علماء يفكّون الشفرة الوراثية للغذاء، اكتشاف جديد يغيّر خريطة الزراعة العالمية

يواصل العلماء والباحثون، البحث عن حلول غير تقليدية لزيادة الإنتاج الزراعي دون استنزاف الموارد الطبيعية، وذلك في ظل سباق الابتكارات العلمية، الهادفة إلى مواجهة أزمات الغذاء العالمية، فمع تفاقم آثار التغير المناخي وتقلص الأراضي الصالحة للزراعة، يبدو أن الزراعة تدخل حقبة جديدة تقودها الهندسة الوراثية، حيث لم يعد تحسين المحاصيل، يعتمد على الأسمدة أو التربة، بل على “إعادة برمجة” الجينات نفسها.

اكتشاف جين نادر في نبات القمح

وفي خطوة تم وصفها بأنها قد تغير مستقبل إنتاج الغذاء عالميًا، أعلن باحثون من جامعة ميريلاند الأمريكية اكتشاف جين نادر في نبات القمح، يمكن أن يجعل السنبلة الواحدة، تنتج ثلاثة أضعاف عدد الحبوب المعتادة، ما قد يشكل نقطة تحول في جهود تحقيق الأمن الغذائي العالمي.

سرّ مضاعفة الإنتاج.. جين “WUS-D1”

وكشف بحث جديد نشرته دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) خلال أكتوبر الجاري، أن الجين المعروف باسم (WUS-D1)، الذي وجد أنه كان خاملًا في القمح العادي، لكنه نشط بصورة غير معتادة في نوع نادر من القمح البري، وظهر كمتحور طبيعي.

وعندما يفعل هذا الجين في المراحل المبكرة من نمو الزهرة، فإنه يحفز نمو الأنسجة المسؤولة عن تكوين الأعضاء الأنثوية، ما يؤدي إلى ظهور ثلاث مبايض في الزهرة الواحدة، بدلاً من واحدة وبالتالي زيادة عدد الحبوب في كل سنبلة.

وقال الدكتور فيجاي تيواري، الأستاذ المشارك في علوم النبات والمؤلف المشارك للدراسة، إن تحديد هذا الجين يفتح الباب أمام تطوير أنواع جديدة من القمح ذات إنتاجية غير مسبوقة، مضيفًا أن ذلك يأتي باستخدام أدوات تعديل الجينات، حيث يمكننا تعزيز هذه الخاصية، لتطوير قمح هجين عالي الكفاءة بتكلفة منخفضة”.

من المختبر إلى الحقول.. ثمار بلا موارد إضافية

وتكمن أهمية الاكتشاف، في أنه لا يتطلب توسعًا في الأراضي الزراعية أو زيادة في استهلاك المياه، إذ إن مضاعفة عدد الحبوب تحدث داخل النبات نفسه، كما يمكن تطبيق هذا المبدأ على محاصيل حبوب أخرى مثل:- (الأرز والشعير والذرة)، ما يمنح الزراعة العالمية دفعة قوية نحو الاستدامة.

وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الإنتاج الزراعي، مثل موجات الجفاف وتدهور التربة والاضطرابات الجيوسياسية التي تهدد سلاسل الإمداد، يمثل هذا النوع من الابتكار بصيص أمل جديد للمزارعين وصنّاع القرار على حدٍ سواء.

الأمن الغذائي في عصر الجينات

ومن المتوقع أن يكون لتفعيل هذا الجين، تأثير مباشر على الأمن الغذائي العالمي، خاصة في الدول النامية التي تعاني من فجوات في الإنتاج الزراعي وارتفاع في أسعار الغذاء، فمجرد زيادة بسيطة في إنتاجية كل نبتة، قد تعني ملايين الأطنان الإضافية من الحبوب سنويًا، وهو ما يقلل الحاجة إلى الاستيراد، ويحد من الهدر ويعزز الاكتفاء الذاتي.

نحو ثورة زراعية خضراء

وفي الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، تلقي هذه الدراسة الضوء على  أن الابتكار الحقيقي، يبدأ من البذرة، وأن جين واحد فقط قد يكون كفيلًا بتغيير معادلة الغذاء في العالم، وتحقيق حلم طال انتظاره، يشمل زراعة أكثر إنتاجًا، واقتصادًا أكثر استدامة، ومستقبلًا لا يخشى المجاعة.

اقرأ أيضًا:-

صادرات تخطت 1.09 مليون دولار في 2025، الجبن المصري يغزو أمريكا

مفارقة اليوم العالمي للغذاء، الجوع يقتل 5 أطفال في الدقيقة و935.5 مليون يعانون من السمنة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.