إنستجرام يبدأ آلية جديدة لتحديد أعمار المستخدمين قبل تطبيق قيود عمرية صارمة

الإثنين، 08 ديسمبر 2025 02:00 ص

منصة إنستجرام

بدأت منصة إنستجرام في تجربة نظام تقني جديد للتحقق من أعمار مستخدميها، تمهيدًا لتطبيق تشريعات مرتقبة في عدد من الدول تحظر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا، وعلى رأسها أستراليا، وتأتي هذه الخطوة في إطار الاستعداد لموجة من القوانين الصارمة التي تهدف إلى حماية القُصَّر من مخاطر الفضاء الرقمي، وسط تساؤلات بشأن دقة التكنولوجيا المستخدمة وسهولة التحايل عليها.

وخلال تجربة عملية أجراها فريق من المختصين، جرى إنشاء حساب لمستخدم يبلغ من العمر 29 عامًا، قبل تعديل بيانات الميلاد ليُسجَّل على أنه في سن 15 عامًا، وعند محاولة تصحيح البيانات لاحقًا، طلب النظام تنفيذ إجراء تحقق عبر تسجيل فيديو سيلفي يُحرّك فيه المستخدم رأسه يمينًا ويسارًا، اعتمادًا على تقنيات تقدير العمر من خلال ملامح الوجه وتحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وبعد دقائق معدودة، أكد النظام أن المستخدم تجاوز الحدّ العمري القانوني، رغم إدخال بيانات غير دقيقة في البداية، وهو ما كشف أن النظام يستطيع في بعض الحالات التعرّف على البالغين بسهولة، خاصة من تبدو عليهم علامات واضحة للتقدم في العمر كوجود اللحية أو الشارب، الأمر الذي أثار تساؤلات حول قدرة القاصرين الأكبر سنًا على تجاوز هذا النوع من الفحوصات.

وثيقة هوية حكومية رسمية لإثبات العمر

وعلى الجانب الآخر، أظهرت تجربة مماثلة أُجريت على طفل يبلغ 13 عامًا نتائج أكثر تشددًا، إذ فشل النظام في التحقق من بلوغه السن القانونية، وطالب بتقديم وثيقة هوية حكومية رسمية لإثبات العمر، ما يعكس قدرة الآلية الجديدة على منع فئة من القاصرين من استخدام المنصة دون استيفاء الشروط المطلوبة.

ويرى خبراء في مجال التقنية أن نظام التحقق الجديد لا يزال يعاني من هامش خطأ واضح، خصوصًا عند التعامل مع مستخدمين تقع أعمارهم بالقرب من الحدّ القانوني، أو ينتمون إلى فئات سكانية قد لا تكون ممثلة بشكل كافٍ في قواعد بيانات تدريب الخوارزميات.

كما حذّر مختصون في شؤون الخصوصية من أن الاعتماد المفرط على هذه التقنيات قد يؤدي أحيانًا إلى حظر حسابات لمستخدمين بالغين عن طريق الخطأ، أو السماح لبعض القاصرين بتجاوز القيود، وهو ما يتعارض مع الهدف الأساسي للتشريعات الرامية لحماية الأطفال.