الإثنين، 27 أكتوبر 2025

06:26 م

البنوك الرقمية في الخليج، تنافس بين نموذج الإمارات المؤسسي وقفزة السعودية المستقلة

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 03:10 م

السعودية والإمارات

السعودية والإمارات

ميرنا البكري

في عالم تتسارع به التكنولوجيا بشكل غير مسبوق، لم يعد التحول الرقمي في القطاع المالي رفاهية بل أصبح مؤشر قوة اقتصادية وتنظيمية، وفي الشرق الأوسط  ظهر السباق الحقيقي بين السعودية والإمارات ليس على جذب الاستثمارات أو بناء مدن ذكية فقط، لكن أيضًا قيادة نموذج المصرف الرقمي المتكامل الذي يربط بين التقنية والتشريعات وتجربة العميل.

 مشهد البنوك الرقمية، من الفكرة للتنفيذ

اختارت الإمارات طريق التطوير من الداخل، فالبنوك الكبرى مثل مصرف أبوظبي الإسلامي ركزت على بناء أذرع رقمية قوية ومنصات مصرفية ذكية بدلًا من إطلاق بنوك رقمية مستقلة بالكامل، ونتج عن هذه الاستراتيجية تجربة عميل ناضجة للغاية تدمج بين القنوات المادية والرقمية في "تسويق شامل" يجعل المعاملة البنكية جزء من حياة المستخدم اليومية، أما المملكة العربية السعودية اختارت القفزة المباشرة من إطلاق STC Bank وD360 Bank لبناء منظومة مصرفية رقمية مستقلة بالكامل.

وصلت نسبة المعاملات المالية الرقمية لـ 79% في 2024 من أعلى المعدلات في العالم، مما يوضح أن السعودية لا تحاكي التجربة العالمية فقط، لكنها تخلق نموذجها الخاص الذي يناسب سوق محلي ضخم وشباب يحتاج الحلول الرقمية.

 التمويل المفتوح، من التنظيم إلى التطبيق

بالنظر إلى التنظيم والرؤية المستقبلية، فالإمارات تتقدم بخطوة واضحة، فهي أول دولة في المنطقة وضعت إطار تنظيمي متكامل للتمويل المفتوح من خلال شركة نبراس للتمويل المفتوح، والهدف ليس مجرد تنظيم السوق لكن خلق بيئة متشابكة بين البنوك وشركات التكنولوجيا العالمية تستطيع العمل بحرية وشفافية.

أما السعودية فدخلت المرحلة التجريبية بسرعة مذهلة، وتم نقل البنك المركزي السعودي من المصرفية المفتوحة إلى المدفوعات المفتوحة والتمويل المفتوح التجريبي فعليًا، وبدأ الربط العملي بين البنوك وشركات التقنية المالية، مما يعني أن السعودية حولت الخطط لتطبيق حقيقي أسرع من أي سوق عربي آخر.

تفاصيل وموعد إطلاق أول بنك رقمي في مصر
البنوك الرقمية

 بيئة الابتكار والاستثمار، من يقود الزخم؟

هنا بدأت الصورة تتعقد قليلًا، فالإمارات لديها حوالي 329 شركة تكنولوجيا المالية بمعدل 29.7 شركة لكل مليون نسمة، وهذا رقم مذهل يجعلها واحدة من أكثف الأسواق بالعالم من حيث الكثافة الابتكارية.

يوجد في دبي بمفردها أكثر من 200 شركة مما يعكس دورها كمركز إقليمي يجذب المواهب والشركات التي تستهدف الأسواق الإقليمية والعالمية وليس السوق المحلية فقط.

في المقابل يوجد في المملكة  280 شركة تكنولوجيا مالية، لكن المفاجأة أن حجم التمويل الذي تجذبه الشركات أكبر، وفي 2023 وصل حجم الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المالية بالمملكة لـ 1.7 مليار دولار عبر 33 صفقة، مقابل 591 مليون دولار في الإمارات عبر 44 صفقة، بمعنى آخر الإمارات لديها الكم، والسعودية تتبع الكيف من استثمارات أكبر وشركات ناضجة تجذب تمويلات ضخمة من مستثمرين دوليين.

  العملات الرقمية والبنية التحتية الذكية

تسير كلًا من العملات الرقمية والبنية التحتية الذكية بخطوات محسوبة في مجال العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، لكن الإمارات سبقت بالفعل بتنفيذ أول تسوية فعلية عابرة للحدود بالدرهم الرقمي مع الصين ضمن مشروع mBridge، أما السعودية فلازالت في المرحلة التجريبية المتقدمة، مما يعكس تحفظها الممنهج لضمان أمان المنظومة قبل التعميم، مما يعطي الإمارات أفضلية مؤقتة في الجانب "التطبيقي العالمي"، بينما السعودية تركز على "التكامل الآمن والمستدام" داخليًا.

المؤشرات العالمية والمكانة التنافسية

في مؤشر الشمول المالي العالمي 2025، تحتل الإمارات المركز 22 عالميًا، كما حققت واحدة من أكبر القفزات على مستوى المؤشرات الفرعية، وتأتي السعودية في المركز 30 عالميًا، لكنها سجلت ثاني أكبر تحسن في العالم ضمن ركيزة دعم النظام المالي.

وفي مؤشر المراكز المالية العالمية، جاءت دبي في المركز 12 عالميًا والأول إقليميًا، وأبوظبي في المركز 38، وحققت الرياض أيضًا  قفزة قوية وصلت بها للمركز 71 بعد أن كانت متأخرة بأكثر من 20 مركز قبل عاميين.

يؤكد كل هذا أن الفجوة بين العاصمتين ليست بعيدة كما كان الوضع في الماضي، وأن الرياض أصبحت على الطريق السريع لتكون مركز مالي إقليمي منافس لدبي.

 من يتصدر المشهد في السنوات المقبلة؟

ستشهد السنوات المقبلة توازن ديناميكي بين العملاقين، وتظل الإمارات متقدمة في التشريعات والحوكمة والتنظيم الذكي للتمويل المفتوح، كما سيزداد تفوق المملكة في حجم السوق وقوة التنفيذ والنتائج الاقتصادية خاصةً مع رؤية 2030 التي تجعل  الابتكار المالي جزء من التحول الوطني الكبير.

كفتين شبه متعادلتين، لكن بزخم سعودي أكبر في السنوات القادمة خاصةً إذا استمرت المملكة بنفس وتيرة النمو في التكنولوجيا المالية والاستثمار.

 منافسة إيجابية ترسم مستقبل الخليج المالي

يُعد السباق بين السعودية والإمارات منافسة إيجابية تدفع المنطقة كلها للأمام، فالإمارات تبني القواعد والتنظيمات التي تحفز الابتكار العالمي، والسعودية تنفذ على أرض الواقع بسرعة وشجاعة، وفي النهاية النجاح الحقيقي ليس في من يتصدر المؤشر لكن في أن الخليج بأكمله يصبح مركز مالي رقمي عالمي يتعامل بلغات متعددة وعملات رقمية آمنة، ويصدر للعالم نموذج فريد من التكامل بين التقنية والاقتصاد.

اقرأ أيضًا:-

باستثمارات تفوق 3 مليارات دولار، شركات التكنولوجيا المالية تتحدي البنوك التقليدية

طفرة التكنولوجيا المالية، ملامح التحول الاقتصادي في مصر والعالم

المصرف المركزي» يبدأ تنفيذ «الدرهم الرقمي» - الاتحاد للأخبار
الدرهم الرقمي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search