السبت، 01 نوفمبر 2025

04:47 م

من إعلان تلفزيوني إلى أزمة دولية، كندا تعتذر وترامب يفرض الرسوم

السبت، 01 نوفمبر 2025 12:40 م

كندا والولايات المتحدة الامريكية

كندا والولايات المتحدة الامريكية

ميرنا البكري

في عالم السياسة الكلمة لها ثمن ولا تكون دائمًا بسيطة، فأوقات كلمة تهدىء الأزمة، وأوقات أخرى تشعل حرب تجارية، وهذا ما حدث بين كندا وأمريكا>

,أثار إعلان بسيط في أونتاريو غضب دونالد ترامب، فقرر يرد بطريقته المعتادة وهي رسوم جمركية جديدة وتجميد المحادثات التجارية، ومن هنا بدأت الازمة تكبر حتى اضطر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الاعتذار لترامب بنفسه على العشاء في قمة "أبك" بكوريا الجنوبية، وتوضح هذه القصة مدى قدرة الكلمة على هز اقتصاد بأكمله، حيث تحول إعلان بسيط لمعركة بين أكبر شريكين تجاريين في أمريكا الشمالية.

جريدة الرياض | كندا تتوعد بفرض
ترامب يفرض رسوم جمركية على كندا

بداية القصة، إعلان صغير فجر أزمة كبيرة

كان يتضن هذا الإعلان مقطع من خطاب قديم لرونالد ريجان يوضح فيه أن الرسوم الجمركية تسبب حروب تجارية وكوارث اقتصادية أي يعتبر هجوم غير مباشر على سياسة ترامب التجارية، ومن ثم أعلن ترامب زيادة الرسوم على واردات كندا، ووقف المحادثات التجارية التي كانت تسير بين البلدين، مما أدى إلى توتر سياسي وقلق اقتصادي يتسلل لأسواق البلدين.

 الاقتصاد الكندي تحت الضغط، والسوق يتنفس بصعوبة

تعتمد كندا بشكل ضخم على السوق الأمريكي خاصةً في الصادرات الصناعية والمعادن والأخشاب وقطع السيارات، فأي رسوم جديدة تعني أن الشركات الكندية ستخسر جزء من قدرتها التنافسية في أمريكا، فقد تبدأ المصانع تقلل إنتاجها، هذا بخلاف أن الدولار الكندي قد يتراجع مع زيادة حالة القلق وبالتالي يصبح القطاع الصناعي أول ضحية في النزاع الجديد.

 سلاسل التوريد في مهب الريح

لا تقتصرعلاقة كندا وأمريكا على التبادل التجاري فحسب، بل تتشابك سلاسل إمداد كلًا منهما كخيوط نسيج واحد، فالرسوم الجديدة تعني تكلفة أعلى على المصنعين الأمريكيين الذين يعتمدون على مواد خام كندية والعكس صحيح، مما يدفع الشركات للبحث عن بدائل من آسيا أو أمريكا اللاتينية، لكن هذا التحول مكلف للغاية ويستغرق وقتًا طويلًا، فالنظام بأكمله يتعرض لهزة قصيرة المدى.

 كندا بين الاعتذار والدفاع عن مصالحها

حاول مارك كارني امتصاص الغضب الأمريكي باعتذار دبلوماسي واضح لترامب، كما أوضح أنه عارض الإعلان وطلب بعدم بثه، لكن حتى مع الاعتذار، فتأثير القرار الأمريكي ليس بسيطًا، فهذه الرسوم تؤدي إلى لجوء أوتاوا للبحث عن تحالفات تجارية بديلة، وقد يحدث في الفترة المقبلة اندفاع كندي لتقوية العلاقات مع أوروبا وآسيا لكي تقلل الاعتماد الكبير على السوق الأمريكي.

 ترامب يربح سياسيًَا، لكن من يتحمل الفاتورة؟

يسعى ترامب ليظهر بأنه يدافع عن "المنتج الأمريكي"، لكن الحقيقة أن هذه الرسوم تعود لتضرب  الشركات الأمريكية نفسها، وذلك لأن السلع الكندية جزء من خطوط الإنتاج الأمريكية، فكل زيادة جمركية تعني تكلفة أعلى على المستهلك الأمريكي، مما يزود الضغوط التضخمية التي تحاول الإدارة الأمريكية السيطرة عليها منذ شهور، أي قد يكسب ترامب سياسيًا، لكنه سيخسر على المستوى الاقتصادي قريبًا.

 أزمة مؤقتة أم بداية حرب جديدة؟

يُعد السيناريو الأقرب حالياً أن هذه الازمة ستستمر لعدة أسابيع أو شهر حتى تهدأ التوترات ويتم التفاهم من خلال القنوات الدبلوماسية، لكن إذا استمرت هذه الرسوم، ستؤثر على النمو الكندي الذي قد يتراجع بنقطة أو أكثر، ومن الممكن أن تضعف العملة الكندية  مقابل الدولار، أما في الولايات المتحدة، سيحدث ضغط تضخمي خفيف وأسعار أعلى لبعض السلع.

 السياسة تلعب بالنار والاقتصاد يحترق

ما حدث  بين كندا وترامب مثال كلاسيكي على أن السياسة قد تصبح أسرع من الاقتصاد، لكن دائمًا الاقتصاد هو الذي يدفع الفاتورة، فبعد اعتذار مارك كارني خطوة ذكية لتطويق الأزمة، لكن ما انكسر بين البلدين يحتاج وقت لإصلاحه، قفي زمن الحمائية والتصعيد، حتى إعلان تليفزيوني ق يؤدي إلى حرب تجارية.

اقرأ أيضًا:-

ترامب يعلن زيادة الرسوم الجمركية على كندا بنسبة 10% إضافية

البيت الأبيض: ترامب محبط بشأن المفاوضات التجارية مع كندا

صحيفة المنار - أبرز الخلافات الاقتصادية بين كندا وأمريكا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search