالمي على مفترق طرق، مع احتمالية تسجيل فائض قياسي في المعروض خلال 2026، ورغم المخاطر التي يشكلها الفائض على الأسعار، فإن استجابة الأسواق، وتدفق التجارة العالمية، وقدرة "أوبك+" على إدارة الإنتاج، إلى جانب تخزين الاحتياطيات الإستراتيجية، يمكن أن تخفف من حدة هذا الفائض. 

ومع ذلك، يبقى المستقبل غير مؤكد، حيث يمكن لأي تغير في المعروض أو الطلب، أن يؤدي بسرعة إلى تقلبات كبيرة في الأسعار العالمية، والسوق اليوم أكثر حساسية وتعقيدًا من أي وقت مضى، كما يحتاج المنتجون والمستهلكون على حدٍ سواءٍ، إلى متابعة التطورات السياسية والاقتصادية عن كثب، لتقييم مسار الأسعار والطلب في العام المقبل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search