السبت، 08 نوفمبر 2025

06:09 م

هل يلمع الذهب في زيمبابوي وسط خفوت بريق الدولار؟

السبت، 08 نوفمبر 2025 01:04 م

زيمبابوي جولد

زيمبابوي جولد

تتردد في ذاكرة زيمبابوي، صور التضخم الجامح الذي اجتاح اقتصادها قبل أكثر من عقد، حيث أصبحت ورقة المئة تريليون دولار، رمزًا للفشل النقدي والفوضى المالية، وبعد عدة محاولات لإحياء العملة الوطنية، أطلقت الحكومة في أبريل 2024، تجربة جديدة بإصدار عملة مدعومة بالذهب، عرفت باسم "زيمبابوي جولد" أو "زيج" (ZiG)، لتصبح هذه المحاولة السادسة منذ 2008. 

  • ويكمن السؤال الكبير في هل الذهب وحده قادر على إعادة الثقة إلى اقتصاد أنهكه الفشل الإداري وعقود من الاضطراب؟
زيمبابوي جولد

جذور الفشل النقدي

وتعود أزمة زيمبابوي النقدية إلى سنوات من سوء الإدارة والفساد، إلا أن ذروة الانهيار كانت في 2008، عندما وصل التضخم الشهري إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 79.6 مليون بالمئة، فيما كان السبب الرئيسي هو تمويل العجز الحكومي عبر طباعة النقود، ما أدى إلى انهيار كامل للعملة الوطنية، وفقدان الثقة بها.

وفي 2009، لجأت البلاد إلى الدولار الأمريكي، كحل مؤقت لإنقاذ اقتصادها من الانهيار، وهو ما ساهم في استقرار الأسعار نسبيًا، بفضل تحسن احتياطيات النقد الأجنبي وتدفقات الحوالات المالية، لكن هذه الدولرة الكاملة، جعلت البلاد تفقد سيادتها النقدية، ما دفع الحكومة للعودة إلى العملة الوطنية في 2019، مع بداية موجة جديدة من الضغوط التضخمية، التي هددت استقرار الاقتصاد.

 

اقرأ أيضًا:-

مصر ومجموعة "بريكس"، خطة استراتيجية لكسر هيمنة الدولار

إطلاق العملة الذهبية

وفي أبريل 2024، بدأت العملة الجديدة المدعومة بالذهب والأصول الأخرى (نحو 900 مليون دولار تشمل عملات أجنبية ومعادن ثمينة) التداول، فيما أعلن محافظ البنك المركزي، أن احتياطيات الذهب ارتفعت إلى 3.4 طن بحلول يونيو 2025، مقارنة بـ1.6 طن قبل عام، مع التزامٍ بإجراء تدقيق مستقل للذهب مرة واحدة على الأقل سنويًا.

ولزيادة الطلب على الـ"زيج" وتقليص هيمنة الدولار، فرضت الحكومة على الشركات، دفع نصف التزاماتها الضريبية بالعملة المحلية ونصفها بالدولار، ورغم هذه الإجراءات، ظل الدولار المهيمن على السوق، ما يعكس صعوبة كسر الاعتماد على العملة الأجنبية، بعد سنوات من فقدان الثقة في العملة الوطنية.

زيمبابوي جولد

 

انهيار العملة مجددًا

ولم تمض سوى خمسة أشهر على الإطلاق الرسمي للـ"زيج"، حتى شهدت العملة انخفاضًا كبيرًا في قيمتها، ففي الـ27 من سبتمبر 2024، خفض البنك المركزي سعر الصرف الرسمي بنسبة 42.55%، ليصل إلى 26.36 زيج لكل دولار، وسط تضخم شهري بلغ 37.2% بالعملة المحلية، مقارنة بزيادة طفيفة بلغت 0.7% عند احتسابها بالدولار. 

أما في السوق الموازية، فارتفع السعر إلى ما بين 35 و38 زيج لكل دولار، ما يعكس فقدان حوالي 94% من القيمة الأصلية له في السوق غير الرسمية.

 

اقرأ أيضًا:-

هيمنة الدولار تحت الحصار، هل يقترب عصر الهيمنة النقدية الأمريكية من نهايته؟

 

التحديات الهيكلية

ويعترف المحللون بأن استقرار العملة، لن يكون ممكنًا دون إصلاحات هيكلية، فالديون الخارجية البالغة 21 مليار دولار، إلى جانب الفساد وضعف المؤسسات، تمثل عقبات كبرى أمام الثقة بالعملة، ويدعو صندوق النقد الدولي، الحكومة إلى وضع خارطة طريق واضحة لإلغاء الدولرة، والانتقال إلى نظام عملة وطنية واحدة، محذرًا من أن غموض آلية سعر الصرف والتحويلات، يفاقم القلق لدى المستثمرين.

احتياطي زيمبابوي من الذهب

 

الذهب والإنتاج القياسي

ووسط هذه التحديات، سجلت زيمبابوي إنتاجًا قياسيًا من الذهب، بلغ 37 طنًا بين يناير وسبتمبر 2025، ويرى بعض الخبراء أن زيادة التدفقات الذهبية، تساهم في خفض التضخم إلى أقل من 20% بحلول أوائل 2026، مقارنة بأكثر من 25% في سبتمبر 2024، لكنهم يشددون على أن الذهب سيظل غطاءً رمزيًا مؤقتًا، إذا لم تتبع الحكومة إصلاحات شاملة، إذ يمكن أن يتحول من عامل دعم إلى مجرد رمز فشل، إذا لم تُعالج أزمات الديون والفساد.

وتقدم تجربة العملة الزيمبابوية درسًا مزدوجًا في الاقتصاد والسياسة، فمن جهة يثبت الذهب أنه أداة لإعادة الثقة جزئيًا في العملة، ومن جهة أخرى، يبرز أن استقرار النقد، يحتاج إلى أكثر من مجرد دعم معدني، فالنجاح الحقيقي للعملة الوطنية في الدولة الإفريقية، لن يتحقق إلا عبر إصلاحات مالية عميقة وشفافية وضوابط صارمة على الإنفاق العام والديون، وليس بمجرد لمعان الذهب وحده.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search