-
الدعم الأخير، مايكروسوفت تدعم مستخدمي ويندوز 10 (التفاصيل)
-
الإسكان الاجتماعي: لا توجد وحدة سكنية بالواسطة.. ولدينا 768 ألف شقة جاهزة
-
أسعار السيارات الزيرو انخفضت 25% والمستعملة 15%.. رابطة التجار توضح التفاصيل
-
زيادة الأجور تشعل الخلاف بين "العاملين بالقطاع الخاص" ووزير العمل.. والنقابة: "نحن كيان قانوني"
سلاح الرسوم الجمركية، ترامب يضغط على الهند في معركة "النفط الروسي"
الإثنين، 20 أكتوبر 2025 11:10 م

الهند تتجاهل التهديدات وتزيد وارداتها من النفط الروسي
ميرنا البكري
منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعاد استخدام الرسوم الجمركية كسلاح سياسي واقتصادي مزدوج، واليوم، تجد الهند نفسها تحت وطأة هذا السلاح، بعدما أصبحت واحدة من أكبر مستوردي النفط الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ترامب وجّه تهديدًا مباشرًا لنيودلهي؛ إما أن تتوقف عن شراء النفط الروسي، أو تواجه رسومًا جمركية ضخمة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وبالفعل، أعلنت واشنطن فرض رسوم بنسبة 50% على السلع الهندية، في خطوة تمثل فصلًا جديدًا من لعبة شد الحبل بين أكبر ديمقراطيتين في العالم.
نفط ممزوج بالسياسة
بعد العقوبات الغربية على موسكو عام 2022، رأت الهند في الأزمة فرصة ذهبية لشراء النفط الروسي بأسعار مخفّضة، وبمرور الوقت، تحولت إلى أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا، مستفيدة من الفارق السعري الكبير.
لكن من وجهة نظر واشنطن، كل برميل روسي تشتريه الهند هو دعم غير مباشر للحرب في أوكرانيا. ومن هنا، بدأ ترامب في استخدام الرسوم الجمركية كورقة ضغط، حيث ترتبط نصف السلع الهندية المتأثرة تقريبًا بملف النفط الروسي، وفق التقديرات الأمريكية.
الهند تتجاهل التهديدات وتواصل الشراء
جاء الرد الهندي دبلوماسيًا وحذرًا، فقد نفت وزارة الخارجية الهندية وجود أي اتصال بين ناريندرا مودي وترامب حول النفط الروسي، مؤكدة أن أولوية الحكومة هي حماية المستهلك الهندي وضمان استقرار سوق الطاقة المحلي.
وتعتمد الهند على النفط الروسي لتلبية الجزء الأكبر من احتياجاتها بأسعار أقل من السوق العالمي، ووفقًا لبيانات شركة "كيبلر" المتخصصة في تحليل السلع، يُتوقع أن ترتفع واردات الهند من النفط الروسي إلى 1.9 مليون برميل يوميًا بنهاية أكتوبر 2025، بزيادة 20% عن الشهر السابق، رغم التهديدات الأمريكية المتصاعدة.
مفاوضات هادئة خلف الكواليس
ورغم التصعيد الإعلامي، تؤكد مصادر دبلوماسية من الجانبين أن المحادثات التجارية ما زالت ودّية، وأن الوفد الهندي الذي زار واشنطن مؤخرًا عاد قبل أن تصل المفاوضات لطريق مسدود، لكن الغموض ما زال يلف الموقف الأمريكي،
فهل ينوي ترامب توسيع العقوبات فعلًا، أم أنه يستخدمها كورقة ضغط في مساومة سياسية مؤقتة؟
البيت الأبيض أعلن أن الهند بدأت تقليص وارداتها النفطية من روسيا للنصف، بينما نفت مصادر هندية ذلك تمامًا، مؤكدة أن الشحنات المقررة لشهري نوفمبر وديسمبر ستصل كالمعتاد، ما يعكس فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والواقع الاقتصادي.
الهند على حبل مشدود بين موسكو وواشنطن
تسير نيودلهي اليوم على خيط دقيق من التوازن، فمن جهة، تسعى للحفاظ على تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن، التي تُعد شريكًا رئيسيًا في التكنولوجيا والدفاع، ومن جهة أخرى، لا يمكنها التخلي عن النفط الروسي الذي يوفر لها مليارات الدولارات سنويًا من فارق الأسعار.
القرار بالنسبة للهند اقتصادي بقدر ما هو سياسي؛ إذ إن تقليص وارداتها سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود محليًا وزيادة معدلات التضخم، أما تحدي واشنطن فسيعرّض صادراتها البالغة 80 مليار دولار سنويًا إلى السوق الأمريكي للخطر.
بعبارة أخرى، تحاول الهند إرضاء ترامب دون خسارة موسكو.
تداعيات أوسع، خريطة الطاقة العالمية تتغير
إذا واصلت واشنطن الضغط، فقد تلجأ الهند إلى تنويع مصادرها النفطية عبر الخليج أو إفريقيا، مما سيؤدي إلى إعادة رسم خريطة تجارة النفط في آسيا. وفي المقابل، قد تلجأ روسيا إلى تقديم خصومات إضافية أو اعتماد الروبل والروبية في التسويات التجارية للحفاظ على حصتها في السوق الهندي، وسياسيًا، فأي تصعيد من واشنطن قد يدفع الهند إلى تقارب محدود مع الصين في ملف الطاقة، وهو سيناريو يُقلق الولايات المتحدة بشدة.
ورقة النفط الروسي، اختبار لتحالفات المستقبل
العلاقة بين الهند وأمريكا تمر الآن بأخطر اختبار اقتصادي منذ سنوات، فالهند لن تضحي بتحالفها مع واشنطن، لكنها في الوقت ذاته لن تتخلى عن مصالحها الحيوية مع موسكو. أما ترامب، فيوظّف الملف في إطار استراتيجيته الانتخابية "أمريكا أولًا"، حتى وإن كان الثمن توترًا مع الحلفاء التقليديين.
المشهد لا يزال مفتوحًا، لكن المؤكد أن "ورقة النفط الروسي" أصبحت أحد أخطر أدوات الصراع الاقتصادي العالمي، وقد تغيّر خلال الأشهر المقبلة اتجاهات الطاقة والتجارة والتحالفات الدولية.
اقرأ أيضًا:
ترامب: الهند لن تشتري النفط الروسي و«نيودلهي»: ليس لدينا علم بعد
الرئيس الروسي: انسحاب النفط الروسي من السوق العالمية سيرفع الأسعار

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تداعيات الإغلاق الأمريكي على سوق الإسكان، قروض متوقفة ومخاطر تمتد إلى البنوك
20 أكتوبر 2025 03:53 م
لماذا أصبح الذكاء الاصطناعي شرطًا للبقاء في سوق صناعة المنتجات الاستهلاكية؟
20 أكتوبر 2025 03:00 م
صناعة المبيدات تتخطى 102 مليار دولار، والصين تفرض سيطرتها على الأسواق العالمية
20 أكتوبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً