الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

12:32 ص

هروب جماعي يهز اقتصاد تل أبيب، رحيل أكثر من 125 ألف إسرائيلي خلال عامين

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 06:34 م

اسرائيل وغزة

اسرائيل وغزة

بعد عامين من الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وتصاعد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، نجحت الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية والتركية، في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مع هدنة مؤقتة أعادت بعض الهدوء.

ورغم الهجمات العنيفة للجيش الإسرائيلي والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة، إلا أن الحرب أثرت بعمق على الداخل الإسرائيلي، مع انقسامات سياسية واجتماعية حادة وتراجع اقتصادي واضح، متمثلاً في موجة هجرة غير مسبوقة.

نزوح جماعي غير مسبوق من إسرائيل

كشف تقرير مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، أن أكثر من 125 ألف إسرائيلي غادروا البلاد بين مطلع 2022 ومنتصف 2024، في أكبر موجة نزوح لرأس المال البشري تشهده إسرائيل منذ تأسيسها.

وأوضح التقرير أن هذه الظاهرة تفاقمت خلال الحرب في غزة، لتتحول من حركة مغادرة محدودة إلى تسونامي من الإسرائيليين الذين يختارون مغادرة البلاد، بحسب وصف رئيس اللجنة، النائب جلعاد كريف، مؤكداً أن الحكومة لا تمتلك خطة واضحة للتعامل مع الأزمة، وأن اللجنة ستعمل على معالجتها في المستقبل.

 

أرقام تكشف حجم الأزمة

وأظهر التقرير، أن صافي ميزان الهجرة السلبي، أي الفارق بين المغادرين دون نية للعودة والعائدين لفترات طويلة، بلغ نحو 125200 ألف شخص خلال عامين ونصف فقط.

وفي عام 2022 غادر 59400 ألف إسرائيلي، وارتفع الرقم في عام 2023 إلى 82800 ألف شخص، بينما غادر 50 ألفًا إضافيين في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024.

كما بلغ متوسط عدد المهاجرين سنويًا بين عامي 2009 و2021 نحو 40500 ألف شخص فقط، ما يعكس تضاعف المعدل خلال فترة قصيرة.

أما على صعيد العائدين، فقد سجل عام 2022 عودة 29600 ألف شخص، مقابل 24200 ألفًا في 2023، و12100 ألفًا فقط حتى أغسطس 2024، في مؤشر واضح على تراجع الرغبة في الاستقرار داخل البلاد.

دوافع سياسية وأمنية

أوضحت أبحاث الدكتورة ليلاخ ليف آري، من كلية أورانيم أن دوافع الهجرة تغيّرت جذريًا، فبينما كانت الأسباب الاقتصادية والتعليمية هي الدافع الأساس في العقود الماضية، أصبحت العوامل السياسية والأمنية هي المحرك الرئيسي اليوم.

كما أوضح داني زاكن، من مؤسسة التأمين الوطني أن عدد طلبات إلغاء الإقامة تضاعف أكثر من ثلاث مرات، من نحو 2500 طلب سنويًا قبل 2021 إلى 8400 طلب في 2024، ما يشير إلى رغبة متزايدة في الهجرة الدائمة وليس المؤقتة.

هجرة معاكسة محدودة

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل استقبلت خلال الفترة ذاتها 74 ألف مهاجر جديد في 2022، و46 ألفًا في 2023، وقرابة 24 ألفًا حتى أغسطس 2024، معظمهم من يهود أوروبا الشرقية وروسيا وأوكرانيا، الذين دفعتهم الحرب الروسية - الأوكرانية للبحث عن ملاذ آمن، وفقًا لما جاء في بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.

لكن رغم ذلك، تبقى الهجرة من إسرائيل أكبر بكثير من الهجرة إليها، ما يعكس أزمة ثقة داخل المجتمع الإسرائيلي تجاه الوضع السياسي والاقتصادي الراهن.

الأقباط متحدون - تحول أمريكي جزئي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ويرى الخبراء أن استمرار هذه الموجة خلال عام 2025 يعكس حالة من القلق الوجودي لدى قطاعات واسعة من الإسرائيليين، خاصة الطبقة الوسطى وأصحاب الكفاءات التقنية والمهنية العالية.

وتتزامن هذه الظاهرة مع ركود اقتصادي حاد وتراجع الاستثمارات الأجنبية، وسط خلافات داخل الحكومة حول إدارة الحرب في غزة، وإعادة الإعمار، والعلاقات مع واشنطن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

أزمة هوية وشرخ داخلي

مع تصاعد موجة الهجرة وفقدان الثقة بالقيادة السياسية، تبدو إسرائيل مقبلة على مرحلة إعادة تقييم شاملة لهويتها وموقعها في المنطقة، وتعد هذه الظاهرة تهديد للبنية الاقتصادية والاجتماعية للدولة وتضع مستقبلها أمام أسئلة وجودية غير مسبوقة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search